الوجه الآخر في مأساة أبي طارق غسان حسين حسين

25/11/2019
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم الأستاذ يوسف حيدر

لم أعرف غسان حسين حسين، أبا (طارق) يوماً إلا ضاحكاً أو مُبتسماً، وكانت علامات المرح والدعابة تواكب حركاته، فتؤنس جليسه ومعارفه.

أما اليوم، بعد ان أفجعه القدر بفقد ابنه البكر (طارق) ابن الثلاثين ربيعاً، بعد هذه الفاجعة، إنقلبت الصورةُ الجميلة أمام ناظريه، فاختفت تلك الابتسامة، واسودت الدنيا بوجهه، وأمست لا تساوي عنده جناح بعوضة ... وعندما قدمت له واجب العزاء، آلمني مشهده المكدود، فكان كالمخدَّر الموجوع، لا يستطيع الكلام، وكانت دموعه الجارية على وجنتيه بصمت تحكي قصة نيران الحزن المتأججة في قلبه الجريح.

وقد آلمني أكثر وهو يضرب وجهه بكلتا يديه. كمن يشعر بعقدة الذنب، فدعوت له بالصبر والعزاء ولزوجه ولإبنه وابنته بالسلوان.

لقد تدفق وجدانه كالنهر الهادر الذي لا تقف بوجهه سدود، تقدّمت العاطفة وتراجع المنطق، فكان الضياع ثالث هذا الصراع المأساوي.

لا يا أبا طارق! شيءٌ من الصبر، فالموت ضريبة على كل الكائنات كبيرها وصغيرها، أو لم تسمع الله يخاطب رسوله الأعظم، مذكراً إياه بالفناء والموت وهو يقول:« إنك ميِّتٌ وإنهم ميِّتون».

صحيح بأن فجيعة ابنك لا تُعوَّض، ولكن لا بُدّ من الرضى بما قدر الله، ولا بد للحياة من أن تستمر الى ما شاء الله بالأولاد والأجيال...

ألهمك الله الصبر يا أبا طارق وأسرتك الكريمة، والرحمة والغفران لفقيدك الغالي...

ولا حول ولا قوة الا بالله.

عمشيت في ٥/٥/٢٠١٩