رَحِيلُ الكِبَار مُهداة إلى روح الحاج حسين محمد حيدر أحمد (ابو بسّام) (1)

25/3/2019
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم الأستاذ يوسف حيدر أحمد

إنَّ العُمرَ لا يُقاس بالسنوات والساعات، إنّما يُقاس بالعمل الهادف والقِيمَ والمصلحة الفرديّة والإجتماعيّة. وهذا ما دأبَ على تحقيقه المرحوم الحاج أبو بسّام طيلة حياته المديدة.

لقد سخّر طفولته وشبابه للكد والجهاد والنشاط على الرُّغم من قساوةِ الحياة التي كابدها مع أهله.

وبعد زواجه، قام بتربية أسرة صغيرة، علّمها حُبَّ الخير والمسؤوليّة والوفاء والعمل الصالح. وبادلته هذه الأسرة التحيّة بأحسن منها من حيث الرعاية، وكرامة العيش، وتأمين شيخوخة مريحة لكلّ مستلزمات الحياة.

وكان إبنه الوحيد بسّام، يستضيفه في بلاد الإغتراب لبضعة أشهر من كل عام حيث كان يعمل، حتى شارف على المائة عام من العمر.

كان الحاج أبو بسّام رجلاً محبوباً هنيَّاً في حياته، وكان يحمل قلباً شُجاعاً لا يهاب الموت في مواقفه الوطنيّة الحكيمة. وكانت ابتسامته الجميلة، وقسمات وجهه تخبران بما تحمله شخصيته من رصانةٍ وهيبةٍ ووقار وذكاء...

رحل الحاج أبو بسّام بصمتٍ وسكينة دون إزعاج وكأنّه مسافر في رحلةٍ هادئة إلى العالم الآخر. رحمك الله يا أبا بسّام. فقد كنتَ هنيّاً في حياتك كما في موتك؟ وكنتَ خير أنيس وصديق لكل من عرفك وعاشرك، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.

الهوامش:

(1) تاريخ الوفاة 17/12/2018م. الموافق 9 ربيع الثاني 1440هـ.