والداي العزيزان

15/11/2018
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم المهندس قاسم عبدالله الحسامي

إلى والدتي العزيزة

نفتقدك بعد رحيلكِ من هذه الدنيا

لقد كنتِ الوالدة المحبّة العطوفة الحنونة ولم تبخلي علينا بشيء طوال عمرك.

إن فقدان الأبوين خسارة مؤكدة للأبناء بصرف النظر عن العمر الذي يرحلون به.

وإن كلمة رضاء منهما تساوي كنوز الدًّنيا كلها.

إن الإنسان يدرك قيمة أهله بعد فقدانهم ويشعر أن شيئاً ما قد نقص في البيت ولم يعد موجوداً ولا تعويض له. لقد عشت حياةً مليئة بالعمل والمثابرة وبالسعادة حيناً والعذاب أحياناً أخرى، خصوصاً بعد وفاة ابنك الدكتور عاصم وهو في ريعان شبابه.

نرجو أن تكوني مع والدنا وشقيقنا عاصم في رحاب الله تعالى، طالبين رضاك حيث أنت موجودة الآن في ظلال رحمة الله ورضوانه.

أولادك عبدالله وعمر وعصام.

المرحومة ناهدة عبد المجيد الحسامي من مواليد العام 1928 في جبيل والدها عبد المجيد كان تاجراً في سوق جبيل القديم وكان يملك محلاً مجاوراً لمدخل جبانة جبيل، وقد انتقل للسكن في بيروت في البسطة التحتا في أواسط الثلاثينيات من القرن الماضي.

أشقاؤها المرحومون الدكتور منير وسعيد وحسن الحسامي، تزوجت من المرحوم عبدالله الحسامي سنة 1951م. ورزقت منه أربعة أولاد: قاسم، منيرة، عاصم، هبة.

إلى والدي العزيز:

إنّه لمن الصعب جداً أن يكتب الإنسان عن والده. فالكلام قد يكون مبالغاً فيه وقد تتغلب فيه العاطفة على الحقيقة.

لكن وبكل أمانة أقول أنّ والدي قد عاش حياته صادقاً مع نفسه ومع محيطه، وكان رائداً في الواجبات الإجتماعيّة وكلّ من عرفه يعلم هذا الأمر.

وكان كما يقول المثل العام لا يقطع الخيط مع أحد ويحاول دائماً إيجاد الحلول الممكنة والواقعيّة للمشاكل التي قد تعترضه على الصعيد الخاص أو العام.

ولد المرحوم عبدالله قاسم الحسامي في جبيل عام 1921 ميلاديّة. والده الدكتور قاسم عبدالله الحسامي وكان أول طبيب أسنان في قضاء جبيل وجوارها وقد توفي العام 1943م.

تلقى والدي علومه الإبتدائيّة والتكميليّة في معهد الأخوة المريميين في جبيل وجونية وحاز بعد ذلك شهادة في المحاسبة من أحد المعاهد في بيروت، أمضى جُلَّ حياته في الوظيفة العامّة حيث عمل أولاً في مصلحة سكك الحديد، ثُمّ إنتقل العام 1955 إلى وزارة الأشغال العامّة حيث كان في العشرين سنة الأخيرة من الوظيفة مسؤولاً عن دائرة صيانة الأبنية الحكوميّة في محافظة جبل لبنان ومركزها في الحازميّة.

إحيل إلى التقاعد عام 1985 وتوفي العام 1989م.

 

تزوج السيّدة ناهدة عبد المجيد الحساميّ وأنجب منها أربعة أولاد: قاسم، منيرة، عاصم، هبة وقد توفي إبنه الدكتور عاصم عام 1991م. إثر حادث أليم.

من خلال الأحداث الأليمة التي عصفت بالوطن بداية من العام 1975 وفي منطقة جبيل تحديداً، ساهم والدي بالتعاون مع مجموعة من أعيان قضاء جبيل في تهدئة الأوضاع والحفاظ على أجواء العيش الهادئ لمختلف شرائح المجتمع الجبيلي، وقد ساهمت تلك الاجتماعات في الحفاظ على الروابط المشتركة بين الجبيليين من محبّة وحُسن جوار التي كانت تربطُ مختلف الطوائف الكريمة في جبيل.

إنني أشكر مجلة «إطلالة جُبيليّة» وأخصُّ بالشكر فضيلة الدكتور القاضي الشيخ يوسف محمد عمرو الذي كانت تربطه صداقة خاصة بوالدي وله جُهد مشكور في الكشف عن دور وتاريخ العائلات الإسلاميّة في جبيل وكسروان أشكركم على إتاحتكم الفرصة لنشر آراء أو معلومات تساهم بإلقاء الضوء على مُختلف العائلات والشخصيات، خصوصاً الإسلاميّة التي سكنت هذه المنطقة وعدم طمس دورها في غياهب الأيام.