الحاجة ميري الحاج مصطفى عمرو (أم قاسم) في رحاب الله تعالى

22/1/2018
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

 

بقلم زوجها: الحاج عصام قاسم عمرو

 

يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي. رحلت أم قاسم الحاجة ميري مصطفى عمرو ليلة الجمعة الموافق 1 كانون أول 2017 في عمر الزهور، خمسة وثلاثون عاماً بينها عامان ونصف العام تصارع المرض بسلاح الضحكة والإبتسامة التي لم تفارق وجهها، والأمل بالحياة للتغلب على المرض الجرثومي. بالتقوى والإيمان والصلاة التى لم تفارقها في أصعب مراحل المرض رغم الأوجاع والآلام، نعم أم قاسم كانت تتيمم وتصلي وهي في فراش العلاج لتؤدي فريضتها، ولكن فتك المرض بجسدها ولكن لم تفارق وجهها الإبتسامة والروح المرحة مع كل من زارها في المستشفى، يتعجب الجميع ويقول (مابكي شي يا أم قاسم) ولكن لا يعلم ان أم قاسم كانت تصارع المرض بالإبتسامة والضحك والمزاح! ولكن للأسف خطفها المرض الذي لم يترك بيتاً من شرّه وخبثه، ولكن في المقابل اختارها الله سبحانه وتعالى في مولد الصادق نبيّنا محمد w وليلة الجمعة كان يوم منية أم قاسم ليكون تكريماً حقيقياً في الدنيا لأم قاسم وروحها الطاهرة وإيمانها بالله وأهل بيته الطاهرين.

 

تركت (ميرا) بصمات جميلة، تركت السمعة الطيبة والمحبة والمودة، تركت الكرم وحسن الضيافة، تركت خلفها ذكريات حلوة بين كل من عرفها في الغربة أو في موطنها، ولكن زرعتهم في محمد قاسم وجواد وقمر وشمس ليكونوا صورة مشرقة لها ليجملوا وليكملوا ما صنعته ان شاء الله. هي من تعبت وسهرت وضحت لأجلهم.. هم أولادها الذين ما كانت ترى غيرهم في حياتها.. حرمت نفسها كثيراً لإسعادهم على حساب صحتها وجسدها، لم تعنِ لها مظاهر الحياة ولا الكماليات فقط أن ترى الراحة والإبتسامة والسعادة على وجوه أولادها، وهكذا فعلت رحمها الله.

 

كان في وصيتها حكمة لم يفهمها الكثيرون، في شخصيتها قوة عظيمة يصعب وصفها وهي وحشة القبر لا تريد (تونيسة) والسبب هو إيمانها بالله جيداً.. ولا تريد الاكل والشراب ولا ذكرى الأربعين ... تريد فقط رحمة الله في (كفالة يتيم) أي صدقة جارية في الدنيا وهذا ما سعت اليه أم قاسم في الدنيا وليس ملذات الحياة.

 

رحمك الله يا أم قاسم وأدخلك فسيح جناته.

 

إنا لله وإنا اليه راجعون