وداع الأحبة: الشريفة «أم محمد» جمّول في جوار الإمام عليّ (ص)

4/1/2016
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: الحاجة سلوى أحمد عمرو

كان يوم الخميس في السادس والعشرين من تشرين الثاني 2015م. الموافق للرابع عشر من شهر صفر 1427هـ. يوماً حزيناً في حياتي. حيث كنت ارى السماء مُلَّبدة بالغيوم السوداء ولا أرى إلاّ اشعة ضئيلة من الشمس من بين تلك الغيوم. كما كان الحزن يسيطر على توجهاتي شاعرة بحاجتي للبكاء دون معرفة السبب!!

وبعد صلاة العشاء جماعة في المسجد الجامع في مدينة جبيل ودعاء كميل بن زياد سمعت إمام المسجد وهو ابن عمي القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو يخبر المؤمنين برحيل صديقتي العزيزة الشريفة السيدة حسنة محمد جمّول زوجة فضيلة الشيخ رضوان المقداد. والعزم على تشييعها إلى النّجف الأشرف طالباً قراءة الفاتحة عن روحها الطاهرة. نزل الخبر كالصاعقة. وتركت عيني تفيضان بالدموع وتركت لذكرياتي معها الكلام.

عَرفتُ هذه الشريفة الطاهرة منذ أكثر من عشرين عاماً من خلال تبادل الزيارات بيننا في الضاحية الجنوبيّة لبيروت. ومن خلال قريتي لاسا والمعيصرة. كما عَرِفت بها إيمانها الكبير بالله تعالى والثقة به والرّضى بقضائه عزّ وجل حيث لم أعرف عن مرضها كما عَرفتُ بها حرصها على تربية إبنتها الوحيدة وأبنائها السبعة على محبة الله تعالى وأهل البيتi، وعلى المحافظة على الواجبات والمستحبات وعلى التسامح والمحبة.

كما عرفتُ محبتها للقرآن الكريم حيث كانت تُدّرس القرآن الكريم للفتيات في بلدتها دير الزهراني. ومحبتها للإمام الحسين ولأهل البيت i، وإقامتها لمجالسهم i، في منزلها في الضاحية الجنوبيّة وفي بلدتها لاسا تقرباً إلى الله تعالى.

لقد اطمأن قلبي وزادني رضىً بقضاء الله تعالى فضيلة الشيخ رضوان المقداد عندما سمعته عصر يوم السبت الواقع فيه 28 تشرين الثاني من على منبر حسينيّة البرجاوي يتكلّم عن سيرة «أم محمد» العطرة وصبرها في الحياة وعن أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر وعن محبتها للإمام الحسين (ص)، وعن بشارته لها في عالم الرؤيا بزيارتها له في شهر صفر من هذا العام. وهكذا كان..

في أمان الله تعالى وأمان أجدادك الطيبين الطاهرين أيتها العلوية الشريفة في البقعة الطيبة الطاهرة من أرض النّجف الأشرف. وألهم ابن عمك فضيلة الشيخ وآلك الكرام الصبر وَحُسن العزاء.

وإنا لله وإنا إليه راجعون