كلمات في وداع أُمي

22/1/2018
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

 

للحاج حسين أسعد (أبو علي)

 

الإيمان ينبع من أرواح الأُمهات فيصبح حيويّة في أجساد الأبناء، ومن خلاصته يتغذون بماء قلب أمهاتهم بلبان العطف والمحبة والشجاعة والمفادات، فالأمهات هن الكل بالكل والأبناء عناوين أخلاقهنّ.

 

الأُم رمز التضحيّة تبذل ذاتها في سبيل زوجها وأبنائها وتذوب في هيكل المحبة والعطف كما تذوب الشمعة لا تشكو ولا تتململ، لكنها تبتسم للعذاب والصعاب لأنَّ دافعاً خفياً يقويها ويشدد عزيمتها. ويوحي إليها أنّ رسالة الأمومة لا تُخط إلا بمداد هو مزيج من دموع ودماء.

 

أحببت أُمي الملائكية (رحمها الله تعالى)، وفضلتها على كل إنسان حيث حملتني جنيناً وأرضعتني طفلاً وحنَّت عليّ يافعاً وهذّبتني وزرعت في نفسي بذور المحبة شاباً وكهلاً، وعندما لبّت نداء ربّها استمطرت عليها شآبيب الرحمة وناديتها أيتها الملاك الطاهر يا أُمي مريم صالح.

 

ليس كثيراً عليك أن تكون الجنّة تحت أقدامك، كما قال الشاعر:

 

لك الجنات وسط كرامِ قومٍ

 

بذلك بشَّر الله القديرُ

 

وسيرتك المنارة سوف تبقى

 

رجاءً يستضيء بهِ الضميرُ

 

كفانا بالموت واعظاً

 

فيا للموت من وعدٍ ما أَصدقهُ ومن حاكم ما أَعدلُه، كفى بالموت مُقرِّحاً للقلوب وَمُبكياً للعيون ومُفرّقاً للجماعات وهادماً للذّات وقاطعاً للأُمنيات، كما قال الشاعر:

 

إلى الله أشكو لا إلى النّاس أَنني

 

أرى الأرض تبقى والأخلاء تَذهبُ

 

أخلاءِ لو غَيرُ الحمام أَصابكم

 

عَتبتُ ولكن ما على الموتَ معتبُ

 

فلا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.