محمود مرعي مراد وداعاً

4/1/2016
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: الأستاذ حسين محمد علي أبي حيدر

مختار بلدة الحصون

كان في السادسة عشرة من عمره، خطف الموت والده. بقضاء الله تعالى وقدره. ليتركه يترعرع على يدي والدته المرحومة خيرية السباعي. هذا اليتيم قد نشأ في الأشرفية ـ بيروت، تأقلم مع أجوائها وعاش مدّة الأحداث اللبنانيّة مُكملِاً حياته بجهد وصبر. وبعد مرور سنين دخل شاباً يانعاً إلى عالم المجتمع مواجهاً صعوباته بقوة وعزيمة. فعمل لمدّة قصيرة في وزارة الزراعة ثُمّ انتقل ليعمل بعدها في بنك لبنان والمهجر. وبعد جُهد وعمل دؤوب فتح الحب باب قلبه ليرى نفسه كفرد مسؤول واع فتزوج من إبنة خالته سامية حيدر وقد أنجب منها خمس بنات صالحات. حقاً لقد كان أباً مثالياً حنوناً يكبُّ من حبه في احضان عائلته لتحيا بهناء وطمأنينة.

إلى أن دقَّ ناقوس الخطرٍ والألم دقَّ فأصابه مرض السرطان القاسي في حُنجرته. فعاش مُعاناة الحُزن واليأس ولعّل دعاء من حوله قد أنقذه بأعجوبة. فَحبَّه لله وللحياة .كان له شفاءً ورحمة. لكن خيالات المرض ما فتئت تلاحقه فأصيب بنوبات قلبيّة شديدة اضطر على اثرها ان يخضع لعمليات جراحيّة لشرايينه فوضع «رسورات » أضعفت عضلة القلب فوضع بطاريّة لعلها تساعد وتساهم في تخفيف وجعه.

هذا الإنسان كان يرى أزهار الحياة فواحةً رغم ذبولها والبراعم مشرئبة رغم يباسها. فالحياة عنده كانت سراج نور يقتبس منه الأمل لحياة جديدة من الصبر والعطاء.

وفي يوم 30/12/2015م. لبّت خالته الحاجة أم غازي نداء الله تعالى، واسلمت له الروح في منزلها في بلدة الحصون الأم الحنون لزوجته ولكثرة تعلّقه بها وحزنه عليها وكأن الحياة لا تستمرُّ دونها فهي قطعة من فؤاده. وما أن مرّت خمس ساعات على رحيلها حتى نادته المنيّة والحقه الله تعالى بها، ليشيعا سوياً بثوب العفّة والنقاء وليدفنا بجانب بعضهما البعض في رحاب رحمة الله تعالى ورضوانه في جبانة العائلة في بلدة الحصون عن عمر أربعة وستين عاماً.

 

الهوامش:

(1) أرملته: سامية الحاج حسين نسيب حيدر

شقيقاه: الحاج حمد، ملحم

بناته: عبير، سمر، ديالى، خيرية، وداد

شقيقاته: المرحومة نزهه زوجة الحاج عبد الكريم بو حيدر، وداد.