لقاء مع مدير مدرسة رسول المحبّة (ص) في جبيل

25/3/2019
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

إعداد هيئة التحرير

بمناسبة مرور أربعين عاماً على انطلاق جمعيّة المبرّات الخيريّة ومؤسساتها المباركة في عام 1978م. على يدي سماحة المؤسس العلاّمة المرجع آية الله العظمى السيّد مُحمّد حسين فضل الله (رض)، وبمناسبة مرور عشر سنوات على إفتتاح مدرسة رسول المحبّة (ص)، في جبيل عام 2008م. التابعة لجمعية المبرّات الخيريّة كان لقاء مجلة «إطلالة جُبيليّة» مع مدير المدرسة الأستاذ الحاج محمّد سليم في مكتبه في المدرسة، قبل ظهر يوم الثلاثاء الواقع فيه 22 كانون الثاني 2019م.

والأستاذ الحاج محمد سليم هو من آل الحاج يوسف في بلدة بحبوش، قضاء الكورة والتي ترجع جذورهم إلى آل حماده شيوخ الفتوح وبلاد جبيل والمنيطرة والبترون وشمال لبنان أيام الدولة العثمانيّة. وهو يتمتع بالسيرة الحسنة والأخلاق الطيبة وبالخبرة التربويّة. وهو حائز على إجازة في إدارة الأعمال ويتابع حالياً تحضير ماجستير في الإدارة الإقتصاديّة والإجتماعيّة في الجامعة اللبنانيّة... كما عمل سابقاً في إذاعة البشائر (2001 - 2008) وفي مؤسسة العلاّمة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض) (2008 -2011) ونادي المبرّة الرياضي (2004 - 2010) وقد شغل منصب إدارة المدرسة منذ عام 2011 ولغاية تاريخه. كما يشغل أيضاً منصب أمين العلاقات العامّة في جمعية كشّاف المبرّات. وكان معه هذا اللقاء:

 

نشاطات تربويّة

 

نبذة عن سماحة المؤسس(رض) وتوجهه واهتمامه ببلاد جبيل وبإنشاء المركز الاسلاميّ الثقافيّ

أو مجمع المحبّة:

أخذ سماحة السيّد المرجع (رض) قرار إنشاء المسجد والمدرسة في جبيل حيث تمَّ وضع حجر الأساس لمسجد الإمام عليّ بن أبي طالب t، بمناسبة ذكرى المولد النبويّ الشريف في 15 ربيع الأوّل 1421هـ الموافق 16 حزيران سنة 2000م. كما تمّ إفتتاح مسجد الإمام عليّ بن أبي طالب t، في آخر جمعة من شهر شعبان 1427هـ. الموافق 23 أيلول 2006م. من قبل رئيس الجمعيّة سماحة العلاّمة السيّد عليّ فضل الله. وأمّا المدرسة في العام 2008، وذلك انطلاقاً من حرصه واهتمامه الكبيرين بمنطقة جبيل وأهلها. وكان يعتبر أن المدرسة والمسجد يمكن أن يتكاملا لتأدية الدور ذاته وهو بناء الإنسان.

من هنا كانت مدرسة رسول المحبّة التي أنهت في العام 2018 عامها العاشر تعمل وفق رؤية ورسالة جمعيّة المبرّات الخيريّة التي تهدف الى بناء انسان واع مثقف مؤمن بالله تعالى وبرسالاته، مُنفتح على الآخرين يعطي للناس ويساهم في بناء المجتمع ويواكب كل المتغيرات، الانسان الحركي في تفكيره حيث كان سماحة المرجع يؤكد ويشدد على بناء الانسان الذي يملك العقل المتحرك وليس العقل المتجمّد. هذه هي المرتكزات التي جعلت من مشروع المبرّات الخيريّة في جبيل (المدرسة، المسجد، المركز الثقافي، مكتب التكفل...)، مُلتقى للجميع بإختلاف مذاهبهم وطوائفهم وانتماءاتهم حيث العلاقة مع الكلّ تتميز بالمحبّة والإحترام والتعاون والانفتاح.

نبذة عن المدرسة خلال عشر سنوات:

إنطلقت مدرسة رسول المحبّة عام 2008 بصفوف من الروضات حتى الرابع أساسي ولغة التدريس هي الفرنسية وبدأت تكبر وتنمو شيئاً فشيئاً إلى أن وصلت صفوفها الى التاسع أساسي، وهي تضمُّ مبنيين: المدرسة المجانية من الأوّل حتى السادس أساسي، ومبنى آخر يضمُّ الادارة وقسم الروضات والمتوسط وعدد من المُختبرات: علوم، رياضيات، كمبيوتر، مكتبة، ديوانية قرآن ومُحترف فنون.

وتمّ افتتاح الفرع الإنكليزي عام 2014 حيث بدأت صفوف الروضات حتى وصل هذا العام إلى الحلقة الثانية مع افتتاح الصف الرابع أساسي 4 G.

ولأن المبرّات أُنشئت لتلامس هموم الناس وتقدم المساندة الدائمة لهم، ولأنَّ لكلِّ تلميذ الحقّ في التعلم فقد تمَّ إفتتاح قسم الدمج التربوي الذي يُعنى بتلامذة الصعوبات التعلمية في العام 2013 وبعض الاقسام العلاجية مثل قسم علاج النُطق وقسم علاج الحسي الحركي.

كما تُقدّم المدرسة خدمات الإرشاد التربوي الصحي للتلاميذ من خلال البرامج الموجهة والهادفة إضافة إلى برامج مُتعددة خاصة بالأهل. ولا ننسى دور الإرشاد الديني الذي يعمل في المدرسة من أجل تعزيز البناء الروحي والإيماني عند تلاميذنا.

إنّ مدرسة رسول المحبّة تلتزم بنظام الجودة ISOـ 9001 المعمول به في كل مدارس المبرّات والذي يخضع للتدقيق والمتابعة المركزيّة والذي يجعل المدرسة في حال تجدد مُستمر انسجاماً مع فكر المرجع المؤسس وتوجيهات السيّد المدير العام لجمعيّة المبرّات الخيريّة الدكتور السيّد محمّد باقر فضل الله التي تُحمّل مؤسسات المبرّات مسؤوليّة التألق والابداع المستمر وعدم الإكتفاء بالنجاح فقط.

كما يؤمن صندوق دعم الطالب في المدرسة النفقات المتعلقة بالأقساط لأولياء الأمور المُتعثرين مالياً من خلال الحسومات التي يُقدّمها مع الإشارة الى ان الأيتام يتمُّ تسجيلهم وتحمل تكاليف تعليمهم مجاناً حتى بعد إلتحاقهم بالثانويات والجامعات وذلك بتغطية من الإدارة العامّة لجمعيّة المبرّات الخيريّة، علماً أنَّ الأقساط في مدرسة رسول المحبّة هي مُناسبة لأصحاب الدخل المحدود.

نلفت الى ان المدرسة تحقق سنوياً نتائج مُتميّزة على مستوى الشهادة المتوسطة كانت في أغلبها نسبة نجاح 100% مع تقديرات، علماً بأن المدرسة كباقي مدارس المبرّات هي مدرسة مُرحبّة تقدم فرصة التعلم لكلّ التلاميذ على مُختلف مستوياتهم وقدراتهم، وتعمل معهم وفق التعلم المتمايز الذي يراعي الامكانيات والقدرات المتفاوتة للتلاميذ لإيصالهم الى النجاح والتفوق، وهذا أيضاً ما يُعطي المدرسة قيمة مضافة.

نبذة عن أهم نشاطات المدرسة

لا سيما المشاركات الخارجية:

تأكيداً على رسالة المبرّات وانسجاماً مع مهارات القرن21 التي تركز على تعزيز المهارات عند المتعلمين كالتفكير الناقد، حلّ المشكلات، التعلّم التعاوني، التقصي، القيادة الطلابيّة...، تطلق المدرسة في كل عام عدداً من الاندية المدرسيّة مثل: Genius map،Robotex، نادي الفنون، نادي كرة القدم، نادي المسرح.

بالإضافة الى لحظ الأنشطة الصفية واللاصفية في صلب الخُطط التعليمية لتحويل التعلم من عملية تلقينية نظريّة جامدة ومملة الى لعب وبحث واكتشاف يجعل الهدف التعليمي واقعاً مُعاشاً وملموساً للمتعلم، مما يساهم في عملية التنشئة الاجتماعيّة للتلميذ وأيضاً يأتي ذلك انسجاماً مع رسالة المبرّات.

كما أن لفوج رسول المحبّة الكشفي أيضاً الدور المهم في عملية تنشئة الفتيات والفتيان وبناء شخصيتهم القيادية والذي يتوّج أنشطته السنوية بالمخيم الصيفي المركزي.

إنَّ الانشطة هي إحدى الوسائل التي تستخدمها المدرسة في سعيها للتواصل والتآلف والانفتاح على كل أطياف المجتمع. فأصبحت على سبيل المثال المشاركة السنوية لفرقة المدرسة الانشادية في احتفال عيد الميلاد المجيد في الشارع الروماني في مدينة جبيل القديمة، محطة سنوية ينتظرها الكثيرون لتكون الممارسة العملية لفكر المرجع المؤسس (رض) الذي يدعو إلى الانفتاح والتقارب.

إنَّ الانشطة المُتميزة والجهود المستمرة لكل العاملين في المدرسة أَثمرت نجاحات وإنجازات كان آخرها في العام 2018، جائزة المدرسة الدولية، International school a(ص)ard، التي يمنحها المركز البريطاني، وشهادة إعتماد المدرسة البيئية وفق المعايير الأميركيّة والكنديّة للأبنيّة والمدارس الخضراء Green school والتي تمنحها شركة e - Ecosolutions برعاية وزارة التربيّة والتعليم العالي، والمركز الثالث على مستوى لبنان في المسابقة التي تنظمها الجامعة الأميركيّة Maths Science fair بالإضافة الى العديد من الجوائز في المسابقات والمشاركات الخارجية.

وفي إطار حرص المدرسة الدائم على تقديم أفضل الخدمات والتسهيلات لأولياء الامور تمَّ هذا العام اطلاق خدمة الـ GPS في النقل حيث أصبح بإمكان الأهل متابعة حركة نقل أولادهم من المدرسة إلى المنزل وبالعكس، وذلك عبر تطبيق على الهاتف.

كما تمَّ اطلاق برنامج online school system وهو نظام تفاعلي للتواصل بين المدرسة والأهل ليساعدهم على متابعة أداء أبنائهم، وهذا التطبيق مُصمم مركزياً عبر مديرية التربية والتعليم في جمعية المبرّات الخيريّة المعنية بمتابعة ومواكبة شؤون مدارس المبرّات.

التطلعات المستقبلية

للمركز من خلال المبرّة والقاعة:

تستمر المدرسة في التخطيط الإستراتيجي لتبقى مواكبة لكل المتغيرات وقادرة على تقديم أفضل الخدمات وتحقيق أفضل الإنجازات، لذلك يتمُّ العمل حالياً لإنجاز الاعمال النهائية للقاعة التي تقرر تسميتها «قاعة المحبّة» كما أن الطموح موجود لافتتاح القسم الثانوي مُستقبلاً أما بالنسبة للمبرّة فقد تمَّ اتخاذ القرار من قبل الإدارة العامة بإنشاء «مبرّة المحبّة».

ما رأيكم بالقرار الاخير الذي اتخذته بلدية جبيل وهو أن جبيل مركز للحوار الاسلامي - المسيحي وللحوار بين الاديان في العالم.

إننا ندعم كلَّ خطوة أو قرار أو إجراء يساهم في تعزيز التقارب والحوار بين كل الناس حيث أننا نلحظ في كل ممارساتنا التربوية مع تلاميذنا مفهوم قبول الآخر وهذا ما تعكسه مشاركات المدرسة الخارجية التي نذكر منها: المشاركة في الحوار الإسلامي ـ المسيحي مع مدرسة فتاة لبنان، المُنظم من قبل الجامعة اليسوعية، والزيارة السنوية لدير سيدة النجاة للمسنين في حبوب - جبيل، وتبني برنامج المواطنة الفاعلة حيث أصبح مشروعاً سنويّاً تلتزم المدرسة به.

كما نلفت إلى أن رئيس جمعية المبرّات الخيرية سماحة العلاّمة السيّد علي فضل الله، كان له السبق في تأسيس مركز «أديان» الذي يُعنى بحوار الأديان والمذاهب.