حفل توقيع كتاب للدكتور حسن حيدر أحمد « الإرهاب وجذوره الدينيّة »

20/1/2017
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بدعوة من المجلس الثقافي في بلاد جبيل، أقيمت ندوة حول كتاب «الإرهاب وجذوره الدينيّة» مساء يوم الجمعة الواقع فيه 16/9/2016م. في قاعة ثانوية جبيل الرسميّة حضرها حشد من الفعاليات الثقافيّة والدينيّة والسياسيّة والإجتماعيّة والبلديّة والإختياريّة يتقدمهم المفتي الجعفري الممتاز العلاّمة الشيخ أحمد قبلان، راعي أبرشية جبيل المطران ميشال عون، القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو، قائمقام جبيل السيدة نجوى سويدان فرح، النائب الأستاذ عباس هاشم، النائب الدكتور وليد خوري، الشيخ غسّان اللقيس إمام المركز الإسلامي في جبيل، الشيخ محمد حسين عمرو مدير عام مجلة «الوحدة الإسلاميّة»، الشيخ حسين شمص رئيس المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لأبناء جبيل وكسروان، الشيخ محمد أحمد حيدر إمام بلدة زيتون، الأستاذ جان الحوّاط، أمين سر المجلس الثقافي لبلاد جبيل زياد أبي عقل، الشيخ علي برّو مسؤول منطقة جبيل وكسروان في حزب الله، عن التيار الوطني الحر الدكتور بسام الهاشم، مسؤول في لقاء الأحزاب، وطوني أبي يونس مسؤول التيار الوطني الحر في جبيل، مسؤول حركة «أمل» في جبل لبنان الدكتور محمد داغر، الدكتور وفيق ابراهيم، الشيخ رفيق أبي يونس، ممثل حزب البعث الأستاذ باتريك فخري، الأستاذ شربل أبي عقل وغيرهم.

قدّم المحاضرين الدكتور شربل توما ثُمّ تحدّث المطران ميشال عون عن الكتاب مُعتبراً «أنّ مؤلفه استند إلى وثائق تاريخيّة ليبيّن الجذور التاريخيّة للإرهاب الناتج من فهم خاطئ للدين الذي له بعدان: الأوّل، سماوي، روحي يربط الإنسان بالخالق، يرتقي به إلى الكمال. والثاني: انتمائي، إجتماعيّ بإنتماء كل فرد إلى مجتمعه لضمان استمراريته، فتلتف الجماعة حول نفسها دفاعاً عن حُبِّ البقاء» وأشار إلى «أنّ الصراع في أساسه يميل دوماً للبقاء والوصول إلى مراده وتحقيق الغايات المادية، معتبراً أن الديانات كانت الشكل الخارجي لكي يحافظ الإنسان على ما يعتبره حقوقاً مكتسبة».

ورأى « أنّ الدكتور حيدر سعى إلى التنقيب عن مظاهر العنف والإرهاب وتكلّم بإسهاب عن خلفيات تنظيم «داعش» وأنّ لهذه الآفة جذوراً سياسيّة لا يمكن إهمالها، وهي نتاج مجموعة مصالح تضافرت عند هذه الجماعات»، وأضاف:«أنَّ الإنسان عندما يكذب على الروح ويصبح بالتالي سيداً على حياته، فإنّه يكون قد مات داخلياً، داعياً إلى تنقية البعد الروحي في العلاقات الإنسانيّة في سبيل تحقيق مجتمع خالٍ من القتل والعنف».

ثُمّ تحدّث سماحة المفتي قبلان، قائلاً:« إنّ محاكمة التاريخ تكون بالنتائج التاريخيّة والأسباب المكوِّنة للظواهر. لأنّ كثيراً ممّا نراه فوق السطح سببه البنيّة التحتيّة التي تعطيه شكله وهيكله وطبيعة ظواهره ونواتج سلوكه».

وقال:«إنّ المهم هو التأكيد على أن الهيكل الأشهر لديانات السماء لم يؤسس للعنف ولم يُشرّع الفظاعات، ولم يراكم للترويع والإرهاب، ولم ير الدم سبباً لنهم السماء. كما لم يرّوج لدعاية حاجة الله للجثث والفظاعات».

وأضاف قائلاً:« ان الجنوح عن الكُلِّية السماوية هو استبداد تحول إلى مدرسة مارس فيها السلطان لعبة الإختفاء وراء النّص السماوي ليخطف الله حيث يريد، لا حيث يريد الله، لذا أكدَّ الإمام عليِّ t، على الشراكة الكليّة للإنسان. وختم كلامه قائلاً: ان النظام العلماني الضامن للحقوق المدنية والمالية والإجتماعيّة وغيرها أقرب عند الله من النظام الدينيّ الظالم على مستوى الحقوق.

ثُمّ تحدّث الشيخ اللقيس فأشار إلى أنّ «تدمير العالم العربيّ اليوم هو تدمير ممنهج يقصد منه تدمير الحجر والبشر ولا يجرؤ أحد أن يقول هذا إرهاب، فيعقدون الإتفاقات والإجتماعات ولكن بعد فوات الأوان، ويمدّون اسرائيل بمليارات الدولارات من الأسلحة والنقد لأجل التوازن مع العرب»، مضيفاً أن اسرائيل أمامنا نحن فماذا فعلنا وأعددنا. وحتى الآن نحن من يدير الحرب على أنفسنا ولا نفعلُ شيئاً في وجه الإرهاب».

وألقى زياد أبي فاضل كلمة أشار فيها إلى أنّه « في قراءة كتاب الدكتور حيدر الكثير من الأنوار المسلّطة على الإرهاب، معتبراً أنّ » كلَّ دولة دينيّة هي أرض خصبة للتطرف والإرهاب وتعميق التفسخات في المجتمع الواحد».

وفي الختام، ألقى الدكتور حسن حيدر كلمة شكر فيها المتكلمين. واعتبر أن «الإرهابيين يعتمدون الآيات الدينيّة ليبرروا أعمالهم الإجراميّة. والهمُّ كان مُنصّباً في هذا الكتاب على تبيان المبررات التي استند إليها هؤلاء في أعمالهم الوحشيّة». وإذ أكدّ أهمية السياق التاريخيّ للكتاب، وأشار في الختام إلى أن «جبيل كانت وما زالت مدرسة في العيش المشترك».

ثُمّ قام الدكتور حسن حيدر بدعوة الحضور للعشاء في مطعم «كرم الخير» ـ رأس اسطا ـ جبيل. فلبى دعوته غالبية الحاضرين واعتذر راعي ابرشيّة جبيل وبعض الحاضرين عن عدم تلبية الدعوة لإرتباطهم بمناسبات أخرى. وقد لبى دعوته سماحة المفتي الجعفري الممتاز محاطاً بأهالي بلدة رأس أسطا وآل حيدر أحمد ومحبي سماحته وألقيت كلمات بالمناسبة اتفقت على دور سماحته في إرساء الوحدة الوطنيّة اللبنانيّة في الدعوة إلى العيش الواحد. وكان أوّل المتكّلمين القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو شارحاً أوضاع المنطقة قديماً وحديثاً ومطالبها لإبعاد الحرمان عنها، ذاكراً اليد البيضاء لسماحة النائب الأوّل لرئيس المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى العلاّمة الشيخ عبد الأمير قبلان في علمات وقرقريا وبزيون والمعيصرة وغيرها من قرى، واشاد بمواقفه الوطنيّة الأخرى تجاه المحافظة على النسيج الجبيلي الواحد. كما تكلّم صاحب الدعوة الدكتور حيدر أحمد شاكراً لسماحة المفتي ولوالده مواقفهما الوطنيّة. ثُمّ قدّم صورة واضحة عن دور جبيل التاريخي ودور رأس أسطا خاصّة في العيش المشترك وفي الوحدة الوطنيّة.

ثُمّ كانت كلمة لسماحة المفتي الجعفريّ الممتاز عبَّر بها عن شكره وسروره لحلوله بين أهله ومحبيّه. وأشار إلى دور رجال الدين في تعميم القيم الأخلاقيّة والدينيّة.

وبعدها كانت سهرة عائليّة في منزل الحاج ربيع حيدر أحمد تمّ فيها تجاذب أطراف الأحاديث المتنوعة وطلب إلى سماحة المفتي قبلان أن يضع جبيل وأهلها نصب عينيه في المشاريع والخدمات لتحافظ على رمزيتها ومثاليتها.

أخيراً، قدّم الحاج ربيع حيدر أحمد لسماحة المفتي سمكة متحجرة، عمرها أكثر من مليون سنة من حجارة جبال جبيل. وختمت السهرة بقراءة الفاتحة لروح الشهيد الشيخ عماد حيدر أحمد شقيق صاحب الدعوة.