مَوْسِمُ الإِحْسان

25/6/2018
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

شعر الأستاذ الدُّكتور الشيخ عبَّاس فتوني

ظَلِّلْ نفوسَ البرايا بالنَّدَى الخَصِبِ

وافَيتَ تُنشِدُ في السَّاحاتِ أُغنيةً

الصَّومُ أُمنيَّةُ الإِيمانِ يَجمَعُنا

أَيَّانَ غُرَّتُه هَلَّتْ مُشَعشِعَةً

شَهرُ الصِّيامِ ذُنوبُ الخَلقِ يَرمُضُها

ويا لهُ رَمضانُ الرُّوحُ يُؤنسُها

 يا مَعلَماً لِلتُّقَى عَمَّتْ بشائرُه

بدرُ الرِّسالةِ في عَلياكَ مُزدهرٌ

و«فَتحُ مَكَّةَ» فيهِ الشِّركُ مُنحَطِمٌ

و«لَيلةُ القَدرِ» لا تُحصَى فضائلُها

 يا لَيلةً خَصَّها الرَّحمَنُ مَكرمَةً

تَحوي القداسَةَ والقُرآنُ رائدُها

مَتَى أَضاءَتْ سماءَ الكونِ أَحرُفُه

لِلْخَلقِ مدرسَةٌ، بالآيِ مُعجزَةٌ

هوَ الكتابُ رسولُ اللهِ يَحملُهُ

لا صَوْمَ لِلْمَرءِ، عِنْدَ اللهِ، مُكتَمِلٌ

مَنْ صامَ عن حُرَمٍ فالخُلدُ مَسكنُه

قَدِّمْ على طَبَقِ الإِخلاصِ تَضحيةً

صامتْ جوارِحُنا عنْ كلِّ مَعصِيةٍ

يَجولُ حولَ رؤوسِ الكُفْرِ يَقذِفُها

تُعْزَى إِلى «حَيْدرِ الكَرَّارِ» شَفرَتُه

يا مَوْسِمَ الجُودِ وَالإِحْسانِ وَالحُبَبِ(1)

أَلحانُها الحُبُّ تُحيي السَّمعَ بالطَّرَبِ

وحَسبُنا وَحدةٌ تَربو على الحَسَبِ

صَلَّى الأَنامُ على المُختارِ خَيرِ نبي

والنَّفْسُ يَمْنَحُها صَبرًا على النُّوَبِ

شَهرٌ كريمٌ يَصبُّ الخَيرَ كالسُّحُبِ

نَسِيمُكَ الشَّوْقُ فَوَّاحًا تَغَلْغَلَ بِي

مِنْ يَومِ «بَدرٍ» يُناغي شُعلَةَ الشُّهُبِ

والدِّينُ مُنطلقٌ مِن بابِهِ الرَّحِبِ

تُنالُ بالذِّكرِ لا بالمالِ والذَّهَبِ

ساعاتُها فَخَرَتْ قَدْرًا عَلَى الحُقُبِ

نَبْعُ الهُداةِ وَنِبْراسٌ لِكُلِّ أَبِي

أَضْحَى يُضِيءُ لأَهْلِ الأَرْضِ في رَجَب

للهِ أَعْيا فُحُولَ الشِّعْرِ والأَدَبِ

هُدًى يُحَلِّقُ نُورًا في سَما الكُتُبِ

 حتَّى يَصُومَ عَنِ البُهْتانِ والكَذِبِ

ما قِيمةُ الصَّومَ عنْ أَكْلٍ وعنْ شُرُبِ

واطلُبْ منَ اللهِ فَتحاً تَحظَ بالطَّلَبِ

وسَيفُنا الحَقُّ صَوَّامٌ عنِ النَّصَبِ

كَأَنَّها كُرَةٌ تَحدوهُ للَّعِبِ

«بِذِي الفَقارِ»، وَآيِ الانتصارِ، حُبِي

الهوامش:

(1) الحُبب: جمع الحُبَّة، أَي المَحبَّة.