جبيل

22/1/2018
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

 

 

بقلم الشاعر الأستاذ بشارة السبعلي

 

 

 

مُنذ البداية والحضارةُ عندنا

هذا كتابُ الأبجديّة عندنا

نورٌ أشعَّ الحرفَ في كلِّ الدني

طالعتْهُ وقرأتُ ما قدْ دُوِّنَ

وعلى الغلافِ قرأتُ اسمَكِ يا جبيلْ

مُذ دوِّنَ التاريخُ في أخبارِهِ

وذهبتُ مع حَنّون في أسفارِهِ

خاطرتُ مع قُدْموسَ في أخطارِهِ

ونزلْتُ عمق البحرِ في أغواره

وقرأتُ في الأعماق اسمَكِ يا جبيلْ

 

ولأنني في فطرتي أهوى السفرْ

وعلى جبالِ البدرٍ ارسلتْ النظرْ

في الجوِّ في الأفلاكِ داهمني الخطرْ

حدّقتُ في صخرٍ على سطح القمرْ

وقرأت فوق الصخرِ اسمَكِ يا جبيلْ

وعرفت في عصرِ الثقافةِ والعلومْ

هدفي الغيومْ ومأربي ضوءُ النجومْ

لا شيءَ إلاّ المجدُ في الدنيا يدومْ

عمرّت بيتي في الفضا قرب الغيومْ

وقرأت فوق الغيم اسمَكِ يا جبيلْ

والعمرُ يسكنْ في حمى عرزالنا

والشمسُ منذ البدء فوق تلالنا

والبدرُ يحكي عن مدى آمالنا

أنوارها حبكت جمالَ جبالنا

وعلى جبين الشمس اسمكِ يا جبيلْ

دققت في الدنيا وفي كُلِّ الحياةْ

في البرق في عُنفِ الرياحِ القاصفاتْ

في كلِّ شيءٍ في جميع الكائناتْ

في الريحِ تصفرْ في الليالي المظلماتْ

فوجدتُ عُنفَ الريحِ اسمكِ يا جبيلْ

أنتِ الحضارةُ والكتابةُ والبيانْ

أنتِ المراكبُ أبحرت عَبْرَ الزمانْ

أَنتِ الجمالُ وأَنتِ رمزْ العنفوانْ

يا مَنْ لصنعِ العزّ عاشتْ كلَّ آنْ

للعزِّ والأمجاد دومي يا جبيل.