تربية وتعليم - أجملُ اللّحظات

06/09/2016
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم المربيّة خديجة سمير عَمرو

إنَّ أجملُ اللّحظات، تلكَ اللّحظةُ التي ضممتك إلى صدري عند ولادتكَ، لقد رُدّت إليَّ الرّوحُ التي كادت تخرجُّ من جسدي حينَ رأيتك. فأنت الشمعة التي أضاءت حياتي. لقد نامَ حزني وغابَ عذابي حين لمستُكَ. وحينها أدركتُ شقاءَ أمّي وتعبَها وصبرَها...

فقلبها كان وما زال من أروع القلوبِ، لا حدودَ لعطائِه...

أجملُ اللَحظاتِ تلك اللّحظةُ التي تلّفظت شفتاكَ بأوّلِ كلمةٍ (ماما)، فعند الوجعِ وعند الضجرِ وعند الفرح كنت تقولها لي. ما أروعَها من كلمة، ففرحتي لا توصفُ عندما كنتُ أسمعُها. فلو وضعوا النّجوم بين يديّ، وبَنَوْا القصورَ على جانبيَّ، ما كنتُ لأفرحَ هكذا فرح.

أجملُ اللّحظات عندما كنتَ تكبرُ يا صغيري يوماً بعد يوم أمامَ ناظريَّ، كان قلقي يزيد عليكَ أكثر فأكثر. فلو مسّكَ ضررٌ مسّني أضعافُه. ولو سالت منك قطرةُ دمٍ. تفجّرت من قلبي قطراتٌ، ولو غبتَ عن بصري لحظةً، وزعّتُ نفسي حرّاساً ليسهروا على سلامتك. وصلوات تمنعُ عنك السوء.

هذا حالُ أمّي عندما كنت صغيرة.

ريثما ترميني أمواجُ ذاكرتي على ضفافِ ذكرياتي، أشتاق لعينيّ أمّي السّاهرة وما تُخبىءُ فيها، فمن «حليبها» أيقنتُ الكوثر، ومن شدّة حرصها ما عدتُ أتعثرَ.

هي أهمُّ قصيدةٍ، لحني بها لحنٌ فريد، لا تعجبوا فإن حبّي لها لا استطيع أن أصفه أو أتكلّم عنه!. فلولا شقاوةُ عيشها ما كانَ لي عيشٌ رغيد. ولو لم تهبْ لي عمرَها، ما كان لي عمرٌ مديد...

أجملُ اللّحظات وأقربُها كانت لحظة نجاحك هذا العام. فلقد نسيت بهذه اللّحظة كلَّ التّعب والتوّتر. لحظةُ الفرحِ هذه تُشبه لحظةَ ولادتِك، فحينها دمعت عينايَ كما دمعت عينايَ اليوم عند سماعِ خبر نجاحك.

 

أنا أتمنى لكَ ولأخيكَ النّجاح الدّائم بكلِّ مجالاتِ الحياة... وآمل أن تبقى ناجحاً بعلاقتكِ مع الله تعالى، كما هو الحال الآن. وتنال رضاه عزّ وجل. بوركتَ يا ولدي وبورِكَ نجاحك هذا. يا أغلى أمنية عندي ويا أغلى من عمري