حَصَادُ الْفَجْر

20/04/2015
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: الشَّاعر الأستاذ عبَّاس فتوني

نُظِمَتْ هَذِهِ القَصِيدَةُ بِمُناسَبَةِ

ذِكْرَى انْتِصارِ الثَّوْرَةِ الإِسْلامِيَّةِ في \"إِيران\"

 

الفَجْرُ آياتِ التَّهانِي رَتَّلا

طُوبَى لِجُنْدِ اللهِ أَيْنَعَ زَرْعُهُمْ

ضاءَ الوُجُودُ، وشَعَّ دِينُ المُصْطَفَى

إِيرانُ يا عِزَّ الرِّسالَةِ والهُدَى

إِنِّي وَقَفْتُ عَلَى ضِفافِكِ مُكْبِرًا

هَبَّ الأُباةُ لِدَحْرِ كُلِّ مُناوِىءٍ

قَدْ سَطَّرُوا بِدَمِ الوَرِيدِ مَلاحِماً

دُهِشَ العِدَى والشَّاهُ قُوِّضَ عَرْشُهُ

ضَعُفُوا بِرُمَّتِهمْ إِزاءَ ضَراغِمٍ

هُزِمُوا وَلَمْ يُجْدِ العَدِيدُ وعُدَّةٌ

هَذِي الـعُتاةُ تَحَطَّـمَتْ أَصْنامُها

يا أُمَّةَ الإِسْلامِ قُومِي وارْفُلِي

تِلْكَ المآذِنُ قَدْ عَلَتْ مَزْهُوَّةً

هَذا الخُمَيْنِيُّ الهُمامُ إِمامُها

شادَ الرَّسُولُ بِأَرْضِ يَثْرِبَ دَوْلَةً

وإِذا بِرُوحِ اللهِ يَحْذُو حَذْوَهُ

أَلْفَى لَهِيبَ الكُفْرِ يُحْرِقُ مَجْدَهُ

ثَقُلَتْ عَلَيْهِ جِراحُ شَعْبٍ ثائِرٍ

فَتْحٌ تَراءَى مِنْ بَرِيقِ دِمائِهِمْ

يا آيَةً في القَلْبِ يَنْبِضُ ذِكْرُها

ما زالَ نُورُكَ في الدُّنَى مُتَوَهِّجاً

إِهْنأْ إِمامِيَ في الجِنانِ مُخَلَّداً

يا أُمَّةَ الإِسْلامِ، يا رَمْزَ الإِبا

أَرْضي بِأَلْوِيَةِ الوَلاءِ تَأَلَّقَتْ

فُرْسانُنا الثُّوَّارُ هَبُّوا لِلْفِدا

جَهَرَتْ مُقاوَمتِي بِصَوْتِ نَجِيعِها

أَعْظِمْ بِمُوسَى الصَّدْرِ طَوْدًا شامِخاً

والمُوسَوِيُّ يَقُضُّ مَضْجَعَ حاقِدٍ

والشَّيْخُ راغِبُ قامَ يُطْلِقُ صَرْخَةً

أَللهُ أَكْبَرُ، والخُمَيْنِي مشْعَلٌ

وعِمادُ أَرْسَى بِالجِهادِ كَرامَةً

والنَّصْرُ نَصْرُ اللهِ جَلْجَلَ صَوْتُهُ

أَعْداؤُنا إِنْ هَدَّدُوا لُبْنانَنا

يا جُنْدَ رُوحِ اللهِ، يا أَمَلَ الوَرَى

إِشْحَذْ لِنَفْسِكَ بِالْجِهادِ عَزِيمَةً

بِالنَّصْرِ قَدْ وَعَدَ الإِلَهُ جُنُودَهُ

 

أَصْداؤُهُ دَوَّتْ بِأَرْوِقَةِ الفَلا

حَصَدُوا بِعَشْرِ الفَجْرِ نَصْرًا مُذْهِلا

فَالأَرْضُ تَرْقُصُ والسَّمَاواتُ العُلَى

يا ثَوْرَةً قد حَقَّقتْ حُلْمَ المَلا

شَعْبًا عَلَى حُبِّ الإِمامِ تَكَتَّلا

مِنْ عَزْمِهِمْ عَرْشُ العِداةِ تَزَلْزَلا

والشَّاهُ عِنْدَ البَأْسِ فَرَّ مُهَرْوِلا

يا بُؤْسَهُمْ، ذاقُوا المَذَلَّةَ والبِلَى

أَحْداقُهُمْ أَمْسَتْ تُقاوِمُ أنْصُلا

كُلٌّ بِتَكْبِيرِ الفَوارِسِ جُدِّلا

وهَوَتْ أَسَاطِيرُ الطُّغاةِ تَذَلُّلا

فالدِّينُ بِالنَّصْرِ المُبِينِ تَكَلَّلا

فِيها المُؤَذِّنُ كَالعَنادِلِ حَيْعَلا

بِهُدَى الكِتابِ أَضاءَ لَيْلاً أَلْيَلا

أَرْوَى بِها الإِسْلامَ ماءً سَلْسَلا

يُبْدي لآلِ البَيْتِ إِخْلاصَ الوَلا

فَمَضىَ الإِمامُ يُعِيدُ تارِيخَ الأُلَى

لَكِنَّ جَوْرَ الشَّاهِ كانَ الأَثْقَلا

والكَوْنُ لِلْفَتْحِ المُؤَزَّرِ هَلَّلا

يا راحِلاً وَمَضاتُهُ لَنْ تَرْحَلا

وصَداكَ في الأَرْجاءِ دامَ مُجَلْجِلا

فالخامِنائِي الفَذُّ قامَ مُكَمِّلا

يا ثَوْرَةً لِلْحُرِّ أَضْحَتْ مَشْعَلا

كَفَتاةِ عُرْسٍ قَدْ تَراءَتْ بِالحِلَى

بَذَلُوا الدِّماءَ، وأَرْخَصُوا ما قَدْ غَلا

هَيْهاتَ نُورُ المُصْطَفَى أَنْ يَأْفُلا

ما انْفَكَّ في المَيْدانِ سَيْفًا مُصْقَلا

بِشَهادَةٍ صَرْحَ العَلاءِ قَدِ اعْتَلَى

لا لِلْمُصَافَحَةِ الذَّلِيلَةِ، أَلْفُ لا

صَوْتٌ لأَطْفالِ الحِجَارَةِ قَدْ عَلا

أَغْنَى المُقاوَمَةَ انْتِصارًا مُذْهِلا

لِلْحُرِّ مَدْرَسَةٌ تُسَمَّى كَرْبَلا

فَلَسَوْفَ نَجْتاحُ الجَلِيلَ مُعَجَّلا

كَبِّرْ، فَهَذا نَصْرُ رَبِّكَ أَقْبَلا

تَقْهَرْ عَدُوًّا بِالضَّلالِ تَسَرْبَلا

أَنَّى لِوَعْدِ اللهِ أَنْ يَتَبَدَّلا