الحسين وَريث الأَنْبِياء

15/12/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

شاعر أهل البيت الأستاذ الشيخ عبّاس فتوني

 

موْلايَ، يا رَمْزَ الإِباءْ

قَلْبِي يُحَلِّقُ بِالوَلاءْ

أَنْتَ «الحُسَيْنُ»، وَلِيدُ «حَيْـ

ـدَرَةٍ»، وَسَيِّدةِ النِّساءْ

ذِكْراكَ شَمْسُ هِدايَةٍ

لا يَعْتَرِيها الانْطِفاءْ

في كُلِّ عامٍ تَرْتَقِي

والدَّهْرُ يَمْنَحُها نَماءْ

ومَجالِسٌ فيها الصُّفُو

فُ تَزاحَمَتْ، تُحْيِي العَزاءْ

ما دامَ في الدُّنْيا «يَزِيـ

دُ»، فَسَوْفَ تَبْقَى «كَرْبَلاءْ»

طُوبَى لأَرْضٍ، في عُلا

ها، قَدْ تَجاوَزَتِ السَّماءْ

يا ابْنَ النَّبِيِّ «المُصْطَفَى»

بَلْ يا وَرِيثَ الأَنْبِياءْ

ناداكَ صَوْتُ الحَقِّ مَحْـ

زُونًا، فَلَبَّيْتَ النِّداءْ

وَشَهَرْتَ سَيْفاً صارِماً

مِنْ حَدِّهِ الْتَهَبَ الفَضاءْ

حَتَّى رُمِيتَ بِأَسْهُمِ الْـ

قَدَرِ المُحَتَّمِ والقَضاءْ

تَأْبَى مُبايَعَةَ العِدَى

والعِزُّ تَلْبَسُهُ رِداءْ

سَطَّرْتَ يَومَ الطَّفِّ مَلْـ

حَمَةَ البُطُولَةِ بِالدِّماءْ

وَمَنَحْتَ «عاشُوراءَ» رُو

حَ المَجْدِ، تَرْفُلُ بِالبَهاءْ

أَكْرِمْ بِصَحْبٍ، هُمْ فِدا

ؤُكَ، حِينَما عَزَّ الفِداءْ

بَذَلُوا النُّفُوسَ رَخِيصَةً

وَالمَوتُ مَهْوَى الأَوْفِياءْ

لَهْفِي «لِعَبَّاسٍ» وَقَدْ

سَقَطَتْ يَداهُ مَعَ اللِّواءْ

وَشَبِيهِ خَيْرِ الخَلْقِ، لَـ

وَّنَ جُرْحُهُ شَفَقَ العَلاءْ

و»القاسِمِ» ابْنِ «المُجْتَبَى»

يَهْوِي كَبَدْرٍ في العَراءْ

يَا «لَلرَّضِيعِ»، قَضَى بِسَهْـ

مِ البَغْيِ ظُلْماً، دُونَ ماءْ

بِأَبِي يَنابِيعَ السَّخا

ءِ، مَضَوْا بِأَجْمَعِهِمْ ظِماءْ

لَهْفِي «لِزَيْنَبَ» في السِّبا

وَقَفَتْ بِوَجْهِ الأَدْعِياءْ

صَمَدَتْ كَطَوْدٍ شامِخٍ

وَتَزَيَّنَتْ بِالكِبْرِياءْ

لَهْفِي «لِزَيْنِ العابِدِيـ

نَ»، رَأَى بِخُطْبَتِهِ الشِّفاءْ

يَبْكِي أَباهُ بِعَبْرةٍ

والظُّلْمُ أَرْعَبَهُ البُكاءْ

يا كَعْبَةً قُدْسِيَّةً

أَفْدِيكَ مُلْقًى بِالعَراءْ

غَرِقَتْ بِبَحْرِ العَجْزِ أَفْـ

كارِي، وَأَدْرَكها العَناءْ

هَبْنِي بِذِكْرِكَ سَيِّدِي

صَبْراً، إِذا اشْتَدَّ البَلاءْ

أَنْتَ المَحَجَّةُ في الحَيا

ةِ، وَشافِعٌ يَوْمَ الجَزاءْ