الحسين وَريث الأَنْبِياء
شاعر أهل البيت الأستاذ الشيخ عبّاس فتوني
موْلايَ، يا رَمْزَ الإِباءْ |
قَلْبِي يُحَلِّقُ بِالوَلاءْ |
أَنْتَ «الحُسَيْنُ»، وَلِيدُ «حَيْـ |
ـدَرَةٍ»، وَسَيِّدةِ النِّساءْ |
ذِكْراكَ شَمْسُ هِدايَةٍ |
لا يَعْتَرِيها الانْطِفاءْ |
في كُلِّ عامٍ تَرْتَقِي |
والدَّهْرُ يَمْنَحُها نَماءْ |
ومَجالِسٌ فيها الصُّفُو |
فُ تَزاحَمَتْ، تُحْيِي العَزاءْ |
ما دامَ في الدُّنْيا «يَزِيـ |
دُ»، فَسَوْفَ تَبْقَى «كَرْبَلاءْ» |
طُوبَى لأَرْضٍ، في عُلا |
ها، قَدْ تَجاوَزَتِ السَّماءْ |
يا ابْنَ النَّبِيِّ «المُصْطَفَى» |
بَلْ يا وَرِيثَ الأَنْبِياءْ |
ناداكَ صَوْتُ الحَقِّ مَحْـ |
زُونًا، فَلَبَّيْتَ النِّداءْ |
وَشَهَرْتَ سَيْفاً صارِماً |
مِنْ حَدِّهِ الْتَهَبَ الفَضاءْ |
حَتَّى رُمِيتَ بِأَسْهُمِ الْـ |
قَدَرِ المُحَتَّمِ والقَضاءْ |
تَأْبَى مُبايَعَةَ العِدَى |
والعِزُّ تَلْبَسُهُ رِداءْ |
سَطَّرْتَ يَومَ الطَّفِّ مَلْـ |
حَمَةَ البُطُولَةِ بِالدِّماءْ |
وَمَنَحْتَ «عاشُوراءَ» رُو |
حَ المَجْدِ، تَرْفُلُ بِالبَهاءْ |
أَكْرِمْ بِصَحْبٍ، هُمْ فِدا |
ؤُكَ، حِينَما عَزَّ الفِداءْ |
بَذَلُوا النُّفُوسَ رَخِيصَةً |
وَالمَوتُ مَهْوَى الأَوْفِياءْ |
لَهْفِي «لِعَبَّاسٍ» وَقَدْ |
سَقَطَتْ يَداهُ مَعَ اللِّواءْ |
وَشَبِيهِ خَيْرِ الخَلْقِ، لَـ |
وَّنَ جُرْحُهُ شَفَقَ العَلاءْ |
و»القاسِمِ» ابْنِ «المُجْتَبَى» |
يَهْوِي كَبَدْرٍ في العَراءْ |
يَا «لَلرَّضِيعِ»، قَضَى بِسَهْـ |
مِ البَغْيِ ظُلْماً، دُونَ ماءْ |
بِأَبِي يَنابِيعَ السَّخا |
ءِ، مَضَوْا بِأَجْمَعِهِمْ ظِماءْ |
لَهْفِي «لِزَيْنَبَ» في السِّبا |
وَقَفَتْ بِوَجْهِ الأَدْعِياءْ |
صَمَدَتْ كَطَوْدٍ شامِخٍ |
وَتَزَيَّنَتْ بِالكِبْرِياءْ |
لَهْفِي «لِزَيْنِ العابِدِيـ |
نَ»، رَأَى بِخُطْبَتِهِ الشِّفاءْ |
يَبْكِي أَباهُ بِعَبْرةٍ |
والظُّلْمُ أَرْعَبَهُ البُكاءْ |
يا كَعْبَةً قُدْسِيَّةً |
أَفْدِيكَ مُلْقًى بِالعَراءْ |
غَرِقَتْ بِبَحْرِ العَجْزِ أَفْـ |
كارِي، وَأَدْرَكها العَناءْ |
هَبْنِي بِذِكْرِكَ سَيِّدِي |
صَبْراً، إِذا اشْتَدَّ البَلاءْ |
أَنْتَ المَحَجَّةُ في الحَيا |
ةِ، وَشافِعٌ يَوْمَ الجَزاءْ |