أمّا أنا... لست محجبة

29/9/2015
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

طفلة يمنيّة تقول للمصور بعد قصف منزلهم:

عماه... لا تصورني... لست محجبة!!

فأنشد فيها شعراً وقال حروفاً تكتب بماء الذهب:

 

أدمّت فؤادي بنتُ جوبر عندما

صاحت تَئِن وبالدماء مخضّبة:

عمّاه مهلاً لا تصوّر حالتي

فأنا فتاةُ بالعفاف مهذّبة

هتك العدوُّ ستارنا في غدره

فغدوت يا عمّاه غير محجبة

هاتوا الحجاب إذا أردتم صورتي

أو فاتركوني في الركام مُعذَّبة

الموت أهون أن يراني خالقي

في حالة تبدو كحال المذنبة

صوّر إذا شئت الدّمار بمنزلي

فمشاهد الإجرام تبدو مرعبة

صوّر بقايا من زوايا لهونا

صوّر مراجيحاً إليّ محببة

وانظر لعين البائسين بحّينا

هل يا تراها لا تزال مصبّبة؟!

صوّر ينابيع الدماء لعلها

تجري وتسري في العروق المُجدبة

صوّر عراةَ الفكر في أوطاننا

واكشف نفوساً في الخنى متقلّبة

صوّر رؤوس العرب وافضح شأنها

فقد اختفت كنعامة بالأتربة

صوّر وصوّر ما تشاء لفضحهم

أما أنا أوَّاه (لست محجبة).