الإعلام خصائص ومقوّمات

20/1/2017
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم مستشار التحرير د. عبد الحافظ شمص

إن أهمّ خصائص ومقوّمات الإعلام، المرئي والمسموع والمقروء، حريّته ومثاليّته وقدرته على التّحرّك والتعبير، وعلى الإتصال بكل ما من شأنه إيراد الخبر أو القضيّة وإيصالهما للمتلقي بطريقة سهلة وجذّابة، لا تُنفِّره ولا تجعله أسير حدود ضيّقة ومتشائمة ومتشابكة، وذلك لاعتبارات عديدة، أوّلها وأهمّها أنّ (الحريّة، الحركة، التصرّف، الإتّصال والأداء) كلّ هذه الأمور البديهيّة هي التي تُؤمّن الإستقرار النّفسي والهدوء العصبي لهذا المتلقّي.. وهذا ما يجعل الإعلام بوسائله المتعدّدة، حركة دائبة وفاعلة، تنمّي إرادة الإنسان، وتبسط أمامه سُبُل تحقيق ما تصبو إليه نفسه التّوّاقة أبداً إلى معرفة الأشياء وظواهرها، والأحداث وتفاعلاتها، ليكون في حالة إطّلاع على ما يجري، وليكون في ما بعد مستقرّاً نفسيّاً بعيداً عن المفاجأة وتفاعلاتها السلبيّة في معظم الأحيان.

والإعلام، بحدّ ذاته هو الوجه الحضاري والمَعْلَم الإنساني الأساس والأوحد في كلّ بلد من بلدان العالم.. إذ أنّ من خلاله، يمكن أن يرتبط اسم وكيان بلدٍ ما، بالحضارة والتّقدّم والرّفاهيّة، بصحافته، وبوسائله الإعلاميّة المختلفة.

من هنا، فلا بدّ لهذا البلد المتقدّم بإعلامه وبوسائله المتطوّرة، من تحقيق تقدّم سريع وإيجابي بالنّسبة للشعب، ما يعكس مرونة في التّعاطي الإيجابي من قبل هذا الشعب مع مسؤولي هذا البلد أو ذاك، ممّا يجعله آمناً مطمئنّاً، لا شوائب فيه ولا منازعات.. تتحكّم فيه إرادات خيّرة، تهدف إلى إيصاله إلى حقوقه، جميع حقوقه.. وهذا ما يُعرف بالبلد المثالي والحكم المثالي، حيث التّوافق التّام والإنسجام الفعلي، ما بين الدولة الحاكمة وبين الشعب، المناصر دائماً والمؤيّد لكلّ ما يصدر عن الدولة العادلة من قرارات ومشاريع، تضمن حقّه وتُؤمّن له حاجيّاته وضروريّات حياته وحياة عائلته ومجتمعه.

والمثاليّة في الحكم، تعني الديموقراطيّة، بكل معانيها ومدلولاتها.. ومن دونها لا يقوم وطن. في نفس الوقت، المثاليّة، لا تعني الخضوع أو الخنوع، أو التّخلي عن السيادة وعن الرأي الحرّ الهادف، أو اللامبالاة تجاه الأمور المصيريّة، أو تجاه التّحدّي الخارجي من أيّ نوع كان.. ولذلك، فإنّنا، ودائماً، نشجّع ونُناصر ونعمل، ونسعى من أجل التّعاطي الأمثل مع حكوماتنا وأولي الأمر منّا، لحفظ كراماتهم وسمعتهم التي هي كرامتنا وسمعتنا.. ومن أجل صيانة وترسيخ وحدتنا وحريّتنا واستقلالنا، وبقاء وطننا في منأى عن المنازعات وعن كل أشكال السيطرة الخارجية والاستعمار والانتداب وما شابه.

وفي النهاية، لا بُدّ من تمازج وتلاقي وانسجام العمل الاعلامي مع متطلبات وحقوق المواطنين، كما مع شؤون الوطن كافة، بمؤسساته ودوائره وذلك من أجل مصلحة الوطن والمواطنين ولدعم حركة البناء والعمران فيه.

وأخيراً، فلكلّ فريق من الناس دوره في الحياة، والدّور الأهمّ أن يتنبّه الجميع لما يدور حولهم من تطوّر الأيّام والأحداث والعمل من أجل تقدّم البشريّة على صعيد العلم والتكنولوجيا، إرضاء للذات الانسانيّة أوّلاً ومن أجل حياة أفضل، بشكل يضمن تلازُم الحياة واستمرارها دون أيّ خلاف، حتى في وجهات النّظر...