في حبّ الحسين

20/1/2017
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم شاعر المقاومة الشيخ مصطفى البريدي(1)

فَاْضَ اليَرَاعُ ولمْ يَشْكُرْ محابرَهُ

شَحَّتْ مِداداً ولم يبلْغ أواخرَهُ

مهلاً، مِداد، بحورُ الأرض لو سُبكتْ

حِبْراً لما بَلَغَت وصفاً سرائرَهُ

نَهْجُ الحسينِ الذي في سِّره وقَفَتْ

لَهُ الرّوائعُ تَرْجوُ أنْ توقِّرَه

إذْ وقَّعَتْه بعاشوراءَ كوكبةٌ

ودوَّنَ الكوْنُ مَرْمَاها وسَطَّرَهُ

لَيَظْهَرَنَّ وَلَوْ في وجهِهِ زُرِعتْ

حواجزُ الكفرِ بَغْياً أنْ تقهقرَهُ

خَرجْتُ لا بَطَراً أعدُو ولا هَوَساً

بالحكم يُنْبتُ في قلبي أزاهرَهُ

بل الدّعيُّ الذي أدْمَتْ مخالبُهُ

جبائنَ الحقِّ مُسْتلاًّ خناجرَه

إذ مال للباطلِ المدفونِ يوقظُهُ

وَلَفَّ فَوْق عُيُونِ الحقِّ مِئزرَهُ

يا كربلاءُ اخرجي للناس حاكيةً

سِرَّ الخروج ولا تخفي جواهرَهُ

وكيف بثَّ عتاةُ الأرضِ حقدَهُمُو

والفتْكُ في ثُلَّةِ الأحرارِ فجَّرَهُ

يدعوُ الحسينُ إلى بيضاءَ ناصعةٍ

وصاحَ بالنّذْلِ في هذا وذكَّرَهُ

لكنْ تَحَرْمَلَ مَنْ ضلُّوا وَمَنْ فَسَقُوا

فأطلقَ الظلمُ في زهْوٍ حناجرَه

قالَ الحسينُ لهمْ هيهاتِ ما قَرُبَت

من رحْلِنا ذلّةٌ تُعمي بصائرَهُ

كان القتالُ وكانت للغداءِ مُنىً

ما أوفرَ القولَ في هذا وأكثرَهُ

يا لائميَّ فخيول الحبِّ جامحةٌ

أَلحقَّ قلْتُ وحاشَاْ أنْ أُزوّرَهُ

هذا الفؤادُ بحبّ السِّبْطِ مُؤتلقٌ

وعظّمَ اللهَ في الدُنيا وكبَّرَهُ

ويا حسينُ ملَكْتَ القلب، حبُّكَ في

قلبي غديرٌ وكم قاربْتُ كوثرَه

حبُّ الحسينِ بحبِّ المصطفى، فخذوا

قولَ النَبيّ وما أنقى مصادِرَهُ

فَمَنْ أحبَّ حسيناً من حشاشتهِ

أحبّه الله تكريماً وقدَّره.

 

الهوامش:

(1) عضو في «تجمع العلماء المسلمين» في لبنان، كتبت هذه القصيدة في 12 تشرين أوّل 2016م. لمجلة «إطلالة جُبيليّة».