السلم الأهلي وتعزيز لغة الحوار

15/12/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

أقام «ملتقى الأديان والثقافات للتنميّة والحوار» برئاسة العلاّمة السيّد علي فضل الله لقاءً موسعاً لإطلاق وثيقة بعنوان:« السلم الأهلي وتعزيز لغة الحوار» قبل ظهر يوم الأربعاء الواقع فيه 25 حزيران 2014م. في قاعة قرية الساحة التراثيّة ـ طريق المطار حضرها حشد كبير من الشخصيات الدينيّة والعلميّة والأكاديميّة من لبنان والعالم العربيّ.

وقد أطلق الملتقى وثيقة تلاها القاضي الشيخ محمد أبو زيد، أعلن فيها المشاركون أن المجتمعات العربيّة والإسلاميّة تنتظر مبادرة محركة تأملُ منها المساهمة في تطويق الفتن ومعالجة أسبابها وتداعياتها من خلال توفير الشروط الموضوعيّة لمناخ إيجابي مؤثر في إتجاه تشكيل الهيئات والتيارات والمؤسسات المناهضة لتيار العنف العبثيّ وخطابه الإيديولوجي.

ورفضوا إستغلال الدين والمذهب في النزاعات السياسيّة. كما رفضوا الإحتواء السياسيّ للمذاهب الدينيّة وطوائفها. ورأوا في إستبداد بعض الحكومات وتخليها عن قضايا التنميّة والإستقلال والحوار والتحرر والعدالة الإجتماعيّة، عوامل من شأنها تعزيز منطق التطرف بجميع ألوانه. ولا سيما التطرف الدينيّ.

كما رأوا أن ممارسة الكراهيّة تجاه المسلمين في الغرب، فضلاً عن سياسات الغرب في الكثير من الأحيان تشكل ظاهرة سلبيّة تنتج المزيد من عواقب التطرف المضاد. ودان المشاركون فوضى الفتاوى المحرضة على تأجيج الفتنة بين المسلمين السُنّة والشيعة. واعتبروا أنَّ الصراعات الراهنة في العالم العربيّ لا علاقة لها بالمذاهب.

وإنطلاقاً من ذلك، دعا المشاركون إلى وقف الإتهامات المتبادلة وتحريمها فضلاً عن تحريم التكفير المتبادل بين المسلمين على إختلافات مذاهبهم الفقهيّة. وأهابوا بالعلماء ورجال الدين إستصدار الفتاوى من المرجعيات الإسلاميّة لتحريم وتجريم جميع أشكال العنف والقتل والخطف وإنتهاك الحرمات والأعمال الإرهابيّة والإجراميّة.

كما أكدوا ضرورة إعداد خطة طوارئ دينيّة ومدنيّة تعمل على إطفاء الفتن الدينيّة والأهليّة. ودعوا وسائل الإعلام المختلفة إلى إحترام الأديان ورموزها ومقدساتها، وشددوا على الإلتزام بصيغة العيش الوطنيّ المشترك والحفاظ عليها. وبذل كل الجهود الهادفة إلى تحقيق السلم الدينيّ في لبنان والعالم العربيّ والإسلاميّ.

وقبل إعلان الوثيقة قال العلاّمة السيّد علي فضل الله في كلمة الملتقى:« إننا أحوج ما نكون في هذه المرحلة إلى إستعادة القيمة الكبرى للحوار، بعدما بلغ العنف في منطقتنا حده الأقصى. ولا سيما بعد توظيفه المشاعر الدينيّة في النزاعات السياسيّة وإستغلاله حالة التخلف في فهم الدين».

بدوره رأى الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب عمر زين: أن مستقبل الوطن مرهون ببناء الإنسان المتكامل الشخصيّة على المواطنة ومن البيت إلى المدرسة حيث لا تنميّة شاملة. فيما رأى عضو إتحاد المؤسسات التربويّة الخاصة في لبنان الشيخ سامي أبو المنى أن الإتحاد يحمل رسالة العيش المشترك والأخلاق والقيم والفضائل(1).