ملحمة الإمام الحسين (ع)

20/1/2017
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

للشاعر الأديب الأستاذ جورج شكور(1)

علي الضَّمير دَمٌ كالنَّار َمَّوارٌ

أن يُذبَح الحَقُّ فالذّباحُ كفَّارُ

دَمُ الحُسين سَخِي فى شَهادتِه

ما ضَاعَ هَدراً، به للهَدى أنوارُ

وللشَّهادة طَعمٌ لم َيُذقهُ سَوى

الشُـمُّ الأولى أقسمو، أن يُظلَمُوا ثاروا

قال الأئمَّة، وانتمَّت بِهم أُمَمٌ

قال الخصُومُ، وصدقُ القول إصرارُ

أمَا الحُسينُ رَبيبٌ للنَّبيّ، أما

نَما لهُ في فؤادِ الجَدِّ إيثارُ

سَمَّاهُ رَيحانةَ الشُّبَّان، حاليه

علي الجنان، شذا الرَّيحان مِعطارُ

وقبَّلَ الثَّغرَ يَحبُو روحَهُ

نسماًكما تفاوحُ فى الاسحار أزهارُ

إلى أن قال:

أما الحُسينُ وَريثٌ للعليّ فتى

الفتيان، مَن نَهجُهُ فى السِّرِّ أسرارُ

وسيفُه ذو الفقار الفَذُّ ذو شُطَبٍ

شَهمُ التَّطلّع فيما الغيرُغدَّارُ

خليفةُ المصطفَى يومَ الغدير وقد

أتاهُ الغيب بلِّغ أنت تختارُ

فقال ـ مَن كنتُ مَولاهُ، عليُّ لهُ

مَولى، وبايعَ بالآلاف حُضَّارُ

أكبَرتُ عن أدمُعي يومَ الحُسين

وللشهادةِ البكر أعراسٌ وإكبارُ

في ثوبه احتشدت دُنيا، وقد نهضت

أحلامُ أُمَّته إذ ضَجَّ إنذارُ

هذا يزيدُ دَعيُّ الحُكم ينذرُهُ

وهل يبايعُ يا بالأحكام فجَّارٌ

رَدَّ الحسينُ بـ «لا» كالسّيف صارمةٍ

وسَيّدُ الحقّ بـ «اللاَّءات» زَآرُ

سمعت جدّي رسول اللهِ حرمها

فلا خلافة في «سُفيان» تشتارُ

المبدأ الحر ّسرٌّ لا أُدنِّسُهُ

مُقدَّسٌ، وحُماةُ السِّرِّ أَحرارُ

حارَ «الوليدُ» فما غدرُ الحسين سوي

غدرٍ برأسٍ، به يستَكبرُ الغارُ

خيرتُ ديني وجنَّات النَّعيم إذا

خَسرتُّهُ، ما أنا، والله، جزَّارُ

إن لم يبايعُ، فلا إثمٌ ولا جُرُمُ

ولا جُناحَ عليه، الحُرُّ جبَّارُ

 

الهوامش:

(1) ألقاها الشاعر الأستاذ شكُّور من على منبر قاعة السيّد موسى الصدر في كفرسالا ـ عمشيت، مساء يوم السبت الواقع فيه 26/11/2016م. بمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع).