نظرة على التاريخ الثقافي للشيعة في طرابلس وكسروان في العصور الوسطى

20/04/2015
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو

تمهيد

الوجود الإسلاميّ الشيعيّ في طرابلس وبلاد جبيل والفتوح ليس هو بالوجود الطارئ أو الغريب في هذه البلاد بل هو وجود تاريخي وحضاري قديم مضى عليه اربعة عشر قرناً منذ الفتح الإسلاميّ لمدينة جبيل بقيادة يزيد بن أبي سفيان في سنة 15هـ. الموافق لسنة 636م. وإفتتاح مدينة طرابلس بقيادة الصحابي سفيان بن مجيب الأزدي حوالى سنة 25 هـ الموافق لسنة 646م. وقد شارك في هذه الفتوحات بعض الصحابة المعروفين بتشيعهم للإمام عليّ بن ابي طالبt. كأبي ذرٍّ الغفاري، حجر بن عديّ الكندي، مالك بن الحارث الاشتر، عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، بلال بن رباح ، هاشم بن عُتبة وغيرهم. وبعض القبائل اليمنيّة والحجازيّة العراقيّة المعروفة بتشيعها للإمام عليّt، كقبائل خُزاعة، قبائل همدان، قبائل ربيعة وغيرها. لذلك فالتأييد العظيم الذي حصلت عليه دعوة أبي ذرِّ الغفاري عند نفيه للبلاد الشاميّة في أواخر أيام عثمان بن عفّان كان نتيجة لسبق التشيّع لهذه البلاد على مجيء أبي ذرِّ لهذه البلاد. إذ تتلخص تلك الدعوة بالرجوع إلى كتاب الله تعالى وسُنَّة رسوله محمدw، وبإرجاع أمور المسلمين إلى من اختاره الله ورسوله في غدير خُم وليَّاً وخليفة للمسلمين. وإلى العدالة بين المسلمين ومحاربة الّذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله وهذا ما اقلق بال معاوية بن أبي سفيان وجعله يطلب من عُثمان بن عفان إرجاع ابي ذرِّ إلى الحجاز كما دفع بمعاوية وخلفائه من بني أُميّة يسارعون للقضاءِ على جيوب التشيع في هذه البلاد، وكذلك كان العباسيون أوفياء لسياسة معاوية في هذا القلق وفي تلك السياسة(1).

وفي كتاب «لبنان من قيام الدولة العباسيّة حتى سقوط الدولة الأخشيديّة» للدكتور عمر عبد السلام تدمري، تكلّم فيه عن جبل لبنان وأنّه كان مقصداً للزهاد والمتصوفة ويذكر منهمبشر بن الحارث، أبو نصر المعروف بالحافي الصالح الزاهد المشهور، أصله من مدينة مرو بخراسان، وسكن بغداد. وقد خرج في سياحة للعبادة فطاف في جبال «لبنان» ولقي بها «عليَّا الجرجرائي» على عين ماء والمتوفى في بغداد سنة 227هـ ». (عن المصدر، ص 177ـ 178). والمعروف في المصادر الشيعيّة أنّه كان من أصحاب وتلامذة الإمام موسى بن جعفر الكاظمo، كما ذكر من هؤلاء الزهاد «أحمد بن أبي الحواري التغلبي الغطفاني، أحد مشاهير العلماء الزهاد والعباد المذكورين ممن عُرف بالحديث، أصله من الكوفة، ثُمّ قام بسياحة إلى لبنان فطوّف بين بعلبك وجبيل وبيروت وصور والتقى بشيوخها فأخذ عنهم الحديث. ثُمّ عقد مجالس الحديث في المدن اللبنانيّة وتوفي سنة 246 هـ» عن نفس المصدر بتصرف ص: 175.

أـ أيام الفاطميين

والأيام الذهبيّة للتشيع في هذه البلاد بشكل خاص وبلاد الشام بشكل عام كانت أيام الفاطميين الّذين بسطوا نفوذهم على هذه البلاد منذ عام 367هـ. الموافق 977م. ولغاية سقوط طرابلس بأيدي الصليبيين بعد حصار دام قرابة عشر سنوات في سنة 502هـ. الموافق 1109م. وكانت جبيل التابعة لبني عمّار قد سقطت بأيدي الصليبيين قبل ذلك في عام 496هـ. الموافق لعام 1102م.

وبلوغ الشيعة الاثني عشرية عصرهم الذهبي أيام الفاطميين كان أيام حكومة بني عمّار التي تعود أصولها إلى قبيلة كتامّة المغربيّة الأفريقيّة. وقد جاء بنو عمّار إلى طرابلس من قبل الفاطميين في مصر كقضاة، ثُمّ اصبحوا بعدها امراءها فمنهم أمين الدولة أبو طالب الحسن بن عمّار، المتوفى سنة 464هـ. ثُمّ جلال الملك أبو الحسن عليّ بن عمّار المتوفى سنة 492هـ. ثُم فخر الملك عمّار بن محمّد بن عمّار المتوفى حوالى سنة 514هـ. وأبو المناقب شمس الملوك أبو الفرج محمد بن عمّار المتوفى سنة 501هـ.

كان إستقلال بني عمّار بطرابلس سنة 462هـ. (1070م) وكانت إمارتهم تمتدُّ حتى تخوم بيروت من جهة وحتى أرباض انطاكية من جهة ثانية. وتمتدُّ من نواحي جبلة في سوريا إلى قلعة صافيتا وحصن الأكراد والبقيعة. وفي لبنان حتى الهرمل والضنيّة وجبة بشري وبلاد العاقورة شرقي بلاد جبيل.

وكانت جونية من أعمال طرابلس في عصر الخطيب البغدادي، المتوفى سنة 463هـ. والذي زار طرابلس سنة 362هـ.(2)»].

وقد عني جلال الدولة الذي استمرَّ في الحكم زهاء ثمانية وعشرين عاماً بإمارته التي عظم شأنها ونشطت تجارتها كما عني بدار العلم ومكتبتها عناية فائقة، وجعل لطلاب العلم فيها رواتب وفرّق على أهلها ذهباً، وجعل لها نظاراً يتولون القيام بذلك حتى عُرفت طرابلس بدار العلم.

وكان شعراء الشام يفدون لمدح أمراء بني عمّار ونيل جوائزهم فيلقون الترحيب والتكريم، وكثرت حلقات التدريس وازدحمت المدينة بأشهر الاعلام، من أدباء وفقهاء وشعراء ولغويين من الّذين يفدون إليها من كل مكان. ويقول ستيفن نسيمان، في كتاب « تاريخ الحروب الصليبيّة» عن مكتبة دار العلم في طرابلس «إنها أصبحت أروع مكتبة في العالم.

ويقول الرحالة الفارسي ناصر خسرو الذي زار طرابلس في القرن الخامس الهجريّ الموافق للحادي عشر الميلادي عن طرابلس «وللسلطان بها سفن تسافر إلى بلاد الروم وصقلية والمغرب للتجارة» (3)»].

وقد إشتهرت إمارة بني عمّار بالغنى والثروة من خلال زراعة قصب السكر وتصنيعه وتصديره إلى أوروبا، وكذلك تصنيع الورق والزجاج والصابون وحياكة النسيج وتصنيع الزيت وتصديره مع الزيتون إلى مصر والمغرب والأندلس وإلى صقلية وأوروبا. ومن اشهر العلماء الّذين هاجروا إليها واستوطنوها من علماء ايران ومن علماء العراق من حوزة الشيخ المفيد والسيّد المرتضى في بغداد أيام الحكم البويهي في ايران والعراق حسب ما أوردهم الدكتور عمر عبد السلام تدمري في أطروحته عن طرابلس بتصرف:[«1ـ أبو اسحاق التستري الزاهد، عُرِفَ بالبلوطي وهو من رجال الحديث وحدّث بدمشق وطرابلس عن المحدّثين من أهل تستر والمتوفى سنة 350هـ.

2ـ ابراهيم بن الحسن الأباني، الشيخ أبو الفضل الطرابلسي من علماء القرن الخامس الهجري قام بشرح المسائل الطرابلسيّة التي وضعها السيّد المرتضى مرجع الإماميّة في العراق وإيران وبلاد الشام، لحاجة الناس إليها.

3ـ أحمد بن أبي عمران، أبو الفضل الهروي أصله من هُراة وهي من أشهر مدن خراسان قصد طرابلس وأخذ الحديث فيها عن خيثمة بن سليمان.

4ـ أحمد بن الحسين بن حيدرة، أبو الحسين، يعرف بابن خراسان الطرابلسي كان من شعراء طرابلس الكبار. هجا في شعره أمير طرابلس فخر الملك بن عمّار، كما هجا أخاه جلال الملك، فأمر فخر الملك بضربه، فَضُرِبَ حتى مات.

5ـ أحمد بن الحسين بن عبد الصمد، أبو الطيب الجعفي الشاعر المعروف بالمتنبيّ وهو من أهل الكوفة وقد جاء إلى طرابلس سنة 336هـ. وهجا الأمير أبو يعقوب الأعور وهو إبراهيم بن كيغلغ بقصيدة مؤلفة من 37 بيتاً بعد أن طلب منه المديح فلم يقبل بذلك وهرب منه، منها قوله:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله

وأخو الجهالة في الشقاوة يَنعَمُ

والنّاس قد نبذوا الحفاظ فمطلق

ينسى الذي يولى وعافٍ يندم

إلى أن يقول:

أرسلت تسألني المديح سَفاهةً

صفراءُ أُضيقُ ماذا أزعم

وكان غلمان ابن كيغلغ قتلوه بجبلة من ساحل الشام، وورد الخبر إلى أبي الطيب وهو بمصر فقال قصيدة مطلعها:

قالوا لنا مات اسحقٌ فقلت لهم

هذا الدواءُ الذي يُشفِ من الحُمق

إن مات مات بلا فقد ولا أسفٍ أو

عاش عاش بلا خُلقٍ ولا خلقِ

6ـ عبيدالله بن خراسان وهو من وجهاء طرابلس ورجالاتها الكبار وقد مدحه المتنبي.

7ـ 8 القاضي أحمد بن عبد الرحمن (أبو عصمة) اللخمي أصله من الكوفة سكن بالرقة وإليها ينسب جده القاضي ابو حسين قاضي حلب أيام سيف الدولة الحمداني. وانتقل أبو عصمة هذا إلى طرابلس وتولى القضاء بها وتولى عمه عبد الحميد بن علي قضاء جبيل أيضاً أيام بني عمّار.

9ـ أحمد بن عبدالله بن أحمد بن اسحاق بن موسى بن مهران، أبو نعيم الاصبهاني، الحافظ الصوفي الاحول. من كبار رجال الحديث، ومن المؤرخين وله تصانيف مشهورة منها «حلية الأولياء» في مجلدات كثيرة.

10ـ أحمد بن عثمان بن حكيم بن ذبيان، أبو عبدالله الأزدي الكوفي وهو من علماء الحديث روى عنه البخاري في صحيحه وغيره من العلماء.

11ـ أحمد بن محمد بن ابراهيم سلفة، أبو طاهر السلفي الاصبهاني الحافظ المحدّث.

12ـ أبو عمرو المديني الاصفهاني المعروف بابن نهيك من رجال الحديث والأدب وله رحلة لسماع الحديث.

13ـ أبو علي الفارسي وهو أحمد بن عبد الغفار الفارسي من أئمة النحو وصاحب تصانيف كثيرة في النحو واللغة وله ثلاثة وعشرين مُصنَّفاً.

14ـ الداعي بن زيد بن علي بن الحسن الافطسي الحسينيّ الآوي من أعلام القرن الخامس الهجري وهو من تلامذة السيّد المرتضى والشيخ الطوسي وسلاّر في بغداد وروى عن القاضي عبد العزيز بن البرّاج الطرابلسي. والتقيّ الحلبي جميع كتبهم وتصانيفهم.

15ـ زيد بن علي بن عبدالله الفارسي، ابو القاسم الفسوي النحوي اللغوي كان فاضلاً عالماً عارفاً بعلوم كثيرة وشرح أيضا كتب أبي علي الفارسي الآنف الذكر.

16ـ سعد بن علي بن محمد بن أحمد، أبو الوفاء النسوي القاضي.

17ـ عبد الجبار بن عبدالله بن علي المقريّ الرازي، المفيد ابو الوفا قرأ عليه في زمانه السادة والعلماء، وقد قرأ هو على الشيخ الطوسي جميع تصانيفه في بغداد، وقرأ على سلاّر، كما قرأ هو أيضاً على قاضي طرابلس عبد العزيز بن البرّاج. له تصانيف بالعربيّة والفارسيّة في الفقه.

18ـ الوزير عبد الرحمن بن علي بن عبد الملك بن بدر الهيثم اللخمي أبو الهيثم أديب فاضل، وزر لسعد الدولة أبي المعالي شريف بن سيف الدولة الحمداني بحلب. وهو من بيت اشتهر بالعلم والأدب فإبنه ولي قضاء طرابلس. وأخوه عبد الحميد بن علي وُليُّ قضاء جبيل كما تقدم آنفاً. ودراسة حياة هذا الوزير تساعدنا على معرفة العلاقات الوديّة التي كانت تربط بين إمارتي بني عمّار في طرابلس وإمارة بني حمدان في حلب.

19ـ عبد السلام بن محمد بن يوسف القزويني، أبو يوسف من رجال الحديث في طرابلس.

20ـ محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو، أبو الحسن البغدادي ذكره الخطيب البغدادي فقال:» كتب إلي أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي، وحدثنيه عبد العزيز بن أحمد الكتاني عنه قال: أبو الحسن مُحمّد بن أحمد بن مُحمّد بن عمرو البغدادي إمام جونية وخطيبها في سنة 341هـ. قال: نبأنا جبارة بن المفلس عن كثير يعني ابن سليم ـ عن أنس أن النبيّw، قال:» نعم الآدام الخل». وجونية من أطرابلس (عن تاريخ بغداد، ج1»(4).

كما ذكر الدكتور تدمري أيضاً، الّذين نبغوا في طرابلس وأهمهم قضاتها العلماء من آل عمّار الّذين ذكرهم المؤرخ السيّد حسن الأمين آنفاً [« ثم ذكر أقطاب علماء الشيعة في طرابلس وهم:

1ـ محمد بن علي بن عثمان الكراجكي، أبو الفتح: شيخ الشيعة في بلاد الشام أقام بطرابلس مدّة واتصل ببني عمّار ووضع كتاباً لاحدهم وهو أبو الكتائب ابن عمّار بإسم «عدّة البصير في حج يوم الغدير وهو جزء واحد من 200 ورقة، تتلمذ في بغداد على السيّد المرتضى نقيب العلويين في بغداد له عدّة كتب جليلة وقد توّسع آقا بزرك الطهراني في ترجمته وقال عنه أنّه من أقدم فلاسفة الشيعة في لبنان توفي في صور في ربيع الآخر سنة 449هـ.

2ـ عبد العزيز بن البرّاج الطرابلسي القاضي، ويقال ابن نحرير، أبو القاسم: من قضاة طرابلس في عصر بني عمّار. قيل أنّه تولى قضاء طرابلس عشرين سنة أو ثلاثين تلقى العلم على يدي الشريف المرتضى ببغداد له مُصنفات عديدة أهمها: «المهذب»، «المعتمد» ، «الروضة» و «الكامل في الفقه» وغيرها.

3ـ أسعد بن أحمد بن أبي روح، ابو الفضل القاضي الطرابلسي. من اكابر قضاة طرابلس وعلمائها ـ تتلمذ على يدي القاضي ابن البّراج الطرابلسي. كان ابن ابي روح رأساً للشيعة في بلاد الشام. وقد عقدت له حلقة الاقراء، وانفرد بالشام وطرابلس وفلسطين بعد شيخه ابن البّراج جلس لتدريس الفقه الشيعيّ.

4ـ عبد العزيز بن أبي كامل، القاضي عز الدين الطرابلسي من أعلام طرابلس في القرن الخامس الهجري. تلقى العلم على الكراكجي المتوفى سنة 449هـ. كما تلقى العلم أيضاً على يدي قاضي طرابلس عبد العزيز بن البراج(5).

5ـ اسماعيل بن ابراهيم بن العباس الحسينيّ، أبو الفضل فخر الملك، يعرف بالشريف أبي المجد بن أبي الجن من رجال القضاء في طرابلس.

6ـ الشاعر والأديب أحمد بن محمد بن عليِّ بن يحيى بن صدقة التغلبي المعروف بإبن الخياط عاش في طرابلس عشر سنوات تقريباً كان من شعراء بني عمّار المشهورين.

7ـ الشاعر والأديب أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الطرابلسي الدمشقي الملقب بعين الزمان ومن أشهر شعراء طرابلس المولود في طرابلس سنة 473هـ.

8.علي بن مقلد بن منقذ، أبو الحسن، الأمير سديد الملك أمير قلعة شيزر. وقد أقام أمراء شيزر من آل منقذ في طرابلس وكانوا من فحول الشعراء ورجال الأدب والسياسة والفروسيّة ومنهم الأمير أسامة بن منقذ.

9ـ سلطان بن منقذ: أمير شيرز. له أشعار حسنة، وجهاد ضد الصليبيين. مدحه الشاعر الطرابلسي ابن منير. وتوفي سنة 543ه.

10ـ محدّث الشام خيثمة بن سليمان بن حيدرة بن سليمان بن داود بن خيثمة الطرابلسي من كبار محدثي الشام وثقاته والمتهم بالتشيع لأهل البيتt، عند بعضهم. ولكنهم أخذوا برواياته واعتبروه من أقران النسّائي في هذا العالم. ولد في طرابلس سنة 250ه.(6)

ب ـ مع أهل طليلة الأندلسية

قال المؤرخ العلاّمة السيّد حسن الأمين:[«وعندما سقطت طليطلة في الأندلس، في أيدي القشتالين، سنة 478ه. (1085م) يبدو أنه هاجر فريق من علمائها إلى طرابلس، وكان منهم أحمد بن محمد ابو عبدالله الطيلطلي، فاحتضنه بنو عمّار وجعلوه متولياً لدار العلم. إذ كانوا يختارون للنظر في أمورها كبار رجال العلم، من أمثال: الحسين بن بشر واسعد بن أبي روح وغيرهما من أمثالهما(7)»].

ج ـ مع مصر الفاطميّة

كما أنّ لطرابلس الفضل على مصر الفاطمية وتزويدها بخيرة رجالاتها وعلمائها فقد ذكر الدكتور التدمري في أطروحته ثلاثة رجال من الوزراء القادة، وهمبدر الجمالي: رجل العلم والسياسة، المعروف بـ أمير الجيوش في مصر الفاطميّة: وُليَّ دمشق للمستنصر الفاطمي سنة 455هـ. ثُم أصبح الوزير الأوّل بمصر وفاقت سلطته سلطة الخليفة. وخلفه ابنه الأفضل الملقب أيضاً بـ «أمير الجيوش»، ووزر مدة طويلة في مصر، وكان بدر الجمالي مملوكاً لبني عمّار بطرابلس.

ابن زريق الأطرابلسي: العالم الأديب. كان عالماً بالهندسة وتسيير الكواكب والفلك. وله شعر حسن. وقد درس عليه الشاعر المشهور ابن القيسراني، وحقق كتاباً في النجوم. كما أخذ العلم عنه كثير من التلاميذ. وتوفي سنة 516هـ. وكان جدّه يتولى الثغور الفاطميّة في عصر الخليفة الطائع لله، الذي مدحه أبو الطيب المتنبي في ديوانه.

طاهر بن زير الاطرابلسي: الكاتب في ديوان الإنشاء. والذي وليَّ الوزارة في مصر للمتنصر الفاطمي سنة 459ه.(8)

ولو اردنا أن نورد باقي أسماء القضاة والرواة والشعراء والرحالة والبحارة والقادة والابطال الكبار الّذين أخرجتهم طرابلس في أيام بني عمّار والّذين ذكرهم التدمري في كتابه الآنف الذكر لبلغ بنا المقام كبيراً لا نستطيع إيراده في هذه العجالة»].

بعد سقوط دولة بني عمّار

لقد كان لسقوط دولة بني عمّار آذان بافول نجم الامبراطوريّة الفاطميّة في بلاد الشام في سنة 502هـ. الموافق لسنة 1102م. بعد حكم دام مائة وخمسة وعشرين عاماً تقريباً.

وافول نجم العلم والفضل والثقافة عن طرابلس وجوارها. وكانت هجرة العلماء والقضاة والشعراء والأمراء قبل سقوط طرابلس أو بعدها على الشكل التالي:

1ـ إلى مدينة صور وجوارها كالفقيه الشيخ ابي عبدالله الحسين بن هبة الله الطرابلس المتوفى في صور سنة 449هـ (9) وغيره من العلماء.

2ـ إلى دمشق حيث هاجر إليها الأمراء من آل عمّار والشعراء أمثال ابن منير الطرابلسي. والشاعر الدمشقي الكاتب أحمد بن محمد بن علي بن يحيى بن صدقة التغلبي المعروف بابن الخياط المتوفى في دمشق سنة 517هـ وغيرهم.

3ـ إلى مصر حيث هاجر إليها معظم السادة الأشراف من ذريّة عُمر بن الحسن الأفطس بن علي الاصغر ابن الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن أبي طالبt (10)، وغيرهم من العلماء كالحافظ أحمد بن محمد بن ابراهيم سلفة، ابو طاهر السلفي الاصبهاني(11).

4ـ إلى مدينة بيهق الإيرانيّة. كالسيّد محمد بن إبراهيم بن جعفر بن هبة الله وهو من ذريّة الحسين الأصغر بن الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبt، المعروف بإبن الطرابلسي نزح من طرابلس عند احتلال الصليبيين لها في القرن السادس الهجري لها مع أبيه وأسرته وعفيفة بنت طارق بن سنان القرشي المعروفة بست الدار وغيرهم(12).

وهناك هجرات أخرى لعلماء طرابلس واساطينها إلى بغداد واصفهان والري وغيرها من بلاد. والحديث عنها طويل.

والذي يعنينا بالبحث هو الهجرة إلى جبال كسروان المعروفة بمنطقة الجبل أو الجرد، قال السيّد محمد الموسويّ في بحثهأسعد بن عُمر بن مسعود الجبلي من علماء الشيعة الإماميّة، مؤلف يعرف بالجبلي، بفتح الجيم والباء الموحدة، قال ابن أبي طيء: أخذ عن أبي الفضل أسعد بن أحمد بن أبي روح الطرابلسي. وصنّف في الرد على الإسماعيليّة والنصيريّة(13) وغيره من العلماء. وتصدى الشيخ أسعد بن عُمر بن مسعود الجبلي إلى عقائد الإسماعيليّة والنصيريّة وشبهاتهم يدلُّ على أن بعض الفئات القليلة من أهالي طرابلس ومن ثُمَّ أهالي كسروان كانوا يعتقدون بتلك البدع والشبهات.

هذا كما أنَّ الباحث السيّد محمد الموسوي في بداية حديثه عن علماء الشيعة في كسروان القديمة اعتبر أنَّ قاضي طرابلس أبو الفضل أسعد بن أبي روح الطرابلسي هو رأس الشيعة في بلاد الشام ومرجعهم وكذلك كان الأب الأوّل للشيعة في جبال كسروان من خلال طلابه(14).

ه ـ أيام الصليبيين

وقد هاجر بقايا أهالي طرابلس ومعظمهم من الشيعة الإماميّة إلى جبال كسروان كما يقول بذلك القاضي الدكتور الشيخ محمد جعفر المهاجر وذلك لسببين، الأوّل:[« نقض القوات الصليبية للعهود التي قطعوها لأهالي طرابلس كما تكلّم عن ذلك ابن الأثير في أحداث سنة 503هـ. حيث قاموا بنهب ما فيها وأسروا الرجال وسبوا النساء قاصدين بذلك تهجير السكان وإذلالهم وإفقارهم.

ثانياً: إنّ منطقة كسروان وجوارها ذات طبيعة جبليّة يعسر فيها العيش وتحصيل أسبابه غير أن الحافز لقصد هذه الجبال هو طلب الأمن والإبتعاد عن الخطر. وقد أعطتهم هذه الجبال ذلك مع وافر العيش الكريم من خلال وديانها وينابيعها. كما نجحوا في تنظيم حياتهم وفقاً لمعتقداتهم. وانتجوا حركة ثقافيّة فكرية ما، ممّا نفهم منه أنّهم حملوا معهم بذور ما انتجوه من فكر وثقافة. وإلاّ كان يجب أن يكون من المستحيل عليهم تحقيق ما حققوه في الميدان الثقافيّ. وهذا دليل ظرفي آخر على أنّهم جاؤوا من مجتمع متطور ثقافياً، بالمقاييس الذاتيّة، الأمر الذي يعود أيضاً إلى نظريّة الأصل الطرابلسي(15).

كما هاجر إليهم وسكن بين ظهرانيهم بعد أكثر من مائة عام تقريباً. السادة الأشراف من آل الموسويّ من كربلاء وبغداد بعد سقوطها بأيدي المغول سنة 656هـ. الموافق 1258م. وسكنوا في قرية قمهز الكسروانيّة ونبغ منهم علماء كبار منهم: [«1ـ الأمير الشريف السيّد يوسف الموسويّ المولود في كربلاء والمهاجر إليها مع أولاده وبني عمومته من كربلاء وبغداد بعد سقوطها بأيدي المغول سنة 656هـ. وكذلك نبغ أولاده السيّد محمد والسيّد موسى والسيّد جعفر.

5ـ الرئيس السيّد تاج الدين أبو الحسن الموسويّ وهو جد آل أبو الحسن وآل شرف الدين وآل الصدر وآل نورالدين في جبل عاملة وتوفي السيّد ابو الحسن في قمهز وقبره موجود بها وذلك في القرن السابع الهجري(16)»].

كما هاجر أيضاً السادة الأشراف من آل الحسينيّ إلى بلدة قمهز الآنفة الذكر واستوطنوها مع بني عمومتهم من آل الموسويّ ونبغ منهم:

6ـ الشريف ابراهيم بن اسماعيل بن المحسن الحسينيّ العراقي. وغيرهم(17)»].

7ـ 8) الشيخ مخلص الدين المبارك بن يحيى بن مقبل الغسّاني الحمصي وهو من أعلام الشيعة في جبل لبنان المتوفى سنة 658هـ. 1259م. وكان قد هرب إلى الجبل من التتار المغول أثناء هجومهم على بلاد الشام. كما كان له شقيقان عالمان أحدهما: الشيخ جمال الدين محمد بن يحيى وكان شاعراً أديباً(18).

9ـ الشيخ أحمد بن الشيخ الإمام الفقيه العالم جمال الدين عبدالله بن عبد الملك بن أبي أسامة الحلبي الشيخ الإمام العالم الفاضل، مفيد الدين توفي في حراجل من جبل لبنان والمتوفى شاباً سنة 656هـ (19).

10ـ الشيخ أحمد بن محسن بن مليّ الانصاري البعلبكي والمتوفى في بلدة بخعون في جبل الضنية شمال جبل لبنان وكانت وفاته سنة 699هـ (20).

11ـ الشيخ الحسن بن أحمد بن يوسف الكسرواني المعروف بابن العشرة الكسرواني الفقيه الكبير أبو علي الكسرواني ثمّ الكركي المعروف بابن العشرة. كان من أجلة علماء الإماميّة فقيهاً متكلماً، ذا زهد وتألق له أساتذة درس عليهم وكذلك له طلاب درسوا عليه في الكرك وفي غيرها وهم من الأقطاب والعلماء الكبار المتوفى سنة 868ه. الموافق 1457م. تكلّمت عنه كتب الرجال الشيعيّة بالتفصيل(21).

12ـ ومن فقهاء بني عود علماء الشيعة في كسروان أيام الحكم الصليبي للسواحل اللبنانيّة وقد هاجر بقاياهم إلى حوزة كرك نوح وإلى جبل عامل... وكان من اشهر الباقين منهم الفقيه الجليل شيخنا الحسين بن موسى ابن العود، كان حياً سنة 661هـ. 1359م.

13ـ مفيد الدين الأحواضي الشيعي المتوفى عام 674هـ. الموافق لعام 1275م. بقرية حراجل وقد قارب الأربعين. قال الصفدي عنه « كان علامة في علم الأصول وعلم المنطق والعلوم الحكميّة وتصدّر وصنّف. كان اشتغاله في علم الأصول على والده وفي علم المنطق على الشيخ شمس الدين خسروشاهي العجمي والشيخ فخر الدين بن البديع البندهي» الوافي بالوفيات للصفدي، ج2،ص 139 ـ 140.(إطلالة جُبيلية عدد16).

14ـ الشيخ أحمد بن علي بن معقل أبو العباس الازدي المهلبي الحمصي العز الأديب رواه الذهبي وأفرد له باباً ومجالاً ووصفه بوافر العقل.. مات في الخامس والعشرين من ربيع الأوّل سنة 644هـ. (إطلالة جُبيليّة عدد: 16).

15ـ مولانا محمد بن المبارك بن مقبل بن الحسن الأديب الرئيس. جمال الدين الغسّاني الحمصي الشاعر كان أبوه وزيراً أيام بني عمّار (إطلالة جُبيليّة عدد:16).

أيام المماليك

وأيام المماليك كانت في كسروان من سنة 705هـ. الموافق لسنة 1305م. ولغاية السيطرة العثمانيّة على هذه البلاد سنة 922هـ. الموافق لسنة 1516م. وقد تكلّمت عن ذلك في مجلة «العرفان» المجلد الثاني والسبعين، العدد الأوّل الصادر في كانون الثاني 1984م. تحت عنوان: نظرة على حاضر الشيعة في بلاد جبيل وكسروان» تحت عنوان: [« في أيام المماليك

والحملة الأولى التي قام بها مماليك دمشق على الشيعة في جبال كسروان بقيادة الأمير بيدرا وبجيش كبير كانت سنة 692هـ 1291م. غير أنّ كثرة عدد الشيعة وقوّتهم ومنعة بلادهم ووعورتها واستماتتهم في حروبهم بالدفاع عن عقيدتهم حيث كان شعارهم: مُت وليّاً لعليّ ـ مُت متوالياً على حُبِّ عليّ ـ كلّ هذا ساعدهم للدفاع عن أنفسهم وجعل الأمير بيدرا يطلب ودّهم والتفاهم معهم. ونتيجة لذلك كان إطلاق سراح المسجونين منهم في دمشق والخلع على أعيانهم في كسروان.

هذا التفاهم الذي حصل بينهم وبين المماليك وكان به حقناً لدماء المسلمين لم يعجب آل تنوخ جيران الشيعة في الجبل وبيروت والّذين يرغبون دائماً بالسيطرة والهيمنة على الكسروانيين. كما أنّه لم يعجب بعض أمراء دمشق. ممّا جعل أولئك الحاقدين يدسّون على الأمير بيدرا الدسائس ويتهمون الشيعة بالتعامل مع المغول والصليبيين.

هذه الدسائس أدّت إلى إصدار فتوى من ابن تيميّة باستباحة دماء شيعة كسروان وجبال لبنان وإلى مرافقته لجيش دمشق.. كما قد رافق الجيش الدمشقي في مهمته جيوشاً أخرى أتت من فلسطين وطرابلس وشارك بها أمراء الشوف وبيروت من آل تنّوخ مع عشائرهم وأنصارهم. وكانت هذه الواقعة الكبرى والملحمة العظمى في يوم الاثنين من شهر مُحرّم الحرام سنة 705هـ. 1305م. وكان نتيجتها القضاء على الوجود الإسلاميّ الموالي لآل محمدw، في جبال لبنان بشكل عام وفي كسروان بشكل خاص.

وبقايا الشيعة الذين بقوا في كسروان بعد هذه الواقعة كآل المقدّم وآل المستراح وغيرهم عاشوا التقيّة على مذهب الإمام الشافعيّ وبقوا على ذلك إلى أيام الشهيد الأوّل الجزينيّ العامليّ المستشهد سنة 786هـ في دمشق، على ما ذهب إليه المرحوم الدكتور محمد علي مكّي في كتابه «لبنان منذ الفتح العربيّ حتى الفتح العثمانيّ»

وقد أتى المماليك بالقبائل التركمانيّة وأسكنوها في كسروان وفي القرى الساحليّة حفظاً لها من الفرنجة.. وقد نبغ من هذه القبائل آل عسّاف.. الّذين اتخذوا غزير مركزاً لهم وقاعدة لبلاد كسروان»](22).

وقد هاجر علماء الشيعة وغيرهم من آل عود والسادة آل الموسويّ وآل الحسينيّ(23) إلى جزين في جبل عامل وشاركوا في تأسيس حوزة جزين وإلى قرية سكيك في جبل الشيخ القريب من منطقة الجولان السوريّة وإلى بعلبك حيث تولى علماء آل الموسوي نقابة الأشراف وكان أولهم 1ـ نقيب الأشراف السيّد حسين بن موسى الموسوي الكسرواني وولده السيد علي وحفيده السيد علوان وهو أشهرهم وأعلمهم والمتوفى في بعلبك سنة 945هـ. عن تاريخ بعلبك للدكتور حسن نصرالله الطبعة الثانية، ج2، ص 222 ـ 223 بتصرف». وإلى كرك نوح وشاركوا في تأسيس هذه الحوزة كما كان لهم دورٌ رائدٌ في النبيّ شيث والنبيّ ايليا في البقاع وغيرها من بلاد.(24)

خلاصة المقال:

إنّ التشيع لأهل البيت(عليهم السّلام)، في بلاد الشام لم يكن نزوة عابرة أو خطة شعوبيّة أو حلماً من أحلام الفرق الباطنيّة كالقرامطة وسائر الفرق الباطنيّة. وإنما كان نتيجة لجهود بعض صحابة رسول اللهw، كابي ذرّ الغفاري وحجر بن عدي الكندي ومالك بن الحارث الأشتر وغيرهم ممن شاركوا في الفتوحات الإسلاميّة لهذه البلاد وكذلك لبعض القبائل العربيّة التي شاركت واستوطنت هذه البلاد كقبائل خزاعة وهمدان وربيعة وغيرها.

ولجهود القضاة العلماء الأمراء من قبيلة كتامة المغربيّة مؤسسي إمارة بني عمّار في طرابلس الّذين استعانوا بطلاب حوزة الشيخ المفيد والسيّد المرتضى في بغداد أيام الحكم البويهي وفتحوا ذراعيهم لجميع علماء المسلمين من مختلف المذاهب الإسلاميّة. وبذلوا لهم المال والأمن وحرية البحث ولم يتدخلوا في شؤونهم المذهبيّة. كما أن أوروبا تعلّمت من الطرابلسيين صناعة الزجاج والورق والسكر والنسيج والزيت والصابون والتجارة وغيرها من علوم. كما أن الطرابلسيين عندما هاجروا وهربوا إلى جبال كسروان حافظوا على إسلامهم وموالاتهم لأهل البيتi، وعلى ثقافتهم مدّة مائتي عام حتى كادت بلادهم موضع حسد من جيرانهم آل تنوخ في الجبل وبيروت والّذين تآمروا عليهم مع مماليك دمشق ومصر.

وبعد سقوط كسروان سنة 705هـ الموافق لسنة 1305م. كان علماءهم الّذين هربوا من المجازر والّذين ترأسوا حوزة جزين في جبل عامل وحوزة كرك نوح في البقاع ونقابة الأشراف في بعلبك خير شاهد على أنَّهم كانوا خير ورثة لحضارة دولة بني عمّار الفاطميّة في طرابلس.

الهوامش:

(1) صفحات من ماضي الشيعة وحاضرهم في لبنان، للقاضي د. عمرو، ص 13 ـ 14 بتصرف.

(2) نفس المصدر بتصرف.

(3) مجلة «المنهاج» العدد الأول، السنة الأولى، 1996م. مقالة للمؤرخ السيّد حسن الأمين، ص 163، بتصرف.

(4) راجع الحياة الثقافيّة في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى، للدكتور تدمري.

(5) نفس المصدر السابق بتصرف. والمقصود بالسلطان هنا أي كان للخليفة الفاطمي بمصر اسطولاً تجارياً كانت طرابلس من أهم قواعده التجاريّة في البحر الأبيض المتوسط.

(6) نفس المصدر، من ص 75 إلى ص 315 بتصرف.

(7) مجلة «المنهاج» العدد الأول، السنة الأولى 1996.

(8) الحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى للدكتور تدمري، ص 33.

(9) نفس المصدر السابق بتصرف.

(10) مجلة «إطلالة جُبيليّة» العدد 17، الصادرة في 7 نيسان 2015م. بتصرف.

(11) نفس المصدر السابق بتصرف

(12) نفس المصدر بتصرف.

(13) نفس المصدر.

(14) راجع العد 16 من مجلة «إطلالة جُبيليّة». الصادرة في كانون الأوّل 2014م. ص 55 ـ 56. بتصرف.

(15) راجع «التأسيس لتاريخ الشيعة في لبنان وسوريا»، للقاضي الشيخ المهاجر، منشورات دار الملاك، بيروت ـ الطبعة الأولى 1992، جبل لبنان من ص 148 ولغاية 152 بتصرف.

(16) «إطلالة جُبيلية» العددان 13 ـ 14 الصادر في 10 شباط 1414م. من ص 84 ولغاية ص 86 بتصرف.

(17) نفس المصدر، العدد 15 الصادر في 16 حزيران 2014م. ص 8 بتصرف.

(18) نفس المصدر، العدد 116 الصادر في 15 كانون أوّل 2014م. ص 56 بتصرف.

(19) نفس المصدر، ص 57 بتصرف.

(20) نفس المصدر بتصرف.

(21) نفس المصدر بتصرف.

(22) صفحات من ماضي الشيعة وحاضرهم في لبنان للقاضي عمرو، ص 17 ـ 18 بتصرف.

(23) جاء في تاريخ الأسر الشرقيّة للأستاذ عيسى اسكندر المعلوف، عن السادة الحسينيين في أوائل ايام العثمانيّة:[« ثُمّ حدث لهم في قمهز حادث أدّى إلى ذبحهم يقال... (حتى لم يبق منهم إلا كهل واحد يدعى السيد حسين وأولاد رباهم هذا السيد كانوا أربعين ولداً يتيماً ذُبح أهلهم. وقبره مشهور في قمهز يزوره المصاب بمرض الحمَّى يتبخر بربيع دمنته فيشفى. وهذا الإعتقاد شائعٌ هناك إلى يومنا»، ج7 بتصرف.

(24) راجع «إطلالة جُبيلّة» العددان (13 ـ 14).