قراءة في كتاب:حجولا كما عرفتها

15/11/2018
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

للأستاذ إسماعيل إبراهيم

بقلم القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو

هذا الكتاب صادر في أواخر عام 2017م. مؤلف من 276 صفحة من القطع الوسط. جاء في تعريف المؤلف لكتابه قوله: «هذا الكتاب أردته وثيقة جغرافيّة وتاريخيّة وسكانيّة وهو مستمد جوهره من تاريخ حجولا ولكنه ليس تاريخها. فالتاريخ أشمل وأعمق وأدق. والمسألة دائماً نسبية. غير أني أودعته بموضوعيّة وصدق معرفتي في تبيان ما كانت عليه حجولا في التاريخ وما هي عليه اليوم وكيف يمكن أن تتقدم بالحضور والتعاون والتطلع بالعمل الجاد من أجل تنمية واسعة ودور فاعل وعلاقة حسن جوار. دفاعاً عنها وهناء للعيش فيها برفاهيّة ومحبة وفرح لأنّها تستحق الأفضل والأجمل».

وقد أتى هذا الكتاب بمقدمة وأبواب أهمها: حجولا في الجغرافيا ـ حجولا في التاريخ. حيث تكلّم عن الحقبة الفينيقيّة، والحقبة المسيحيّة، والحقبة الإسلاميّة المستمرة.

كما تكلّم عن عائلات حجولا بعد نزوح الحماديين. وعن العادات والتقاليد والقيم الجامعة. وعن حجولا السكان البيوت والهجرة وعن النزوح بسبب المجاعة في الحرب العالميّة الأولى وعن شيوخ الصلح والمخاتير ورؤساء البلدية في حجولا. وعن أهالي حجولا والتحصيل العلميّ، وعن حجولا والحرب اللبنانيّة. وعن حجولا بعد الحرب الأهليّة وعن خطوات التنميّة في حجولا. وعن حجولا وحسن الجوار مع سائر القرى الجُبيليّة وغيرها من أبواب.

وختم كتابه عن آفاق وآمال سياحيّة وعن الآثار والأسماك المتحجرة في حجولا وعن حجولا في الشعر على لسان إبنها الشاعر الشعبي الحاج أحمد حسن حماده والذي أمضى سنوات طويلة في المهجر ونشر معظم قصائده في معظم الصحف اللبنانيّة بداية من صحيفة «لسان الحال» وغيرها من صحف بداية من سنة 1968م. وفي ديوانه الذي طُبع أخيراً. وقصيدة شعبيّة أخرى لمؤلف هذا الكتاب. وغيرها من أبواب جميلة.

هذا، ومن خلال مطالعة سريعة لهذا الكتاب يجد الباحث والمؤرخ عدّة حقائق من خلال هذا الكتاب أهمها:

أولاً: تشبث عائلات حجولا بأرضهم وبحسن الجوار مع جميع العائلات الجُبيليّة الكسروانيّة بعد تهجير مشايخ آل حماده عن بلاد جبيل حيث أنه تآمر عليهم الأميران يوسف وبشير الشهابيّان مع السفارة الفرنسيّة وبعض العائلات الإقطاعيّة المعروفة في سنوات 1762م. و 1772م. و 1796م. حيث قالومن الجدير ذكره هو أن حجولا خلال الحكم العثمانيّ والتزام الحماديين جباية الضرائب» دفعت قسماً ضخماً من ضريبة دخلها إلى عائلة أقباي بن عبدالله وقد ارتفعت حصتها من 200 قرش إلى 300 قرش في حكم سليم الثاني، وإلى 1600 قرش في أواسط القرن السادس عشر».

ثانياً: ردِّ الشبهات حول تاريخ عائلات بلدة حجولا عبر التاريخ وأهمها، ما زعمه بعض المؤرخين ومنهم المؤرخ اللبنانيّ عيسى اسكندر المعلوف في الجزء السابع من كتابه «معجم الأسر الشرقيّة»، قيام أهالي حجولا بقتل واغتيال البطريرك الماروني جبرائيل بو خليل الحجولاوي حيث أثبت المؤلف (حفظه الله تعالى)، قيام المماليك بالقبض عليه وإعدامه في طرابلس سنة 1367م. وذلك إستناداً إلى كلام إبن القلاعي والدكتور كمال الصليبي(1).

حيث كان وقوع ذلك بعد الكارثة الكبرى والمذبحة العظمى التي حصلت للشيعة على أيدي المماليك في كسروان وجبل لبنان سنة 1305م. وهجرة بقيتهم إلى جزين وكرك نوح وبلاد بعلبك وغيرها من بلاد. وأهالي حجولا وشمال جبيل وكسروان كانوا آنذاك من قبائل التركمان السُنَّة ومن موارنة شمال لبنان الّذين نزحوا إليها بعد عام 1305م. ولم يكن هناك أحد من الشيعة.

وعودة العائلات الشيعيّة إلى كسروان وجبل لبنان كانت بدايتها عام 1488م. أيام آل عسّاف التركمان أمراء كسروان(2).

ثالثاً: قيام أهالي حجولا بإبطال المُخططات من بعض الجهات الرسميّة والدينيّة بسلخ محلتي جربتا وبركة حجولا عن بلدتهم من خلال إبرازهم للوثائق التاريخيّة. ومن خلال الإحصاء الرسميّ الصادر عام 1932م. ومن خلال وثيقة صادرة عن الأمير بشير أحمد أبي اللمع في قائمقاميّة النصارى في جبل لبنان صادرة في عامي 1855 و 1856. وكذلك إبطال المُخطط المشؤوم من قائمقام جبيل خليل ناصر الدين بوضع منطقة الحروف في حجولا قيد الدرس. حيث يمنعهم ذلك المخطط من البناء في عقاراتهم. وقد خصص المؤلف باباً من كتابه لتلك القضايا، تحت عنوانحجولا بين حُسن الجوار وتحديات الإستهداف».

وبعد فإنّ هذا الكتاب هو إطلالة تاريخيّة جميلة على تاريخ حجولا وعائلاتها وحاضرها موثق ببعض المصادر التاريخيّة المحترمة وبالذاكرة الشعبيّة وبذاكرة المؤلف الشعبيّة لمنطقة عزيزة على قلب كل جُبيلي.

الهوامش:

  1. (1) «حجولا كما عرفتها» ، ص 26 بتصرف.
  2. (2) نفس المصدر، ص 40 ـ 41 بتصرف.