علماء من كرك نوح ـ البقاع

06/09/2016
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

من كتاب الوقف النوحي

                                                               إعداد الأستاذ السيّد محمد الموسوي

1ـ السيّد مُحمّد([1]) بن السيّد مُحمّد بن السيّد إبراهيم بن السيّد المظفر بن السيّد عليّ بن السيّد مُحمّد الحسينيّ البعلبكيّ، السيّد أبو عبدالله، شمس الدين، إبن السيّد ناصر الدين. سمع على الحجار صحيح البخاري خلا من باب الزيارة إلى باب الصبر على الأذى وسمع على أبي بكر بن شرف الصالحاني بل الصالحين الأربعين الآجرية وله إجازة من الدَّشتي والقاضي سليمان وغيرهما، مثل أبي بكر بن عبد الدائم والقاسم بن عساكر مات على رأس القرن، ومولده سنة سبع وسبع مئة، وأجاز القاضي ابن حجر. أنظر ذيل التقييد لـ \" تقي الدين الفاسي\" (1/268).

وجدت إسمه بين الأعلام والقضاة الشرعيين الكرام الّذين وثّقوا وقفيّة المقام المنسوب إلى نبيّ الله نوح عليه وعلى نبيّنا أفضل الصلاة وأزكى السّلام في بلدة كرك نوح وهي الوقفيّة القديمة التي دُوّنت في عصر المماليك بعدما أوقف السيّد الجليل الشريف النبيل نقيب السّادة الأشراف بمدينة بعلبك الحسين بن السيّد موسى بن السيّد عليّ بن السيّد الحسين بن السيّد مُحمّد بن السيّد موسى بن مولانا وسيدنا وينبوع البركة الأمير العالم الجليل الزاهد الشريف يوسف الضرير في آخر عمره أعلى الله مقامه وطهّر رمثه وهو الجدُّ الجامع لكاتب هذه السطور مع السيّد الحسين صاحب الموقوفات المنوّه عن إحداها هنا. وكذا ولده السيّد علاء الدين عليّ، يقول النّص من تلك الوقفيّة التاريخيّة المنبثقة من عبق التاريخ مسجلّة لنا أثراً كريماً طاهراً من آثار أنبياء الله صلوات الله عليّهم سواء أكان المقام لسيّدنا نبيّ الله (عليّه السّلام)، أو لأحدٍ من أبنائه (عليّهم السّلام)، وفي المشاهد والمزارات والآثار والبقع المطهّرة عددٌ وافٍ من الروايات والأخبار المتباينة ليس مجال الخوض فيها الآن، ندعها لبحثٍ آخر، أقول: وقفت في وقفيّة كرك نوح (عليه السّلام)، على بعضٍ من أخبار وآثار سيّدنا صاحب هذه الترجمة تقول: [\" وفي أعلى الأصل المذكور علامة الحاكم المثبت له، والولي به، ما قراءته: الحمد لله وبه أكتفي وهو حسبي ونعم الوكيل، وفي أدناه رسم شهادات إثني عشر نفراً: الأوّل ما قراءته: أشهد بصحة ما نسب إلى مولانا الحاكم من الثبوت والوقف وما نسب إلى مولانا الواقف حسبما أوقف وأشرط وأقول بصحة ذلك وأنا العبد الفقير إلى الله تعالى مُحمّد الشافعي المفتي بدمشق الشام. والثاني ما قراءته: حضر ذلك وشهد كذلك العبد الفقير أبو اللطف أحمد الحنفي المفتي بدمشق. والثالث ما قراءته: أشهد عليّهم بما نسب إليهم وأنا العبد الفقير أبي العباس أحمد المالكي المفتي بدمشق. والرابع ما قراءته: أشهد عليّهم بما نسب إليهم وأنا العبد الفقير عليّ الحنبلي المفتي بدمشق والخامس ما قراءته: أشهد بذلك كذلك: عليّ بن مُحمّد الفقير والسادس ما قراءته: أشهد بذلك: عمر الفقير. والسابع ما قراءته: أشهد بذلك: مُحمّد الفقير. والثامن ما قراءته: يشهد بذلك مولانا الشيخ مُحمّد بن المنير كتب بإذنه. والتاسع ما قراءته: أشهد بذلك فخر الأعيان والآماثل المقدم مُحمّد. والعاشر ما قراءته: أشهد بذلك فخر الأماثل الأمير عثمان. والحادي عشر ما قراءته: شهد بذلك الفقير عليّ، والثاني عشر: ما قراءته: يشهد بذلك مُحمّد كاتب الأصل المذكور. هذه صورة ما وجد في الأصل المذكور حرفاً بحرف وهو متصل بشهادة الشيخ مُحمّد كاتب أصله، جميع ما نسب إلى مولانا وسيّدنا قاضي القضاة علاء الدين مفتي المسلمين ولي أمير المؤمنين ابي الحسن عليّ إبن المرحوم قاضي القضاة فقيه المسلمين أبي بكر بن مُحمّد القاضي بدمشق المشار إليه الإتصال الشرعي ونقده وحكم بحصته وأوقعه على وجه مولانا شيخ الإسلام والمسلمين تقي الدين أبو بكر ابن الشيخ مُحمّد المتولي على وقف([2]) جامع المرحوم تنكر الواقف المشار إليه بالإلتماس الشرعي من مولانا السيّد حسين المتولي المشار إليه أعلاه، مؤرخ أواسط شهر المحرم الحرام سنة اثنين وستين وسبعمائة ومتّصل وبشهادة الشيخ حسن إبن الشيخ مُحمّد بشهادة الشيخ عمر بن الحاج عبدالله جميع ما نسب إلى مولانا وسيّدنا شيخ الإسلام والمسلمين صدر المدرّسين ولي أمير المؤمنين ([3]) عبدالله مُحمّد قاضي القضاة ([4]) بدمشق من الإتصال والحكم والإيقاع وسائر ما نسب إليه من الإتصال إليه لمولانا شيخ الإسلام قاضي القضاة صدر المدرّسين ولي أمير المؤمنين أبي العباس أحمد بن المرحوم شيخ الإسلام شمس الدين مُحمّد القاضي بدمشق الإتصال الشرعيّ بالتماس شرعي من مفخر السادة الأشراف الكرام السيّد الشريف علاء الدين عليّ إبن المرحوم شيخ الإسلام والمسلمين السيّد حسين المشار إليه أعلاه مؤرّخ في أواخر شهر شعبان سنة تسعين وسبعمائة ومتصل بشهادة الشيخ عليّ بن الشيخ أحمد المالكي وبشهادة الشيخ إبراهيم إبن الشيخ عبدالله جميع ما نسب إلى مولانا ([5]) وسيّدنا قاضي القضاة صدر المدرّسين ولي أمير المؤمنين أبي العباس أحمد بن المرحوم شيخ الإسلام شمس الدين مُحمّد القاضي بدمشق من الإتصال والتنفيذ والحكم والإبقاء، وسائر ما نسب إليه لمولانا وسيّدنا شيخ الإسلام قدوة القضاة والحكام وينبوع الفضل والكلام أبي عبدالله مُحمّد إبن الشيخ العارف إبراهيم الحسينيّ الحاكم يومئذ ببعلبك، الإتصال الشرعيّ بالتماس شرعي من مولانا وسيّدنا شيخ الإسلام السيّد الجليل الشريف علاء الدين عليّ إبن المرحوم شيخ الإسلام السيّد الشريف حسين المتولي على الوقف المرقوم المشار إليه مؤرّخ في أوائل شهر رجب سنة خمسة وعشرين (كذا) وثمانمائة ومتصل بشهادة الشيخ مُحمّد إبن الشيخ مُحمّد ([6]) اليونيني وبشهادة الشيخ عبدالله إبن الشيخ مُحمّد الحافظ جميع ما نسب لمولانا وسيّدنا شيخ الإسلام قدوة القضاة والحكام ينبوع الفضل والكلام أبي عبدالله مُحمّد إبن الشيخ العارف إبراهيم الحسينيّ الحاكم بمدينة بعلبك الخ... في حديث مسترسل طويل...

2ـ إبن عمّ السيّد مُحمّد المترجم برقم (1) هو السيّد إبراهيم بن السيّد عليّ بن السيّد إبراهيم بن السيّد المظفر بن السيّد عليّ بن السيّد مُحمّد الحسينيّ البقاعي، البعليّ، ثم الدمشقي الصالحي. ولد سنة خمس وتسعين وست مئة. سمع من العز إسماعيل الغراء والدَّشتي وعبدالله بن عامر وغيرهم وحدّث سمع منه أبو حامد بن ظهيرة. مات بدمشق في سنة ست وسبعين وسبع مئة. أنظر \" أبناء الغمر بأبناء العمر للشهاب\" أحمد بن حجر العسقلاني، ج1، ص 78.

وجدت عمود نسبهم مرفوعاً إلى السيّد عبدالله العوكلاني إبن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليّه السّلام)، من إبنه السيّد مُحمّد ثُمّ إبنه السيد إبراهيم، ثُمّ من إبنه السيّد الحسن الأحول ([7])..

ومن خلال وثيقة الوقفيّة المباركة علمنا أنهم من معاريف ومشاهير أصدقاء السيّد حسين جدّ السيّد علوان الموسوي نقيب الأشراف ببعلبك. وبالتالي، مقارنة مع وقفيّة الملك السلطان الناصر حسن بن مُحمّد بن قلاوون. التي وضعها حبساً على جامعه بالرميلة بمصر مع دخول أراضي كرك نوح (عليّه السّلام)، سنضع مقارنة بينهما، والخروج إلى إستنتاجات لها أثر ووجود في حقبة حافلة بالأحداث.

الهوامش

 



[1]  وترجمه محمد بن رافع السلامة في كتاب\" الوفيات\" ج1، ص 437 / 438 وقال توفاه الله يوم الجمعة التاسع من شوّال سنة ثلاثة وأربعين وسبع مئة

[2]  قال ابن كثير في تاريخه المسمى بـ \"البداية والنهاية\" أنّه في سنة سبع عشرة وسبعمائة، وفي صفر منها شرع في عمارة الجامع الذي أنشأه أمير الأمراء تنكز نائب الشام ظاهر باب النصر تجاه حكر السماق على نهر بانياس بدمشق وتردد القضاة والعلماء في تحرير قبلته، الأحد الخامس والعشرين منه، وشرعوا في بنائه بأمر السلطان ومساعدته لنائبه في ذلك. وقال فيها أيضاً: وفي شعبان تكامل بناء الجامع الذي عمّره الأمير تنكز ظاهر باب النصر، وأقيمت الجمعة فيه يوم عاشر شعبان، وخطب فيه الشيخ نجم الدين علي بن داود بن يحيى الحنفي المعروف بالقمغازي من مشاهير الفضلاء بدمشق، وذوي الفنون المتعددة بها وحضر نائبه السلطان والقضاة والأعيان والقراء والمنشدون وكان يوماً مشهوداً إنتهى. انظر الدارس في تاريخ المدارس، ج2، ص 327 ـ 328، تأليف عبد القادر بن محمد النعيميّ الدمشقيّ المتوفى سنة 978هـ. ودار الكتب العلميّة.

[3]  هو تقي الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم الصالحي بن تيم الضيائيّة.

[4]  هو الفقيه الفرضي شهاب الدين أبي العباس أحمد بن شيخ الشافعيّة شمس الدين محمد ابن القاضي نجم الدين عُمر بن قاضي شهبة ابن العلاّمة شرف الدين محمد ابن العلاّمة جمال الدين عبد الوهاب ابن جمال الدين ابن عبدالله.

[5]  هو الفقيه الفرضي شهاب الدين أبي العباس أحمد بن شيخ الشافعيّة شمس الدين محمد ابن القاضي نجم الدين عُمر بن قاضي شهبة ابن العلاّمة شرف الدين محمد ابن العلاّمة جمال الدين عبد الوهاب ابن جمال الدين ابي عبدالله.

[6]  الشيخ محمد ابن الشيخ محمد اليونيني، هو محمد بن محمد بن محمد بن عبد القادر، أبو عبد القادر، اليونيني. ولد سنة ثلاث وثمانين وسبع مئة ببعلبك. حفظ القرآن، وتفقه بالتاج بن بردس، والعماد ابن يعقوب البعلبكيين وغيرهما. سمع الصحيح من محمد بن علي بن اليونانيّة، وعبد الرحمن الزعبوب وحدَّث. سمع من الفضلاء وولّي قضاء بعلبك وكان من بقايا السلف، توفي سنة ثلاث وخمسين وثمان مئة.. أنظر \"الضوء اللامع للسخاوي\"، ج9، ص 228، قلت: هو من بيت مؤرخ بعلبك صاحب كتاب الذيل على مرآة الزمان قطب الدين موسى بن أبي الفتح محمد.

[7]  كتاب \"الدرر الكامنة إبن حجر العسقلاني توسع في إيراد نسبهم بهذه الصياغة، وهو نسب له وجود في عمدة الطالب وجعل عقبه في صّح.