عناصر المقاربة والتماهي بين السيّد المسيح والإمام عليّ(ع) - الحلقة الثانية

25/11/2019
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

للأستاذ يوسف حيدر أحمد

باقة عطرة من الفضائل والمناقب في حديقة السيّد المسيح والإمام عليّ، تُذكِّرنا حياة وأعمال السيّد المسيح والإمام عليِّ (ع)، بمجموعة كبيرة من مُفردات الفضائل الملائكية المتنوعة. ما بين حُبِّ وعطاء وزهد وتواضع وتسامح وإيثارومسؤولية وغيرها من المناقب، فإذا أردنا أن نرصد كل ذلك للزمنا تدبيج مُجلّدات، لكن هذه المقالة تفي ببعض الغرض، فما لا يُدركُ كُلَّه لا يُتركُ جلَّه، كما يُقال، وسنذكر بعض مزايا هذين العظيمين الخالدين، وما أكثرها، وما أروعها!

المحبّة:

قال الرسول العربي w:« أفضل الاعمال الحبُّ في الله». (١)

وقال السيّد المسيح « ... من ثبت في المحبّة، ثبت في الله وثبت الله فيه» (رسالة يوحنا الأولى ٤/١٦ ) وهذه المحبّة ستتشظى على كل ما في حياة السيّد المسيح واقواله وافعاله. الحبُّ عنده الحياة، والحياة هي الحبُّ بكل ما فيه من طهارة ونقاء وشفافية ورجاء وعفوية.....

وعندما سأله احد الفريسيين ليحرجه :« يا معلم ما هي أعظم وصية في الشريعة، فأجابه يسوع:« أحبَّ الربَّ إلهك والوصية الثانية مثلها ... أحبّ قريبك مثلما تُحبّ نفسك، على هاتين الوصيتين تقوم الشريعة كلها وتعاليم الأنبياء ( متى٢٢ /٣٤ و٤٠) ويذوب السيّد المسيح حبَّاً ورقة وإنسانية ويريد في أقواله كما في أفعاله أن تُمحى مفردات البغض والكراهية والاساءة من قاموس الكلمات ومن قلوب الناس ونواياهم، فيقول لتلامذته والجموع المنتظرة مواعظه على الجبل «سمعتم أنه قيل أَحبَّ قريبك، وابغض عدوك، أما أنا فأقول لكم: أحبّوا أعداءكم باركوا لاعنيكم، أحسنوا الى مُبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويضطهدونكم» (متى ٥/٤٣ ـ ٤٤ ـ ٤٥ ـ ٤٨ ) وفي علاقة حبّ جدلية بين السيّد وتلاميذه يقول السيّد المسيح: اذا كنتم تحبّوني عَمِلتمُ بوصاياي، وهذا ما أوصيكم به، أن يحبَّ بعضكم بعضاً»(يوحنا ١٤/ ١٥ و١٧).

المسامحة والغفران وعمل الخير:

ويضيف السيّد المسيح t، على ما تقدَّم بجواز إرادة تَخَطيِّ قانون المحاسبة الشخصية في العلاقات الإجتماعية، ما دام الأمر يصبُّ في خانة التقارب، والترابط الإنسأني فيقول لتلامذته وأحبائه طالباً منهم أن يتحلُّوا بالمسامحة والغفران وعمل الخير:«سمعتم أنه قيل: عين بعين، وسنُّ بسن اما أنا فأقول لكم: «لا تنتقموا ممن يسيء اليكم، من لطمك على خدِّك الأيمن فحوِّل له الآخر. ومن أراد أن يخاصمك ليأخذ ثوبك فاترك له رداءك أيضاً، ومن سخرَّك أن تمشي معه ميلاً واحداً فامشِ معه ميلين، ومن طلب منك شيئاً فاعطه ومن أراد أن يستعير منك شيئاً فلا تردّه خائباً (متى٥/٣٥ حتى ٤٢ ضمناً)، وأضاف السيّد المسيح مُشجِّعاً على المسامحة والغفران قائلاً: « إذا أخطأ أخوك فوبّخه، وإن تاب فاغفر له، وإذا أخطأ سبع مرات في اليوم، ورجع اليك في كل مرة فقال: أنا تائب، فاغفر له» (لوقا١٧ /٤).

التواضع:

ولم يكن السيّد المسيح t، يكتفي بالتنظير في مواعظه ومواقفه الملائكية بل كان يطَّبقها على نفسه قبل تطبيقها على تلامذته وجمهوره فها هو عندما غسل أقدام تلامذته قبيل عيد الفصح، قال لهم:« أنتم تدعونني مُعلّماً وسيّداً، وحسناً تفعلون لأني هكذا أنا وإذا كنت أنا السيّد والمعلم غسلتُ أرجلكم، فيجب عليّكم أنتم أيضاً أن يغسّل بَعضكم أرجل بعض، وأنا أُعطيتكم ما تقتدوُن به، فتعملون ما عملته لكم! الحقّ الحقّ أقول لكم:«ما كان خادم أعظم من سيده ولا كان رسول أعظم من الذي أرسله، والآن عرفتم هذه الحقيقة فهنيئاً لكم إذا عملتم بها» (يوحنا ١٣/١٣ الى ١٧ ضمناً).

وشجعَّ تلامذته على الايثار والتواضع طلباً للآخرة بقوله: «من أحبَّ نفسه خسرها، ومن أنكر نفسه في هذا العالم، حفظها للحياة الابدية» (يوحنا ١٢/٢٥ ).

الزهد:

أفضل من يخبرنا عن زهد السيّد المسيح t، هو أخوه بالزهد الإمام عليّ t، الذي وصفه مُحبَّاً ومادحاً بقوله: «كان يتوسَّد الحجر ويلبس الخشن ويأكل الجشب (ما غلظ من الاكل)، وكأن ادامه الجوع، وسراجه بالليل القمر، وظلاله في الشتاء مشارق الارض ومغاربها، وفاكهته وريحانه ما تنبت الارض للبهائم، ولم تكن له زوجة تفتنه، ولا ولد يُحزنه، ولا مال يفتنه، ولا طمع يُذله، دابته رجلاه، وخادمه يداه»(٢) وكان يقول مفاخراً:« أبيتُ وليس لي شيء، وأصبح وليس لي شيء، فأنا أغنى ولد آدم» (٣).

وكما أراد أن يكون، تمنىَّ على تلامذته أن يكونوا مثله وعندما أرسلهم ليبشروا بملكوت الله قال لهم:« لا تحملوا للطريق شيئاً، لا عصا ولا كيساً ولا خُبزاً ولا مالاً، ولا يكن لأحد منكم ثوبان » ( لوقا ٩/٣٠٢).

وكان يعبّر عن زهده وتقشفه أصدق تعبير عندما قال:« للثعالب أوجرة ولطيور السماء أعشاش، وأما ابن الانسان فما له موضع يسند اليه رأسه» (لوقا ٩/٥٨).

ويشجِّع تلامذته على الإيمان والزهد بمتاع الدنيا بقوله:« يا قليلي الايمان، لا تهتموا فتقولوا ماذا نأكل؟ وماذا نشرب؟ وماذا نلبس؟ فهذا يطلبه الوثنيون،... يعرف أنكم تحتاجون الى هذا كله، فاطلبوا ملكوت الله، ومشيئته فيزيدكم الله هذا كله»( متى٦/٣٠ الى ٣٣ ضمناً).

العطاء وصدقة السر:

وكان السيّد المسيح يشجّع ويحرّض دائماً على العطاء ولكن لا كما يفعله المراؤون، بل أن يكون العطاء لكرامة المحتاج ولأجر الواهب فيقول:« اما أنت فاذا أحسنت الى أحد فلا تجعل شمالك تعرف ما تعمل يمينك، حتى يكون إحسانك في الخفية، (...) الذي يرى في الخفية هو يكافئك في العلانية»(متى ٦ /٣ و٤).

وعندما جاء الشاب الغني يطلب منه أن يعظه فطلب منه أن يتبِّع الوصايا الالهية، قال الشاب بأنه يعمل بها من أيام صباه فماذا يعوزه بعد؟ أجابه السيّد المسيح:« اذا أردت أن تكون كاملاً، فاذهب وَبعْ ما تملكه، ووزِّع ثمنه على الفقراء، فيكون لك كنز في السموات، وتعال اتبعني»(متى١٩/١٦ ـ ١٨ ـ ٢٠ ـ ٢١).

الحقُّ:

أتعب الفريسيون السيّد المسيح t، في جدالهم العقيم أما اليهود الذين آمنوا بتعاليمه فقال لهم:«اذا ثبتم في كلامي صرتُم في الحقيقة تلاميذي، تعرفون الحقَّ والحقُّ يحرركُم، وعندما قالوا له بأنهم أحرار فكيف سيصيرون أحراراً؟ فأجابهم يسوع:«الحقّ الحقّ أقول لكم، من يخطىء يكن عبداً للخطيئة» (يوحنا ٨/ ٣٢ ـ ٣٣ ـ ٣٤ ) اي ليتحرروا من الرذيلة وعبودية المال والجاه والشهرة ...

كما يعتبر بأن إعطاء الحق لصاحبه هو مقدَّم على الواجب الديني لأن حق الناس عنده مقدَّس لا يمكن التفريط به، فيقول:« إذا كنت تقدم قربانك الى المذبح، وتذكَّرت أن لأخيك شيئاً عليّك، فأترك قربانك عند المذبح هناك واذهب اولاً وصالح أخاك ثم تعال وقدِّم قُربانك» ( متى ٥/٢٣ ـ ٢٤ ).

الحلف واليمين:

يطلب السيّد المسيحt، أن لا يحلف الناس لا بالحقِّ ولا بالباطل فيقول:« لا تحلفوا مُطلقاً لا بالسماء ولا بالارض» «فليكن كلامكم نعم أو لا، وما زاد على ذلك فهو من الشرِّير» (متى ٥/٣٣ ـ ٣٤ ـ ٣٥).

الغد والرزق:

كان يطلب من الناس الايمان والعمل الصالح ويترك مسألة الرزق على الرّب فيقول: « فاطلبوا اولاً ملكوت الله ومشيئته فيزيدكم الله هذا كله، لا يهمكم أمر الغد فالغد يهتم بنفسه ولكل يوم من المتاعب ما يكفيه». (متى ٦/٣٣ ـ و ٣٤). ويعطيهم مثالاً وحكمة عن الطير والزنبق والأنسان فيقول:«أنظروا طيور السماء كيف لا تزرع ولا تحصد ولا تحزن (...) يرزقها، أما أنتم افضل منها كثيراً؟ ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعاً واحدة؟ تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو لا تغزل ولا تتعب»(متى ٦/٢٦ ـ ٢٧).

الرفق بالخطاة :

وكان في منتهى الرحمة والرأفة والإنسانية مع الناس عامة ومع الخطاة خاصة، وكان أسلوبه مع هؤلاء الخُطاة أكثر رقَّة ليفتح أمامهم طريق التوبة والاستغفار. والمثال على ذلك ما حدث عندما سلمه معلمو الشريعة الفريسيون في الهيكل إمرأة زانية، أوقفوها وسط الجمهور وقالوا له:« يا معلّم، أمسكوُا هذه المرأة في الزنى، وموسى أوصى في شريعته برجم امثالها، فماذا تقول أنت؟ فقال لهم:«من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بأول حجر»، فلما سمعوا هذا الكلام أخذت ضمائرهم تبكتهم، فخرجوا واحداً بعد الآخر، فقال المسيح لهذه المرأة:« اين هم يا امرأة ؟ اما حكم عليك احد منهم؟ فأجابت لا يا سيدي! فقال لها يسوع :« وأنا لا أحكم عليّك، إذهبي ولا تخطئي بعد الآن» (يوحنا ٨/٣ ـ ٤ ـ ٥ ـ ٧ ـ ٩ ـ ١٠ ـ ١١) .

ثورة الخبز والاصلاح الديني:

في سياق حديثنا عن مناقب السيّد المسيح t، لمسنا ما تمتع به هذا السيّد العظيم من انسانيّة متناهيّة في الرقّة والرحمة والتسامح والغفران والزهد، لكنه وجد نفسه في بيئة يهودية يعششُ فيها النفاق والانحراف الاجتماعيّ والدينيّ والبراغماتيّة، فأعلن ثورته العاصفة على الظالمين والسارقين والمارقين، كان باستطاعته أن يغضَّ النظر عما كان يحدث من تجاوزات في الهيكل، فلا يقف بوجه السلطة ـ الكهنة ورؤساء الشعب والفريسيين والكتبة ـ فلا يعرِّض نفسه للخطر، ولكنه فضَّل أن يفضح التجاوزات ولا يبقي نفسه في مأمن من المخاطر (٤).

وكان يقول:« ما بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله»(متى ٤/٤) هنا يريد السيّد المسيح t، أن يجعل الخبزهو الاساس ثم يُلفتك نظرك الى أن الخبز ليس وحده قوام الحياة، فعليّك إذن أن تفرغ ـ بعد حصولك على الخبز ـ الى صفاء الروح، ودعة القلب، أي الى الايمان النقي والصادق (٥).

وكيف لا تكون ارادة المسيح متجهة إلى توفير خيرات الارض لجميع الناس، وهو لا يجد في الصلاة التي دعا الى ترديدها ما هو أعظم من طلب الخبز قائلاً بخشوع:«(...) الذي في السموات أعطنا خبزنا اليومي» (لوقا ١١/٣).

وما كانت رسالة المسيح إلا ثورة كاسحة على المغتصبين الناهبين المرائين من الكهنة والحكَّام والتجار الذين يتبذَّخون على جهد الفقير، ويعيشون على دمه (٦).

وكان يصرخ بوجه أنصاف المصلين على لسان أشعيا قائلاً«وإن اكثرتم من الصلاة، لا أستمع لكم، لأن أيديكم مملوءة من الدماء، فاغتسلوا، وتطهروا، وأزيلوا شر أعمالكم من أمام عيني، وكفوا عن الإساءة، وأنصفوا اليتيم، وحاموا عن الأرملة ( اشعيا ١/١١ ـ١٧).

كما كان يصرخ في وجه الطبقة الفاسدة الظالمة من التجار ورجال الدين والحكام، ويقول بقساوة المتألم والحزين: «يحزمون أحمالاً ثقيلة، يلقونها على أكتاف الناس، ولكنهم لا يحركون إصبعاً تعينهم على حملها» (متى ٢٣/٤).

ويتابع السيّد المسيح صارخاً متوجعاً: «الويل لكم يا معلمي الشريعة، الفريسيون المراؤون تأكلون بيوت الأرامل وأنتم تظهرون أنكم تطيلون الصلاة سينالكم اشدُّ العقاب» (متى ٢٣/١٤).

ثم يصفهم بأبشع الصفات والنعوت قائلاً بقرف واستخفاف: «أنتم كالقبور المبيضة، ظاهرها جميل وباطنها ممتلىء بعظام الموتى، وبكلِّ فساد» (متى ٢٣/٢٧).

ويتوَّجه بحديثه الى رئيس الكهنة الذي جادله في شأن يوم السبت ونظر اليه نظرة تُعرّيه من ثوب النفاق قائلاً: «يا مُرائي! إنما خلق السبت من أجل الإنسان، ولم يجعل الإنسان من أجل السبت» (مرقس ٢/٢٧ و ٢٨).

والمسيح الذي اختار لنفسه لقب إبن الانسان، هو الذي بارك العمل من أجل الخبز(٧). وجعل تيسير آلة العيش لجميع الناس أساس كل دين، ومظهر كل عبادة(٨) أما ثورة المسيح الدينية فتجلَّت بأبهى معانيها في هجومه اللاذع والصاعق على تجَّار الهيكل في اورشليم، فمع اقتراب عيد الفصح اليهودي، رأى المسيح في الهيكل باعة البقر والغنم والحمام والصيارفة جالسين على مناضدهم، فجدل سوطاً من حبالٍ وطردهم كلّهم من الهيكل مع الغنم والبقر، وبعثر نقود الصيارفة، وقلب مناضدهم وقال لباعة الحمام: «إرفعوا هذا من هنا، ولا تجعلوا من بيت (...) بيتاً للتجارة» (يوحنا ٢/١٣ لغاية ١٦ ضمنا. «بيتي بيت صلاة لجميع الأمم وأنتم جعلتموه مغارة لصوص» (مرقس ١١/ ١٧).

من ألوان الفضائل في حديقة الإمام عليّ (عليه السّلام)

إنَّ من يتخلَّق بأخلاق الرسول ـ كالإمام عليّ ـ لا بُدَّ أن تكون كُلَّ أقواله وأفعاله وأخلاقه مترعة بعامل الحُبِّ والحكمة والعدل والرحمة والإنسانية، والأجمل من كل ذلك هو أن هذه الافعال تزيَّنت بالعصمة. أي بُعدها عن الأخطاء صغيرها وكبيرها لأن أصحابها تَحمل في جنباتها روحاً ملائكية لا تحتمل الخطأ أو الانحراف. مُحاطةً بالعناية الإلهيّة، ومُثقلةً بالمناقب الخالدة.

المحبّة

يقول الإمام عليّ في وصيته لابنه الحسن ـ بعد انصرافه من معركة صفِّين ـ عن المحبّة وآداب التعامل مع الآخرين:« يا بُني، إجعل نفسك ميزاناً في ما بينك وبين غيرك فأحبب لغيرك ما تحبّ لنفسك، واكره له ما تكره لها. ولا تَظلُم كما لا تحبّ أن تُظلَم، وأحسن كما تحبّ أن يُحسن اليك» (٩).

وفي الخطبة عينها: يتابع الإمام نصائحه لابنه حاثّا إيّاه على محبّة النّاس في كل الأحوال لأنهم إخوة له في الدنيا والدين، فيقول له بحكمة القائد الإنساني تجاه الرعية:« وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبّة لهم، واللطف بهم، ولا تكوننَّ عليّهم سبعاً ضارياً، تغتنم أكلهم فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخلق (اي بالإنسانية)» (١٠).

ولمّا كان عامل المحبّة هو الذي يُحرّْك نفسية الإمام ووجدانه وتصرفاته، فقد كان يدعو الى التصرف بحكمة وأخلاق وتقرب من الآخرين لتجنب جفائهم فيقول عن ذلك:« إحمل نفسك من أخيك عند صرمه (هجره) على الصلة. وعند صُدُودِهِ (إعراضه) على اللطف والمقاربة، وعند جموده (بخله) على البذل، وعند تباعده على الدنو وعند شدته على اللين، وعند جرمه على القدر، حتى كأنك له عبد وكأنه ذو نعمة عليّك » (١١) .

وكم كان فرح الرسول عظيماً وعارماً في جدلية الحبّ بين الإمام والفقراء فمنحه لذلك وساماً إلهيًا يقول له فيه: « أنَّ الله قد زينك بأحبّ زينة لديه، ووهب لك حُبَّ المُستضعفين، فجعلك ترضى بهم أتباعاً، ويرضُون بك إماماً» (١٢).

كما كانت علاقة الحبّ جدلية بين الله والرسول والإمام فعليّ كان مخلصاً، والله يُحبْ المخلصين، وكان مُجاهداً والله يحبُّ المُجاهدين، وكان زاهداً والله يحبُّ الزاهدين، وهذا معنى يحبُّ الله ورسوله وَيُحبّه الله ورسوله، والنتيجة أن هذا الحبّ المُتبادل يجعله كرّاراً غير فرّار، لأن الإنسان الذي يفرُّ إنمَّا هو الإنسان الذي يخاف على نفسه من الموت، والذي يحبُّ الله ورسوله (أي الإمام ) ويبيع نفسه لله ولرسوله، اذا عرف أن الطريق التي يسير فيها هي طريق الله ورسوله (١٣).

ومن حبّ الإمام للفقراء والمحتاجين هو أنَّه كان يسقي بيده نخيل يهود المدينة حتى تمجل (تبقبق) يده فيتناول إجرته فيهبها لأهل الفاقة والعوز، ويشتري بها الأرقّاء ويحررهم في المال (١٤).

المسامحة والغفران:

على الرغم من الحروب والنكبات التي واكبته، منذ طفولته، وحتى خلافته وما كان ذلك يستدعي من قساوة قلبٍ، وعنف في التصر

ووفد عليّه رجل مع ابنه وحلاَّ ضيفين عنده فأمر لهما بطعام وبعد الفراغ من تناولهما له بادر الإمام، فأخذ إبريقاً ليغسل يد الأب، ففزع الرجل وقال: كيف يراني الله وأنت تصبُّ الماء على يدي؟ فأجابه الإمام برفق ولطف: إن الله يراني أخاك الذي لا يتميز منك، ولا يتفضَّل عنك ويزيدني منزلة في الجنة.

وانصاع، الرجل إلى كلام الإمام، فمدّ يده وصبّ عليّها الماء ولما فرغ ناول الإبريق إلى ولده مُحمّد بن الحنفية وقال له: لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببتُ الماء على يده ولكن الله يأبى أن يسوَّي بين الابن وأبيه. وانبرى محمد فغسلَّ يد الولد (٢٢) .

ولما قدم من حرب الجمل، اجتاز المدائن، فهرع أهلها لاستقباله وعلت زغردة النساء فذهل الإمام وسألهم عن ذلك فقالوا له: أن نستقبل ملوكنا بمثل هذا، فقال لهم بما مضمونه إنّه ليس ملكاً، وانّما هو كبقية المواطنين. لا ميزة له عليّهم سوى أنه يقيم الحقّ والعدل في البلاد (٢٣).

وكان الإمام يحمل في ملحفه تمراً قد اشتراه فقالو له: ألا نحمله عنك؟ فقال ببساطة العظيم « أبو العيال أحقُّ بحمله» (٢٤).

خصائص الإمام ومناقبه، عظيمة ما بعدها عظمة، ومنها تقشّفه وزهده وهو القائل:« ليس الزهد أن لا تملك شيئاً إنما الزهد أن لا يملكك شيء».

الزهد:

ويروي حبر الأمة عبد الله بن عباس عن زهد الإمام في الحُكم وبهرجات الدنيا فيقول:« دخلتُ على أمير المؤمنين، وهو خليفة، فوجدته يصلح نعله، فقلت: ماذا تصنع؟ دعنا من هذا، فلم يكلّمني، حتى فرغ، ثم ضمَّهما، وقال: قوّمهما قلت، لا قيمة لهما، قال: قومّهما على ذلك قلت كسر درهم » قال:« والله لهي أحبُّ إلي من أمرِكُم هذا إلاّ أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً» ويعلّق العلاّمة مغنية على ذلك الموقف العظيم بالقول: «من كانت الدنيا عنده لا تساوي شسع نعله، فما أحراه وأولاه بالخلافة، بل ما أولى بأن تكون الدنيا بكاملها حذاءً لرجله»(٢٥).

كان الإمام t، لزهده لا يهتم بأطايب الأكل وفاخر اللباس وكان يقول: «والله لقد رُقعتُّ مدرعتي (ثوب من الصوف) حتى استحيتُ من راقعها (إبنه الحسن). ولقد قال لي قائل:« ألا تنبذها عنك؟». فقلت «أغرب عنّي، فعند الصباح يحمد القوم السُرى» (٢٦) وفي إحدى الليالي قال لتلميذه وصديقه نوفُ البكائي وهو ينظر الى النجوم، ويتأمل ملكوت السماوات مُتأسيّاً بالسيّد المسيح:« ـ يا نوف طوبى (اي لهم الحسنى والخير) للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، أولئك اتخذوا الأرض بساطاً، وترابها فراشاً، وماءها طيباً، والقرآن شعاراً، والدعاء دثاراً، ثم قرضوا (تخلوا عن) الدنيا قرضاً على منهاج المسيح» (٢٧).

وعظمة الزهد في الدنيا عند الإمام t،هي أن الله يُبصِّرك عوراتها (٢٨) لتتجنب عثراتها وأخطاءها، وأن افضل الزهد هو إخفاء الزهد (٢٩). ويرسم الإمام صورة جميلة للزاهد بقوله:« طوبى لمن ذّل في نفسه، وطاب كسبه وصلّحت سريرته، وحسنت خليقته، وأنفق من ماله، وأمسك الفضل من لسانه، وعزل عن الناس شرَّه، ووسعته السُنَةُ، ولم ينسب الى البدعة» (٣٠).

الحقّ:

الحقّ عند الإمام من المسلّمات المقدّسة التي لا يمكن تجاوزها مهما كانت المسببات والمغريات، فقد أشاروا عليّه باستعمال معاوية على الشام إتقاء لشره، ومشاغبته فأبى قائلاً:« لم يكن الله ليراني اتخذّ المُضلّين عضداً» (٣١).

ونسمع الرسول w، يمدحه لعلاقته الجدلية الحميمة بالحقّ الذي خالط روحه ودمه قائلاً:« الحقُّ مع عليّ وعليّ مع الحقّ يدور الحق معه كيفما دار(٣٢) ».

واعترف الخليفة عمر بن الخطاب باستقامة عليّ ومنهجه في الحقّ فقال له:« والله لأن وليتهم لتحملنّهم على الحقّ الواضح والمحجّة البيضاء (٣٣).

وعندما استلم الإمام شؤون الخلافة، خاطب الرعية، مُبيِّناً الحقوق والواجبات على الراعي والرعية فقال:« أيها الناس إن لي عليكم حقّاً ولكم عليّ حقّ، فأما حقّكم عليّ فالنصيحة ـ أي الاخلاص ـ وتوفير فيئكم، وتعليمكم كيلا تجهلوا، وتأديبكم كيما تعلموا وأما حقيِّ عليكم فالوفاء بالبيعة، والنصيحة في المشهد والمغيب، والإجابة حين أدعوكم، والطاعة حين آمركم » (٣٤).

ويُميِّز الإمام بين الحق والباطل مع الرجال بقوله:« لا يعرفُ الحقُ بالرجال، بل يعرفُ الرجالُ بالحق، أَعرفْ الحقّ تعرف أهله»، ويقول لأصحابه حاثاً اياهم على قول الحقّ، ولو على أنفُسهم وفي كل الحالات:« وعليّكم بكلمة الحق في الرضا والغضب، وبالعدل على الصديق والعدو» (٣٥).

وفي موقف يريد منه الإمام إعادة الحقِّ الى أصحابه أينما كان، يقول في خطبة له عقب البيعة:« أيها الناس. إنما أنا رجل منكم، لي ما لكم، وعليّ ما عليكم: إلاّ إنَّ كل قطيعة أقطعها عثمان، وكل ما أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال، فإنَّ الحقُّ لا يبطله شيء. ولو وجدته قد تزوج به النساء وفُرِّق في البلدان لرددته، فإن في العدل سعة، ومن جار عليه الحق فالجور عليه أضيق»(٣٦).

ولأنَّ الإمام كان صاحب حقّ ومبدأ، فقد كانت مشكلته في حياته هي مع الناس، فهو مع الحقّ، وكأن الناس يريدون منه أن يمزج الحقّ بالباطل، وكان يرفض ذلك ويقول:« ما ترك لي الحقُّ من صديق»، فعليّ كان التجسيد للحق، لا يتحرك خطوة نحو الباطل، ويرفض أن يحبَّه الناس على حساب المبادىء(٣٧).

لذلك كان يتألم ويخاطب نفسه في وحدته قائلاً:« لا يؤنسك إلاّ الحقّ ولا يوحشك الا الباطل» (٣٨) وإنّ الحقّ ثقيل مريْ، وأن الباطل خفيف وبيء (٣٩).

الحلف واليمين:

كان الإمام يطوف في أسواق الكوفة سُوقاً سُوقاً، والدُرّةُ على عاتقه يقف على أهل كل سوق وينادي« يا معشر التجَّار إتقوا الله عزَّ وجل، تبَّركوا بالسهولة، واقتربوا من المُبتاعين، وتزينوا بالحلم، وتناهوا عن اليمين وجانبوا الكذب» (٤٠).

وفي رواية ثانية أنه كان يركب بغلة رسول الله الشهباء بالكوفة ويأتي على أسواق اللحّامين والتّمارين والسّماكين والكناسة ... وينادي بأعلى صوته:« إن أسواقكم هذه يحضرها الايمان فشُوبُوا إيمانكم بالصدقة، وكفّوا عن الحلف، فإن الله عزَّ وجل لا يُقدِّس من حلف باسمه كاذباً» (٤١).

الإيثار:

عاش الإمام حياة فقر وتقشف منذ طفولته وحتى استشهاده، فلم يبن آجرة على آجرة. ولا لبنةٍ على لبنة، ولا قصبة على قصبة وإنّه أبى أن يسكن القصر الابيض الذي كان قصراً للولاة في الكوفة لئلا يرفع سكنه عن سكن اولئك الفقراء الكثيرين، الذين يقيمون في خصاصهم البائسة، ومن كلامه عن نمط وأسلوب عيشه يقول:« أأقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين، ولا أشاركهم مكاره الدهر» (٤٢)؟.

ومن معالم عظمته وسموه وإيثاره، هو تقديمه لقنبر خادمه على نفسه في لباسه وطعامه. فقد اشترى ثوبين أحدهما بثلاثة دراهم، والآخر بدرهمين، وأعطى الثوب الذي قيمته ثلاثة دراهم لقنبر فقال له: أنت أولى يا أمير المؤمنين. أنت تصعد المنبر وتخطب فأجابه الإمام: أنت شاب، ولك شرخ الشباب، وأنا استحيي من ربيّ أن أتفضّل عليّك «(٤٣) وكان أعظم إيثار عند الإمام هو إيثاره سلامة الرسول w، على سلامته الشخصية، معرِّضاً حياته للقتل وذلك عندما أرادت قريش قتل الرسول w، فأمر الله نبيّه بالخروج من مكّة الى المدينة. طلب النبيّ w، يومها من الإمام المبيت في فراشه فرضي الإمام بفرح وشجاعة بعدما اطمأن على سلامة الرسول الشخصية في مسيرته القسرية نحو المدينة» (٤٤).

الغد:

عند الإمام أنَّ الله هو الرازق، وما على الانسان إلاّ أن يسعى ويعمل ولا يحمل همَّ الغد في يومه، ويخفّف عن الناس مؤونة همّ الغد بقوله:« يا ابن آدم، لا تحمل همّ يومك الذي لم يأتك على يومك الذي قد أتاك، فإنه أن يكُ من عمرك يأت الله فيه برزقك » (٤٥).

ويُهوِّن أمر الغد على الإنسان بالرزق قائلاً:« يا ابن آدم الرزق رزقان، رزقٌ تطلبهُ، ورزقٌ يطلبك، فإن لم تأته أتاك. فلا تحمل همَّ سنتك على همّ يومك، كفاك كلّ يوم ما فيه، فإن تكن السنة من عمرك، فإن الله تعالى سيؤتيك في كل غد جديد ما قسم لك، وإن لم تكن السنة من عمرك، فما تصنع بالهّم لما ليس لك، ولن يسبقك الى رزقك طالبٌ، ولن يغلبك عليّه غالبٌ، ولن يبطىء عنك ما قد قُدِّر لك »(٤٦).

الرفق بالخطاة:

كما حدث للسيد المسيح t، بشأن الزانية حدث مع الإمام عليّ t، فقد أقرّت امرأة بالزنى أمام الإمام عليّ، فنادى أن يأتي الناس في الغد لإقامة الحدّ عليّها، وأن يصطحبوا معهم أحجارهم. واجتمع الناس في الغد فخاطبهم الإمام قائلاً:« من كان عليه مثلما على هذه المرأة فلا يُقيمنّ عليّها الحد». فانصرف الناس كلُّهم الا عليّ والحسن والحسين. تماماً كما انصرف الناس إلا عيسى والحواريون من أصحابه (٤٧).

كان الإمام كلُّه عدل وإنصاف ورحمة، واحتكام الى المنطق والوجدان لا القانون الجاف الخالي من الروح. فقد أتى عمر بن الخطاب في خلافته بإمرأة جهدها العطش، فمرَّت على راعٍ فاستسقت، فأبى الراعي أن يسقيها إلا أن تمكنه من نفسها ففعلت. شاور عمر الناس في رجمها فقال عليّ t، هذه مُضطرّة أرى أن يُخلى سبيلها ففعل (٤٨).

 

 

 

الهوامش:

خالد محمد خالد ـ «معا على الطريق» ــ «محمد والمسيح» ــ دار الكتب الحديثة، طبعة ثالثة ١٩٦٥ صفحة ١٥٩.

علي بن أبي طالب، «نهج البلاغة»، دار المرتضى بيروت طبعة اولى ٢٠٠٣ الجزء الثاني . صفحة ٢٧٢.

محمد جواد مغنية، «صفحات لوقت الفراغ» ، دار الكتاب الاسلامي، بيروت طبعة ١٩٧٩، صفحة ١٥٢ .

ميشال عويط، «رفع المتواضعين» ، الانسان في ابعاده ومؤهلاته طبعة اولى ٢٠٠٤ صفحة ٤٦.

جورج جرداق، «الامام علي» ، مصدر سابق الجزء الاول صفحة ٩٨ (٣) الصفحة نفسها.

المصدر نفسه، الصفحة نفسها.

وهذا ما عناه الرسول العربي، في تقييمه للخبز اجتماعيا ودينيا عندما قال:«اللهم بارك لنا في الخبز ولا تفرق بيننا وبينه، فلولا الخبز ما صمنا ولا صلينا ولا أدّينا فرائض ربنا» . وهذا ما عناه الرسول العربي، في تقييمه للخبز اجتماعيا ودينيا عندماا قال:«اللهم بارك لنا في الخبز ولا تفرق بيننا وبينه، فلولا الخبز ما صمنا ولا صلينا ولا أدّينا فرائض ربنا» .

جورج جرداق، «الامام علي صوت العدالة الانسانية» ، مصدر سابق ج١ صفحة ٩٩.

علي بن ابي طالب، «نهج البلاغة» ، دار المرتضى، بيروت، طبعة اولى ٢٠٠٣ الجزء الثالث ، صفحة ٥١٥ .

المصدر نفسه، الجزء الثالث صفحة ٥٢٦ .

علي بن ابي طالب، «نهج البلاغة» . مصدر سابق الجزء الثالث ص ٥٢٦.

جورج جرداق، «الامام علي» . مصدر سابق الجزء الثاني صفحة ٧٧٧.

محمد حسين فضل الله، «معدن الرسالة» . مصدر سابق . صفحة ٧٧ .

جورج جرداق. مصدر سابق ، الجزء الاول ، صفحة ٧٦.

محمد جواد مغنية، «موسوعة الامام علي كتاب علي والعقل» ، مصدر سابق . صفحة ١٤٣.

المصدر نفسه صفحة ١٤٢ ١٤٣.

محمد حسين فضل الله، «معدن الرسالة» ، مصدر سابق . صفحة ٨٥ .

خليل ياسين، «الامام علي رسالة وعدالة» . مصدر سابق ، صفحة ٨٥.

المصدر نفسه ، صفحة ٨٥ و ٨٦ .

عبد الرحمن الشرقاوي، مقالة بعنوان «الدنيا عند علي هي الدين والدين هو الدنيا» ، نقلا عن موسوعة «الامام علي» ، كتاب «فضائل الامام علي» . مصدر سابق . صفحة .٥٨٤

مجموعة مؤلفين. الامام علي وقصة عيد الغدير، دار المرتضى . بيروت طبعة اولى ٢٠٠٥ صفحة ١٥٦ .

باقر شريف القرشي، «اخلاق النبي واهل بيته» . مصدر سابق . صفحة ٥٠.

المصدر نفسه ، صفحة ٥١.

جورج جرداق ، «الامام علي»، مصدر سابق . الجزء الاول صفحة ٤٦٧.

مغنية ، «الشيعة والحاكمون» . مصدر سابق . صفحة ٢٣٤.

علي بن ابي طالب، «نهج البلاغة» . مصدر سابق . الجزء الثاني . صفحة ٢٧٤ ٢ « نهج البلاغة» ١/٦٤.

علي بن ابي طالب. «نهج البلاغة» مصدر سابق الجزء الرابع . صفة ٦٤٩

المصدر نفسه صفحة ٧٣٥

المصدر نفسه ، الصفحة نفسها.

المصدر نفسه صفحة ٦٥٦.

عبد الرحمن الشرقاوي . «علي امام المتقين». دار القارئ بيروت ط١ ٢٠٠٢ صفحة ٣١٨.

خليل ياسين. «الامام علي رسالة وعدالة» . مصدر سابق . صفحة ٢٨٠.

مغنية، «موسوعة الامام علي كتاب فضائل الامام علي» . مصدر سابق صفحة ٤٨٠.

مغنية، «موسوعة الامام علي»، كتاب «فضائل الامام علي». مصدر سابق صفحة ٣١٦ و٣٢٢.

جورج جرداق، مصدر سابق ج١ صفحة .٥٤٤

المصدر نفسه، ج١ صفحة ٥٦٨.

محمد حسين فضل الله . مصدر سابق . صفحة ٧٠.

جورج جرداق مصدر سابق ج١ . صفحة ٤٦٤ ونهج البلاغة ٢/٢٢٤.

علي بن ابي طالب ، «نهج البلاغة» ، مصدر سابق . الجزء الرابع . صفحة ٧٣٠.

«قبسات من الثقافة الادارية في نهج البلاغة». اعداد مركز نون للتأليف والترجمة، نشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافية، بيروت، طبعة اولى ٢٠