هي زينب

25/6/2018
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

 

بقلم شاعر المقاومة الشيخ إبراهيم البريدي

ذكرى تُعاودُ هذا القلبَ مُنكمِدَا

لِمَ التَّشفِّي وَمِنْ آلِ النبيِّ وَهُمْ

مَاذا دّهى مِنْ أُمّةٍ وصَلًتْ

أمْ أنّها عودةً للجاهليَّة أمْ

ما أعظمْ الهمَّ في الحوراءِ حين رأتْ

ماذا تقولُ وغَصَات تعاودُها

تُخفي أنيناً لو انَّ الصخْرَ يسمعُهُ

كأنّما جَرّعتها الأرضُ ما عصَرتُ

ترنَحتْ ورباطُ القيدِ يُجْهِدُها

تمشي الأسيرةُ في خطوٍ مُدَافعةً

تُسَاقُ والأدمعُ الحمراءُ تُحرِقُها

أمّا هناك فَمَا لانتْ وما ضَعُفَتْ

ولم ترفَّ لها جفنٌ لسلطتِهِ

هناك رَغْمَ جنون الظُلمِ، راحتُها

فالسَّائرونَ براياتِ الوفا وجدوا

لَنْ تُسبى بنتُ رسول الله ثانيةً

نحن الملبُّون إن نادتْ لنُصرَتِها

والرافعون لواء الحقِّ رايتَنا

حيرانَ ينشدُ مِنْ تَذكارِها الرَشَدَا

أَمَانَة الوَحْي وافَوا للأنامِ هُدَى

نُورَ اليقينِ فَمَالَتْ عنه مُعْتَقدَا

تبدْلوا دينَهم واستنكفوا حَسَدَا؟

رأسَ الحسينِ بكفَ الشِّمرِ مُنفردا

هل يُرتَجى الخيرُ ممَّنْ ربَّه جَحَدا

يذوبُ مُنصهراً أو ينفري قِدَدَا

مرارةً فحَنَتْ من هولِها جَسَدا

فأَبكتِ القيدَ والأغلالَ والزَّرَدَا

وليس تَسمعُ إلا الشَتْم والنَّكَدَا

تَسْتَنْصِرُ الله ما استجْدَتْ بهم أحَدَا

أمامَ ظلم يزيدٍ أو جَنَتْ جَلَدَا

فصاحبُ الحقِّ سلطانٌ وإن جًلِدَا

دقَت لأجيال بيتٍ المصطفى وتَدَا

بموكبِ الحزنِ والآلام مُلتَحَدا

لو ضجَّ جيشُ أبي سفيانَ مُحتشَدا

والناشرونَ لآلِ البيتِ مُستَنَدا

والسائرون إلى إعلائه أبَدا