لماذا زيارة الإمام الحسين (ع)؟

22/1/2018
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

رئيس التحرير

لسائل أن يسأل عن سبب تعلّق المسلمين الشيعة وأخوانهم من المسلمين السُنّة من أهل الزهد والتصوف ومودتهم لأهل البيت النبويّ بشكل عام، وللإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب بشكل خاص بعد أربعة عشر قرناً من الزمن وإظهارهم لهذه المودة بالخطابة والكتابة والشعر والزيارة وإقامة الأفراح في ذكرى ولاداتهم والأحزان في ذكرى إستشهادهم بإطعام الطعام ومُساعدة الفقراء والأيتام والأرامل وغيرها من صدقات جارية تقرّباً إلى الله تعالى في هذه المناسبات. وما قضيّة الحسين في ذلك كله؟.

والجواب عن ذلك من خلال ما يلي:

أولاً: الآيات القرآنيّة والأحاديث النّبويّة الشريفة التي أوجبت على المسلمين مودتهم ومحبتهم وولايتهم والإقتداء بهم، منها: ما أخرجه محبِّ الدين الطبريّ في ذخائره:[]عن سعيد بن جبير (رضي الله عنه)، في قوله تعالى: قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىسورة الشورى، الآية 23، قال: هي قُربى رسول الله (ص)، أخرجه ابن السرى(1).

وأخرج أيضاً عن زيد بن أرقم قال:[] قام فينا رسول الله (ص)، خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثُمّ قال:]أيّها النّاس إِنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي عزّ وجل فأجيبه وإِني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهُدى والنور فتمسكوا بكتاب الله عزَّ وجل وخذوا به، وحثَّ فيه ورغّب فيه ثُمَّ قال: وأهل بيتي أذّكركم الله في أهل بيتي ثلاث مرات (2)].

وأخرج أيضاً عن إياس بن سلمة عن أبيه قال:[]قال رسول الله (ص):] النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي. أخرجه أبو عمرو الغفاري. وعن عليِّ (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله (ص):] النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض.

وأخرج أيضاً عن عُمر (رضي الله عنه):] أنّ النبيَّ (ص)، قال في كل خلوف (3) من أُمتي عدولٌ من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين وإنتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، ألا وإنّ أئمتكم وفدكم إلى الله عزَّ وجل فانظروا بمن توفدون. أخرجه الملا (4)].

وأخرج أيضاً عن عليٍّ (رضي الله عنه)، قال:[]قال رسول الله (ص):] مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تعلّق بها فاز ونجا ومن تخلّف عنها زُجَّ في النّار. أخرجه ابن السرى (5)].

هذا وإن أردنا ذكر الآيات القرآنيّة والأحاديث الشريفة الواردة في الصحاح الستة وكتب أهل السُنّة والجماعة في فضائل أهل البيت (ع)، ووجوب محبتهم ومودتهم وولايتهم وَحُرمة الإساءة إليهم وعداوتهم مشهورة ومتواترة ومستفيضة. لا نستطيع إيرادها في هذه العُجالة، وقد أفرد لها العلاّمة السيّد مرتضى الحسينيّ الفيروز آبادي موسوعة في ثلاثة مجلدات تحت عنوان فضائل الخمسة في الصحاح الستة فمن أراد المراجعة فليراجع.

نُصرة الصحابة للإمام الحسين (ع):

وكتبت تحت هذا العنوان في كتابي ]الديانة الخاتمة والتحديات الرّاهنة ما يلي:[]وأخرج الطبريّ في ذخائره :]عن أنس (رضي الله عنه): أنّ رسول الله (ص)، قال:] إنّ إبني هذا يعني الحسين، يُقتل بأرضٍ من العراق فمن أدركه منكم فلينصره. قال: فَقُتل أنس مع الحسين...(6).

كما استشهد بين يدي الحسين (ع)، غيره من الصحابة كان أبرزهم: حبيب بن مظاهر الأسدي، وأنس بن الحارث الكاهليّ، وَمُسلم بن عوسجة الأسدي، فيكون عددهم أربعة. وبالإمكان إضافة الصحابي الجليل سليمان بن صرد الخزاعيّ إليهم والذي كان في سجون إبن زياد، وبعد أن بلغه هلاك يزيد بن معاوية قام مع أصحابه بخلع أبواب السجن والخروج منه وتزّعم (رضي الله عنه)، حركة التوابين في الكوفة والعراق سنة 65 للهجرة أي بعد أربع سنوات من إستشهاد الحسين (ع)، طالباً الثأر من قتلة الحسين (ع)، وكذلك نستطيع أن نضمَّ إليهم الأحياء من الصحابة الّذين استنكروا على يزيد بن معاوية وولاته في الأمصار عملهم، وهم: 1ـ زيد بن أرقم الذي اعترض على ابن زياد في الكوفة. 2ـ جابر بن عبدالله الأنصاري وهو أوّل صحابيّ يزور الحسين (ع)، في يوم الأربعين. 3ـ سهيل بن سعد الساعدي. 4ـ عبدالله بن العباس. 5ـ عبدالله بن عُمر بن الخطاب. 6ـ أم المؤمنين السيدة أم سلمة وهي أوّل من نعى الحسين (ع)، لأهل المدينة وحدثتهم ما سمعته من رسول الله (ص)، بشأن الحسين (ع)، وإستشهاده بكربلاء في العراق(7)].

وأمّا باقي الشهداء بين يدي الحسين (ع)، فكانوا من التابعين وأعظمهم كان العباس بن عليِّ بن أبي طالب (رضي الله عنه وعنهم أجمعين).

رثاء أهل السُنّة والجماعة للإمام الحسين (ع)، وتأثرهم به

وأمّا الكلام حول ما نظم أهل السُنّة والجماعة في ملحمة كربلاء والإمام الحسين (ع)، خلال أربعة عشر قرناً وتأثرهم به وتصنيفهم في ذلك فيحتاج جمعه إلى عدّة مجلدات منها ما قاله الإمام محمد بن إدريس الشافعي راثياً ونادباً الإمام الحسين (ع) بقوله:

[]تـأوَّبَ همّي والفـؤادُ كئيبُ

وأرَّق نومي والرقـادُ غَريبُ

فمن مُبلِّغ عني الحُسينَ رسـالةً

وإن كرهتهــا أنفسٌ وقُلوبُ

قَتيلٌ بـلا جُرمٍ كــأن قميصهُ

صبيغٌ بمَاءِ الأرجوانِ خَضيبُ

وللسيف أعــوالٌ وللرمحَ رنةٌ

وللخيل من بعد الصهيلِ نَحيبُ

تَـزلزلـت الــدُنيا لآل مُحمَّدٍ

وكادت لهم صُمُ الجبـالِ تذوبُ

وغَارت نُجومٌ واقشعرّت كَواكبٌ

وَهُتك أستــارٍ وشـق جيوبُ

يُصلى على المبعوثِ من آل هاشم

وَيُغـزى بنوه إن ذا لعجيـبُ

لئن كــان ذنبـي حُبُّ آل مُحمَّد

فذلــك ذنبٌ لست عنه أتوبُ

هُمُ شفعـائي يوم حشري وموقفي

إذا ما بدت للنّاظرين خُطوبُ..(8)].

أمّا تأثر أئمة المذاهب الأخرى بقضيّة الحسين(ع)، كالإمام أبي حنيفة والإمام مالك بن أنس فكان بنصرتهما لثورة الإمام الشهيد زيد بن عليِّ بن الحسين(ع)، بالفتوى والمال لأنّه سار على هَدي جده الحسين (ع)، في ثورته ضدَّ هشام بن عبد الملك بن مروان. وأَمّا الإمام أحمد بن حنبل في مُسنده فقد أخرج الأحاديث الصحيحة في فضائل أهل البيت ما لم يخرجه أصحاب الصحاح الآخرين وقد تكلّم العلاّمة الشيخ أسد حيدر في كتابه ]الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، عن ذلك بالتفصيل.

ولشاعر العراق الكبير حسن بن عبد الباقي بن أبي بكر الموصلي المتوفى سنة 1157هـ. الموافق لسنة 1744م. قصيدتان قالهما بعد قيامه سنة 1143هـ. بزيارة النّجف الأشرف وكربلاء أوردتهما مجلة ]الموسم الصادرة في امستردام هولندا في العدد (12) الصادر عام 1991م ـ 1412هـ. منها ما قاله في زيارته للحسين (ع):

[] حبذا السير يوم قطع الفيافي

ما أحيلا الوداع عند الفراق

وأمامي الإمام نجل عليّ

فَخرُ آل البتول يوم السباق

لم تلد بعد جدّه وأبيه

أُمّهات بسائر الآفاق

بسناء الحسين يا حبذا الخلق

ويا حسن أحسن الأخلاق

أي أُمّ تكونُ فاطمة الزهراء

أو والدٌ على الحوض ساقي

أي جدّ يكون أفضلَ خلق الله

والمجتبى على الإطلاق

هل علمتم بما أهيم جنوناً

ولماذا تأسفي واحترافي

يوم قتل الحسين كيف استقرت

هذه الأرض بل وسبع الطباق

أيّها الأرض هل بقى لَكِ عينٌ

ودماء الحسين بالإهراق

كيف لا تنسفُ الشوامخ نسفاً

ويحنُّ الوجود للإمحاق

أغرق الله آل فرعون لكن

لم يكن عندهم كهذا النفاق(9)].

إلى آخر أبيات هذه القصيدة التي بلغت اثنتين وستين بيتاً وهي تُعبِّر عن شعور وعواطف أهل السُنَّة والجماعة نحو الإمام الحسين (ع)، وأهل البيت (ع).

وأمّا الأعيان والأدباء والعلماء في عصر النهضة العربيّة في القرنين التاسع عشر والعشرين فكانوا يترجمون ما قاله الإمام الشافعيّ والسلف الصالح من هذه الأُمّة في الحسين (ع)، وملحمة كربلاء بأسلوب علميِّ حديثٍ وفَهمٍ ثوري ضدَّ الإستعمار حيث قال الأديب المصري إبراهيم عبد القادر المازني:[]لا يزال مصرع الحسين بعد أربعة عشر قرناً يهزُّ العالم الإسلاميّ هزاً عنيفاً ولست أعرف في تاريخ الأمم قاطبة حادثة مفردة كان لها هذا الأثر العميق على الزمن في مصائر دول عظيمة وشعوب شتى(10)].

ويقول الأديب المصري الكبير عباس محمود العقاد في كتابه ]ابو الشهداء عن كربلاء :]عُرفت قديماً بإسم كور بابل ثُمَّ صحفت إلى كربلاء، فجعلها التصحيف عُرضة لتصحيف آخر يجمع بين الكرب والبلاء، كما وسمها بعض الشعراء. إلى أن قال:] فلعلَّ الزمن كان خليقاً أن يَعبُر بها سنة بعد سنة، وعصراً بعد عصر دون أن يسمع لها إسم، أو يَحسُّ لها بوجود... وشاءت المصادفات أن يُساق لها رَكبُ الحسين بعد أن حِيلَ بينه وبين كل جهة أخرى، فاقترن تاريخها منذ ذلك اليوم بتاريخ الإسلام كله ومن حقه أن يقترن بتاريخ بني الإنسان حيثما عرفت لهذا الإنسان فضيلة تستحق بها التنويه والتخليد.

فهي اليوم حرم يزوره المسلمون للعبرة والذكرى، ويزوره غير المسلمين للنظر والمشاهدة، ولكنها لو أُعطيت حقها من التنويه والتخليد، لحقَّ لها أن تُصبح مزاراً لكل آدمي يعرف لبني نوعه نصيباً من القداسة. وحظاً من الفضيلة. لأننا لا نذكر بقعة من بقاع هذه الأرض يقترن إسمها بجملة من الفضائل والمناقب أسمى وألزم لنوع الإنسان من تلك التي اقترنت بإسم كربلاء بعد مصرع الحسين فيها(11)].

ويقول الإمام الأكبر الدكتور الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الراحل q، في مقدّمة كتابه ]سيّدنا زين العابدين:[]وهذه الجماعة هم اليهود الّذين رسموا لإفساد الإنسانيّة منهجاً أخذوا في تنفيذه عن طريق وسائل الإعلام ودور النشر، وعن طريق المسرح والسينما، وعن طريق كل كاتب مأجور، وكل كاتب مُغفّل، بل لقد وصل الأمر باليهود إلى درجة أن رسموا في تخطيطهم الإستيلاء على كراسي علم النفس وعلم الإجتماع في جامعات أوروبا وأمريكا، وذلك ليفسدوا، عن طريق هذين العلمين، على النّاس عقائدهم وأخلاقهم(12)].

وبعد أن أخرج بعض الأحاديث عن رسول الله (ص)، في فضل الحسن والحسين وأمهما ووالدهما ومنها قول رسول الله (ص):] حُسين مني وأنا من حُسين، أحبَّ الله من أحبَّ حسيناً، حُسين سبط من الأسباط(13)، قال:] لقد خاض سيّدنا الحسين معركة ضد الباطل، واستشهد فيها، وسفكت دماء كثيرين ممن معه، وأُسر الباقون، وسيق آل البيت أسرى، ولم يبق من الذكور من نسل الحسين (رضي الله عنه) ـ بعد هذه المعركة ـ إلاّ عليٌّ بن الحسين (رضي الله عنه) (14)].

ثُمَّ تكلّم عن الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين o، وجهاده في إيصال رسالة وصوت والده إلى جميع النّاس من خلال سيرته وهديه وكلماته وتذكيره للنّاس دائماً بهدي آبائه الطاهرين من خلال المصنّفات المأثورة عنه وأهمها: الصحيفة السجاديّة ورسالة الحقوق وغيرها.

والحديث في هذا الباب يحتاج إلى تصنيف أطروحة خاصة بذلك. وخير ما نختم به كلامنا عن إحترام وتقدير وتقديس أهل السُنَّة والجماعة للإمام الحسين ولكربلاء في القرن العشرين ولاعتبار كربلاء كهفاً ومرجعاً للأحرار، ما جاء في كتاب الإمام الحسين (ع)، للعلاّمة الشيخ عبدالله العلايلي حيث جاء في شعره:

[] فيا كربلاء. كهف الإباءِ مُجسّماً

ويا كربلاء. كهفَ البُطولة والعُلا

ويا كربلا. وقد حُزتِ نفساً نبيلةً

وصُيِّرت بعد اليوم رمزاً إلى السما

ويا كربلا. قد صرتِ قبلة كل ذي

نفس تصاغر دون مبدئِها الدُّنا

ويا كربلا. قد حُزت مجداً مُوئلاً

وحُزت فخاراً ينقضي دون المَدى

فخارٌ لعمري سطرَّته ضحيّة

فكان لمعنى المجدِ أعظم مًجتلى

فللمُسلم الأسمى شِعارٌ مقدَّس

هما قبلتان للصَّلاة وللإبا

فأكرم ببيت كان للنّاس شِرعةً

ومنبثقاً من خُطة النبل والفدى

فداءٌ لعمري ظلَّ تمثال نُهية

يقدِّسه الرُّواد من كل مُنتحى

يطوفون في أرجائه بقداسة

كأنَّ لها وحيّاً إلى النفس والنهى

كذلك سرُّ الكبرياءِ إذا سمت

وذلك سر العبقريِّ إذا انتضى...(15)].

كما للعلاّمة العلايلي قصيدة أخرى تحت عنوان ]دمعة سُني على الحسين من اثنين وعشرين بيتاً في كتابه الآنف الذكر، وهي من عيون الشعر العربيّ الذي قيل في رثاء الحسين (ع).

خاتمة الكلام

وخاتمة الكلام إنَّ ما يقوم به الشيعة الإماميّة الإثني عشرية المعروفة بالشيعة الجعفريّة وإخوانهم من الشيعة الزيديّة في اليمن والشيعة الإسماعيليّة البهرة في الهند والباكستان من زيارات لرسول الله وللأئمة الهُداة الميامين من آل بيته الطاهرين في المدينة المنوّرة وفي العراق وفي إيران لمقام الإمام الثامن من أهل البيت (ع)، الإمام عليِّ بن موسى الرضا o، ومن شعائر للحزن والعزاء في أيام عاشوراء من شهر محرّم كلّ عام وزيارة الأربعين في العشرين من شهر صفر كلَّ عام للإمام الحسين (ع)، وفي الثامن والعشرين من صفر كل عام في ذكرى وفاة رسول الله (ص)، حتى تجاوزت أعداد الزائرين في عام 1439هـ الموافق لعام 2017م. العشرين مليوناً ليس ببدعة أو ضلالة بل هو طريقُ لطلب الحرية والكرامة بل هو الحبِّ والمودة لله تعالى ولرسوله ولأهل بيته الأطهار. ورفع راية الحسين (ع)، في جميع ما تقدم هو الحرية والعزِّة والكرامة والوحدة الإسلاميّة إقتداءً بصحابة رسول الله والتابعين لهم بإحسان الّذين استشهدوا تحت راية الحسين في كربلاء. بل هو طريق لتحرير الشعوب. واستنقاذها من الظلم والظالمين. حيث قال محرر وقائد جمهوريّة باكستان الإسلاميّة مُحمّد علي جناح: []من ثورة الحسين استلهمنا الدروس في النضال والصمود والتضحيّة... ففزنا بالنصر، وكان الله في عوننا.

ولما قاله الرئيس العربيّ الكبير جمال عبد الناصر في افتتاحه للضريح الجديد المرسل من مُسلمي الهند إلى مقام رأس سيّدنا الحسين (ع)، في القاهرة حيث كان الرئيس في مقدّمة الّذين أزاحوا الستار عن الشباك الذهبيّ الجديد فخاطب عبد الناصر المُحتفلين بقوله:] السلام عليك أيّها القائد العظيم الذي أعلن أوّل ثورة في الإسلام ضدَّ المتسلطين على رقاب الشعوب المظلومة (16)].

وبعد، كما أنَّ الإقتداء والسير على نهج الإمام الحسين وجدّه وأبيه وأُمّه وأخيه والأئمة الطاهرين من بنيه فيهما العزّة والحرية في الدُّنيا، فيهما الكرامة والقُربى إلى الله تعالى وإلى رسوله مُحمّد(ص)، في الآخرة مصداقاً لأحاديث كثيرة وردت عن أئمة أهل البيت (ع)، منها:

ما أخرجه ابن قولويه القُميّ في كتابه ]كامل الزيارات بإسنادْ عن الحسن بن الحكم النخعيّ، عن رجل قال:[]سمعت أمير المؤمنين ، وهو يقول في الرحبة(17)، وهو يتلو هذه الآية:[فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ{ سورة الدخان، 29. وخرج عليه الحسين من بعض أبواب المسجد، فقال: أمَّا إنّ هذا سيُقتل وتبكي عليه السماء والأرض(18)]. أي سوف يبكي ويحزن عليه أهل السماء والأرض عند إستشهاده.

كما أخرج ابن قولويه القمي أيضاً في كتابه الآنف الذكر بإسناده عن أبي أُسامة قال:[] سمعت أبا عبدالله جعفر الصادق ، يقول: من أراد أن يكون في جوار نبيّه (ص)، وجوار عليِّ وفاطمة فلا يدع زيارة الحسين بن عليٍّ (19)].

وكما أخرج ابن قولويه القُمي أيضاً في كتابه الآنف الذكر بإسناده عن عبدالله الطحّان، عن أبي عبدالله جعفر الصادق (ع)، قال:[] سمعته وهو يقول: ما من أحد يوم القيامة إلا وهو يتمنى أنّه من زوار الحسين، لما يرى ممّا يُصنعُ بزوار الحسين ، من كرامتهم على الله تعالى(20)].

 

 

الهوامش:

(1) ] ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى » لمُحبّ الدين الطبريّ، ص 9 ـ دار المعرفة، بيروت، 1974م.

(2) نفس المصدر، ص 16.

(3) خلوف: جمع خلف أي في كل جيل من أجيال الأُمّة الإسلاميّة.

(4) نفس المصدر، ص 17.

(5) نفس المصدر، ص 146.

(6) ]الديانة الخاتمة والتحديات الرّاهنة»، للقاضي عمرو، ص 314 ـ 315 بتصرف.

(7) نفس المصدر، ص 316.

(8) مجلة « الموسم» الصادرة في امستردام هولندا، العدد 12 ـ 1991م - 1412هـ.

(9) نفس المصدر.

(10) ]المجالس الحُسينيّة» للعلاّمة الشيخ محمد جواد مغنية. دار التيار الجديد ـ بيروت، ص 43 ـ 44.

(11) ] سيّدنا زين العابدين» للدكتور عبد الحليم محمود، ص 5 ـ 6، دار الإسلام ـ القاهرة.

(12) نفس المصدر، ص 14.

(13) نفس المصدر، ص 15.

(14) ]الإمام الحسين» للعلاّمة الشيخ عبدالله العلايلي، ص 108 ـ 109.

(15) ] شعائر عاشوراء عند الشيعة الإماميّة» للقاضي عمرو، ص 180 ـ 181.

(16) الرحبة هي: مكان في الكوفة قرب جامعها الأعظم، كان النّاس يلتقون ويجتمعون به وكان أمير المؤمنين الإمام عليِّ بن أبي طالب (ع)، يلتقي به أحياناً مع النّاس.

(17) ]كامل الزيارة» لإبن قولويه القُميّ ـ دار المرتضى ـ بيروت، ص 87.

(18) نفس المصدر.

(19) نفس المصدر، ص 133.

(20) نفس المصدر، ص 131.