العلاّمة سبط بن الجوزي يؤرخ للحجّة المهديّ المُنتظر (عج)

15/4/2016
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

إعداد هيئة التحرير

قال العلاّمة سبط بن الجوزي تحت عنوان: فصل في ذكر الحجّة المهديّ [« هو: مُحمّد بن الحسن بن عليّ بن مُحمّد بن عليّ بن موسى الرضا بن جعفر بن مُحمّد بن عليّ بن الحسين بن عليِّ بن ابي طالب i. وكنيته أبو عبدالله وأبو القاسم وهو الخلف الحجّة صاحب الزمان، القائم والمُنتظر، والتالي، وهو آخر الأئمة أنبأنا عبد العزيز بن محمود بن البّزاز عن ابن عمر قال: قال رسول الله w، يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي وكنيته ككنيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً. فذلك هو المهدي، وهذا حديث مشهور.

وقد أخرج أبو داود والزهري عن عليّ بمعناه وفيه لو لم يبق من الدهر إلا يوم واحد لبعث الله من اهل بيتي من يملأ الأرض عدلاً، وذكره في روايات كثيرة ويقال له ذو الإسمين محمد وأبو القاسم قالوا: أُمه أم ولد يقال لها صقيل.

وقال السدي يجتمع المهديّ وعيسى بن مريم فيجيء وقت الصلاة فيقول المهديّ لعيسى تقدم فيقول عيسى أنت أولى بالصلاة فيصلي عيسى وراءه مأموماً.

قلت فلو صلى المهديّ خلف عيسى لم يجز لوجهين أحدهما لأنّه خرج عن الإمامة بصلاته مأموماً فيصير تبعاً، والثاني لأنّ النبيّ w، قال لا نبيّ بعدي وقد نسخ جميع الشرائع فلو صلّى عيسى بالمهديّ لتدنس وجه لا نبيّ بعدي بغبار الشبهة.

وعامة الإماميّة على أن الخلف الحجّة موجود وأنّه حي يُرزق ويحتجون على حياته بأدلة منها أن جماعة طالت أعمارهم كالخضر والياس فإنّه لا يدري كم لهما من السنين وأنهما يجتمعان كل سنة فيأخذ هذا من شعر هذا وهذا من شعر هذا.

وفي التوراة أن ذا القرنين عاش ثلاثة آلاف سنة والمسلمون يقولون الفاً وخمسمائة.

وقال محمد بن اسحاق عاش عوج بن عناق ثلاثة آلاف سنة وستمائة سنة وُلِدَ في حجر آدمَ وعُناق أمه وقتله موسى بن عمران وأبوه سيحان وعاش الضّحاك وهو بيورسب ألف سنة وكذلك طهمورث.

وأمّا من الأنبياء فخلق كثير بلغوا الألف وزادوا عليها كآدم، ونوح وشيث ونحوهم وعاش قينان تسعمائة سنة وعاش مهلائيل ثمانمائة وعاش نفيل بن عبد الله سبعمائة سنة وعاش سُطيح الكاهن واسمه ربيعة بن عمرو ستمائة سنة وعاش عامر بن الضرب خمسمائة وكان حاكم العرب وكذا تيم الله بن ثعلبه وكذا سام بن نوح وعاش الحرث بن مضاض الجرهمي أربعمائة سنة وهو القائل (كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا) وكذا ارفخشد وعاش قس بن ساعدة ثلاثمائة وثمانين سنة وعاش كعب بن جمجمة الدوسي ثلاثمائة وتسعين سنة وعاش سلمان الفارسي مائتين وخمسين سنة وقيل ثلاثمائة في خلق يطول ذكرهم»].

ثُمّ استشهد ابن الجوزي q بقصيدة أبو الفضل يحيى بن سلامة الخصفكي المشهورة والمؤلفة من أربعين بيتاً من الشعر والتي جمع بها فضائل الأئمة الاثني عشر i، والتي جاء بها:

[« حيدرة والحسنان بعده

ثم عليٌّ وابنه مُحمّدُ

جعفر الصادق وابن جعفر

موسى ويتلوه علي السيد

اعني الرضا ثم ابنه مُحمّدٌ

ثُمّ عليّ وابنه المسددُ

الحسنُ التالي ويتلو تلوه

مُحمّد بن الحسن المفتقدُ

فإنّهم أئمتي وسادتي

وان لحاني مَعشرٌ وَفندوا

أئمة أكرم بهم أئمة

اسماؤهم مَسطورةٌ تطردُ

هم حجج الله على عباده

وهم إليه مَنهجٌ مقصدُ (3)»]

 

 

الهوامش:

(1) جاء في كتاب «الفوائد البهية في تراجم الحنفيّة» ص 230، ترجمة مفصلة عنه قال: تفقه وبرع وسمع من جده لأمه ابن الجوزي، وكان بتربيته في صغره حنبلياً ثُمّ رحل إلى الموصل ودمشق وتفقه على جمال الدين محمود الحصيري فصار حنفياً. وكان عالماً فقيهاً واعظاً حسن المجالسة، مليح المحاورة، فارساً في البحث مُفرطاً في الذكاء له تصانيف، منها «شرح الجامع الكبير»، وكتاب «إيثار الإنصاف» و «تفسير القرآن» و «منتهى السؤول في سيرة الرسول» و «اللوامع في أحاديث المختصر والجامع» و «مرآة الزمان» . مات ليلة الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة 654هـ. عن كتاب: «تذكرة الخواص»، للعلاّمة سبط ابن الجوزي، ص 3 ـ 4.

(2) «تذكرة الخواص»، للعلاّمة سبط ابن الجوزي، المتوفى سنة 654هـ. مؤسسة أهل البيت i، بيروت، ص 325 ـ 326.

(3) نفس المصدر، ص 327.