الوقفيّة في المعيصرة(1)

25/3/2019
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

شعر الدكتور عبد الحافظ شمص

لِلَّهِ ما كَسَبَتْ يَدُ الأَخيارِ

شأنُ الكبارِ، إرادةٌ لا تَنْثَني

للّهِ أَيدٍ قد تجاوزتِ المدى

شَيْخُ المَشايخ، حوزةٌ علميّةٌ

حَوَتِ العلومَ، ومنه أثمن ثروةٍ

مَدَّت على الأُفق البعيد أشِعَّةً

حُييّتَ يا قمر المعارف والحِجى

أَمضى من السَّيف الرَّهيف عزيمةً

سَلِمَتْ يداكَ من الأذى ولطالما

هي دُرّةٌ في كسروانٍ، تاجُها

سَلِمَتْ مُعَيْصرةُ الأكارم وارتقت

وبآل عَمروٍ في المعيصرة، الأُلى

برجال دينٍ جاهدوا واستبسلوا

رفعوا شعار العلم وارتفعوا إلى

سَطعتْ هِدايَتهُمْ، تَعممَّ علمُهم

هم أهلُ علمٍ والحياةُ عقيدةٌ

آمالهم كانت تشعُّ وضيئةً

متكرّمون بمالِهم وبرزقِهم

هُمْ أكرمُ النّاس الأُلى نبغوا وَهُمْ

أهلُ العقيدةِ في رِحابِ مُحمَّدٍ

في يوم عِزٍ تمَّ رَسْمُ إشارةٍ

في بلدةٍ طابت وطاب سناؤُها

في كسروانٍ نجمةٌ مضريّةٌ

«قيسٌ» بها والعَمرو قِمّةُ مجدها

وفّوا النُّذور وأوقفوا أملاكهم

وَقفَ الأُباةُ صروحَهُمْ لإِمامِهم

لإمامنا المظلوم سِبط حُسَيْننا

دارُ الكتابِ فريدةٌ ويَؤُمُّها

وُقِفَتْ لأَهلِ الخير مُنذُ نُشوئها

هذي العيونُ وهذه آثارُهم

نَفَحاتُ أحلامٍ وَرَميةُ فارسٍ

لِلّه دَرُّكَ عالماً وَمُعلّماً

مُتكرِّماً، خذها إليكَ فَريضةً

أأبا الحِجى خلَّدتَ ذِكراً عَاطراً

ستظلُّ مثلَ الشمسِ يَسطعُ نورُها

بعزيمةٍ وكرامةٍ وَوَقارِ

تُجزى وَتَنعُم بالسّنا المِعطارِ

قُرباً إلى الله العزيز الباري

دينيةٌ بعطائها المدرارِ

لِلّهِ يُهديها بلا استكبارِ

كالشَمسِ تُشرق، نِعْمَ عُقبى الدَّارِ...

في حِصْنِكَ المزدانُ بالأقمارِ

ومناعةً كمناعةِ البتّارِ

دَفَعَتْ بلاء الدَّهر والأقدارِ...

كالماسةِ الزَّهراءِ في نوَّارِ

بالشيخ يُوسفَ مَنْهَلُ الأقمارِ

بذلوا الجهود لمنع أيّ عثارِ

وتفرّدوا بالبذل والإيثارِ

أَعلى المراتب في أعَزِّ شعارِ

بتلاحم الأَفكارِ بالأَفكارِ

وَهُمُ الغيارى، خيرةُ الأبرارِ

غَرَّاءَ زاهيةً كتاجِ الغارِ...

وقفوا مَغانمهُم بَكلِّ فَخارِ

فخر الأماجد، عِصبةُ الأحرارِ

متيقّنون برحمة الجبّارِ...

عَلويّةٍ وبٍحكمةٍ وقرارِ

وقفتْ بوجه الشرِّ والأشرارِ

هي نعمة الأَبصارِ والنُظارِ

مِنْ وائلٍ والخيرُ بالقِنطارِ

للكاظم الميمون والأنصارِ

موسى بن جعفرَ قِبلةُ الزُّوارِ

مملوءةٌ بالعزِّ والإكبارِ...

الكتّابُ والعلماءُ، يا للَدَّارِ

والشيخُ يُوسف صاحبُ الآثارِ...

كالشمس بارزةٌ بوجهِ نهارِ

مُتَوحِّدٍ بنضاله الجبّارِ...

للنّاسِ طُرّاً، زينةُ الأَطهارِ

كحصيفِ رأيٍ ثابتُ الأَفكارِ..

أَغلى من الدُّنيا وكلِّ نِضارِ

فوق السِّماك بِقِمّةِ الأَسوارِ...(2)

 

 

 الهوامش:

(1) هي وقفية العقار 523 في بلدة المعيصرة ـ قضاء كسروان، بإسم «وقف القاضي الشيخ الدكتور يوسف مُحمّد عَمرو للطائفة الإسلاميّة الشيعيّة في المعيصرة»، بموجب القرار الشرعيّ الصادر عن محكمة الشيّاح الجعفريّة في 6/9/2018م. وقرار الولاية الصادر عن المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى الأمانة العامّة للأوقاف بتاريخ 6 أذار 2018م. قرار وقف 53/2018. والمؤسسُون أعضاء لجنة الوقف أصحاب السماحة: القاضي الشيخ الدكتور يوسف محمد عَمرو، الشيخ محمد حسين عَمرو، الشيخ عصمت عباس عَمرو، الشيخ الدكتور أحمد محمّد قيس.

(2) وفق الله تعالى، رئيس تحرير هذه المجلة لهذه الوقفيّة المباركة، كـ «آمال وأمانٍ جُبيليّة» وقد صنّف سماحته كُتيباً من أربعين صفحة يتكلّم به عن هذه الوقفيّة، صادر في 12/10/2018م. الموافق 3 صفر 1440هـ. تحت عنوان:« نبذة موجزة عن مشروع حوزة وكلية الإمام موسى بن جعفر الكاظم o، للدراسات الإسلاميّة، ومكتبة القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمد عَمرو في بلدة المعيصرة فتوح ـ كسروان ـ لبنان».