سدِّ جنة بين الحقيقة والحرمان

20/04/2015
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

إعداد: الأستاذ شادي نصر الدين

تداعت الفاعليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والشعبية في قضاء جبيل،الى عقد لقاء تضامني في مطعم الكمنجا في حالات، يوم السبت في 14 شباط 2015م. لدعم مشروع سدّ جنة، تحت عنوان «ما تحرمونا من المي والنور»، شارك فيه نواب «تكتل التغيير والاصلاح» وليد خوري، سيمون أبي رميا، نعمة الله أبي نصر، فريد الياس الخازن، فادي الأعور، النائب السابق شامل موزايا، رئيس إتحاد بلديات قضاء جبيل فادي مرتينوس، الأب طانيوس زيادة ممثلا راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، رئيس بلدية جبيل زياد الحوّاط، القيادي في «التيار الوطني الحر» الدكتور بسّام الهاشم، العقيد المتقاعد ميشال كرم، رئيس النادي الاجتماعي الثقافي في بلدة قرطبا جورج كرم، وحشد من رؤساء البلديات والمخاتير وأهالي قضاء جبيل.

خوري

استهل اللقاء بالنشيد الوطني، وكلمة ترحيب للمحامي أديب أبي عقل، ثم ألقى النائب خوري كلمة، أوضح في مستهلها أنه «لا يمكننا السكوت بعد اليوم على هذا الكم من الافتراء والتحامل»، وقال: «كفى كذباً على الناس، وبثاً للشائعات المغرضة، وحرمانا لهذا الشعب الأبي من أبسط حقوقه الحياتية»، لافتاً الى أن «مشروع سدّ جنة حيوي، وسيؤمن لمنطقة جبيل 3 ملايين متر مكعب، والعاصمة بيروت 60 مليون متر مكعب، ويجب علينا كقوى سياسية أكثرية وأقلية، أن نعمل بلا كلل لايجاد الحلول الناجعة دون مناكفات أو اصطفافات»، وردا على ما قيل حول عدم صلاحية المشروع، أشار الى أن «الدراسات اكدت أن لا تسرب مياه في السدّ، أو قعر نهر إبراهيم الى جعيتا، وهذا الأمر نهائي ومبرهن بعد عدة اختبارات»، مؤكداً «لا نريد التفريط ببيئة هذا الوادي الخالد، والمشروع سيولد 120 ميغاوات من الكهرباء النظيفة والصديقة للبيئة، وستدر للدولة 15 مليون دولار أميركي في السنة، وقضاء جبيل يحتاج فقط الى 29 ميغاوات».

أبي نصر

من جهته، قال أبي نصر: «إذا كانت الحروب وما تلاها من أزمات في لبنان، قد أضعفت الدولة، وهمشت فئة من اللبنانيين وأبعدتهم عن مراكز القرار، فأهملت المشاريع الأنمائية في مناطق معينة، فإن الوقت قد حان لرفع الصوت عالياً والاصرار على تنفيذ هذه المشاريع، التي حرمت منها بعض المناطق في جبل لبنان بفعل السياسات الجائرة والمنحازة على مدى عشرين عاماً، وفي مقدمة هذه المناطق قضاءي جبيل وكسروان الفتوح»«.

مرتينوس

وسأل مرتينوس في كلمته «هل كتب على بلاد جبيل ألا تتنفس كثيراً من رئتي الانماء والمشاريع ذات المنفعة العامة؟»، مؤكداً «هذه المنطقة بقي الانماء بعيداً عنها ومعدوماً فيها منذ العهد الاستقلالي حتى مطلع عهد الرئيس ميشال سليمان، الذي سعى جاهداً لادخالها في خارطة الانماء والاعتمادات والموازنات»، لافتاً الى أن «معظم بلدات وقرى قضاء جبيل تعاني العطش حتى في شهر الشتاء، كما انه لم يكن للحكومات في العهود السابقة خطط للبحث عن مصادر مياه إضافية في المنطقة، رغم كثرة الينابيع ومجاري الانهار فيها».

وحذر من أن «أزمة مياه الشفة والري في بلاد جبيل تتعاظم وتتفاقم، يوما بعد يوم، وتنذر بعواقب وخيمة على صعيد البيئة والصحة والصناعة والنظافة، وعلى صعيد الزراعة بشقيها الاشجار والخضار»، داعيا الى «عدم وقف العمل بسدّ جنة»، سائلا «لماذا الوقوف بوجه هذا السدّ ولمصلحة من؟».

الاعور

وأكد الاعور بدوره أن «سدّ جنة لكل لبنان»، مستغرباً «عدم صدور أصوات معترضة على بناء سدود في أماكن اخرى كانت أقرت في المجلس النيابي»، معتبرا أن «المشكل الاساسي لموضوع السدود والكهرباء والصرف الصحي، هو أن الوزارة التي وضعت الخطط المنهجية لكل هذه المشاريع ليست بيد الطبقة السياسية الفاسدة، التي تتحكم بحياة اللبنانيين، وأوصلتنا الى 66 مليار دولار دين».

الخازن

كذلك اكد الخازن «أهمية هذا المشروع الحيوي، الذي ستستفيد منه جبيل بلاد الحرف وبيروت عاصمة لبنان وبعبدا عاصمة القصر الجمهوري، الذي يجب أن يكون مثلاً لمشاريع اخرى، تقوم بها الدولة»، لافتاً الى أن «قضاء جبيل عانى حرماناً كبيراً ومشروع سدّ جنة هو مشروع نموذجي وتكلفته 230 مليون دولار اميركي، بتمويل داخلي من مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان يحقق الانماء المتوازن بشكل فعلي»، معتبرا أن «ملايين الدولارات التي تدفع في أعمال ردم الحوض الرابع في مرفأ بيروت يجب أن تدفع أيضاً لبناء مرافئ في جونية وجبيل وبقية المناطق، هكذا يكون الانماء المتوازن والتعامل كلبنانيين يداً واحدة»، وختم مؤكداً أن «محاولات التعطيل الكيدية والسياسية لن تمر والعمل في السدّ مستمر».

أبي رميا

بدوره، أكدّ أبي رميا في كلمته أن «سدّ جنة سيتحول حقيقة، لأن الحق معنا، قيل الكثير من الاكاذيب، وما هي الحاجة الى السد، وكلّ عام 265 مليون متر مكعب يذهب هدراً في وادي نهر إبراهيم والى البحر».

وقال: «إننا نضع فقط 32 مليون متر مكعب، أي ما يوازي 96 مليون متر مكعب سنوياً. هذا هو الحفاظ على البيئة والنبات»، مشددا على أن «حلم سدّ جنة سيصبح حقيقة وسيجعلنا نعيش بكرامتنا، ويقضي على مقولة العطش في قضاء جبيل»، منتقداً «دعوة النائب محمد قباني الى استيراد المياه من تركيا، بدل أن نأتي بها من جبيل»، سائلاً «أي مرة شاركونا بالانماء والكهرباء، وكل شيء له علاقة بالحياة الكريمة لحياتنا المعيشية اليومية؟، مستغرباً «الاكاذيب عن قطع 400 ألف شجرة في وادي جنة، مما يشكل مجزرة بيئية»، لافتا الى «العدد الاجمالي للاشجار التي ستقطع هو 50 ألف شجرة»، مؤكدا أن «سدّ جنة هو حيوي وستستفيد منه مناطق جبيل وبيروت وساحل المتن الشمالي، وهذا السدّ أصبح واقعا لا وزير البيئة، الذي نحترمه ونقدره سيستطيع إيقافه، ولا وزير الزراعة أيضاً».