البعد الوطني في فكر السيّد موسى الصدر (1958 ـ 1978)

25/3/2019
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

إعداد هيئة التحرير

رسالة ماستر جديدة للسيدة مريم فريد فرح للعام الدراسي (2017 ـ 2018) في كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة ـ العمادة ـ قسم التاريخ في الجامعة اللبنانيّة، نالت عليها درجة جيد جداً.

أشرف عليها الدكتور الأستاذ وليد عربيد بمساعدة الدكتور الأستاذ طارق قاسم، والدكتور عماد غملوش، وهي مؤلفة من مقدّمة وثلاثة فصول وخاتمة مع ملحق للصور.

وقد امتازت هذه الأطروحة عن سواها بكلامها عن إبراز دور الإمام السيّد موسى الصدر واهتمامه بالأقليات الشيعيّة وإطلالته عليهم بزيارته لفتوح كسروان ولبلدة المعيصرة، في 18/6/1972م. بمناسبة عقد قران الشيخ عبد الكريم الغول على كريمة الشيخ حسين الحاج مسلم عمرو. ولبلاد جبيل بقيامه بوضع حجر الأساس لمسجد وحسينيّة في حي كفرسالا في مدينة عمشيت في عام 1962م. مع صديقه الوزير السابق عبدالله المشنوق رئيس الخلايا السعوديّة الإجتماعيّة في لبنان. وقيامه أيضاً بتلبية نادي التضامن الثقافيّ في علمات بتاريخ 16/7/1965م. لإلقاء محاضرة بعنوان:«المؤثرات النفسيّة على الروح الإجتماعيّة» .

وتلبية دعوة الزعيم الجبيليّ الراحل مخايل بك لحود في عام 1964م، في بلدة طورزيا للمشاركة والمباركة في اجتماع العائلات الجبيليّة دعا إليها لحود في منزله وحضرها رئيس دير مار مارون في عنايا الأب بطرس خليفة وسائر الشخصيات الجبيليّة يتقدّمهم سماحة الشيخ حسن عوّاد والحاج علي الهاشم وكان برفقة الإمام رفيق دربه سماحة العلاّمة الشيخ عبد الأمير قبلان. كما حضر بتاريخ 16/9/1976. إلى بلدة مشّان تلبية لدعوة مدير مدرسة مشّان التوجيهيّة الحاج عبد علي حمود شمص لتوزيع الجوائز على الطلاب الفائزين في امتحانات الشهادة الإبتدائيّة بحضور الرئيس أديب علاّم والمونسنيور طوبيا سعيد والسيدة نهاد سعيد ووجهاء بلاد جبيل. كما لبّى في السبعينيات من القرن الماضي دعوة ثانوية جبيل الرسميّة ومديرها الأستاذ فيكتور غوش لإلقاء محاضرة تربويّة. وكذلك لبّى دعوة الرهبانيّة المارونيّة لإلقاء محاضرة أخرى في كنيسة دير انطش جبيل.

كما لبّى دعوة صديقه الحاج محمود جعفر المولى لعام 1970م. لعقد قران كريمته على المهندس منير بلوط بحضور النائب أحمد اسبر والقاضي هاني المولى والحاج كامل كنعان وشخصيات جبيليّة وبقاعيّة.

كما لبّى أيضاً دعوة صديقه الأستاذ منير ابراهيم للإجتماع بوجهاء العائلات الجبيليّة في منزله ببلدة طورزيا. وكان عريف الإحتفال آنذاك المختار أحمد برّو مختار بلدة عين الغويبة.

كما زار أهالي بشتليدا وفدار في عام 1975م. حيث صلّى في المسجد الذي بناه صديقه الحاج كامل كنعان واجتمع بالأهالي في منزل السيّد حسن عبد الكريم كنعان. وألقى فضيلة الأستاذ خضر كنعان كلمة بهذه المناسبة، ردَّ عليه الإمام الصدر شاكراً له وللأهالي استقبالهم. وممّا يجدر ذكره أيضاً أنّ رئيس دير مار مارون، عنايا والرهبان اعترضوا طريقه آنذاك طالبين منه زيارة الدير ليستريح وليرتشف القهوة معهم فلبّى دعوتهم شاكراً لهم هذه الدعوة. وذلك قبل حلوله بضيافة أهالي بشتليدا وفدار وحجولا.

كما قام أيضاً بالسبعينيات من القرن الماضي بتلبية دعوة صديقه المفوض العام مدحت حيدر الحاج وأهالي المغيري، لافتتاح مسجد المغيري والصلاة به مع قاضي جبيل الشرعيّ الجعفريّ آنذاك العلاّمة السيّد عبدالله شرف الدين.

وكذلك قام بتلبية دعوة صديقه الأستاذ منير ابراهيم وأهالي حجولا لافتتاح مسجد حجولا والصلاة به.

كما تكلّمت أيضاً عن ميثاق عنايا الشهير الموّقع في 21 ايلول 1975م. من قبل فعاليات ووجهاء بلاد جبيل من مسلمين ومسيحيين، وعن الحلقة غير المعروفة عنه مستشهدة بكتاب التذّكرة أو مذكرات قاضٍ لرئيس التحرير. حيث كان ذلك بسعي خاص من نائب الإمام السيّد موسى الصدر آنذاك مفتي بعلبك الجعفريّ العلاّمة الشيخ سليمان اليحفوفيّ، ومطران بعلبك الماروني عبدالله نجيم.

كما تكلّمت أيضاً عن علاقة الإمام الصدر بصديقه الشيخ خليل حسين (أبو ماهر) والشيعة في شمال لبنان وبالمسلمين العلويين، وبالمسلمين السُنّة وبالمسيحيين من خلال مقابلة أجرتها مع أمين سر جمعية القرى الخمس الخيريّة ورئيس قلم محكمة طرابلس الشرعيّة الجعفريّة الأستاذ الحاج أحمد حسين.

كما تكلّمت أيضاً عن المواطنة برأي الإمام الصدر والإمام الشيخ محمد مهديّ شمس الدين وحرصهما على خطِّ الوحدة والإندماج في لبنان «الوطن النهائيّ لجميع أبنائه»، وهو المبدأ الذي دخل في مقدّمة الدستور اللبنانيّ بعد إتفاق الطائف حيث استشهدت بذلك من خلال كلام لسماحة العلاّمة الشيخ عبد الأمير شمس الدين المفتي الجعفريّ لبلاد جبيل وكسروان في الذكرى السابعة عشرة لرحيل الإمام شمس الدين في العدد المزودج (32ـ 33) لمجلة (إطلالة جُبيليّة).

كما تكلّمت أيضاً عن وقوف الإمام الصدر بوجه المُخططات الصهيونيّة والحرب الأهليّة وتقسيم لبنان وعمليات التهجير والفرز الطائفيّ وغيرها من قضايا كانت السبب في التآمر عليه وفقدان أخباره مع رفيقيه في ليبيا منذ أربعين عاماً لحرمان لبنان واللبنانيين منه.

كما تكلّمت عن مواضيع أخرى كثيرة كانت بها سبّاقة وشارحة ومحققة البعد الوطني في فكر الإمام السيّد موسى الصدر. داعيةً في خاتمة رسالتها إلى القول:«وهنا يأتي السؤال، هل سوف تصبح المواطنة والمواطنيّة منهجاً يدّرس في المدارس والجامعات. وينشأ لدينا جيلٌ يتربى على المواطنة والمواطنيّة. ويشعر بقيمة انتمائه إلى هذا الوطن، ويخلع عن رأسه أكبر أحلامه وهي السفر للخارج للحصول على العيش الكريم وحقوقه الإنسانيّة؟».

وفي الختام نتوجه بالتهنئة للسيدة الأستاذة مريم فريد فرح بإسم هيئة تحرير مجلة «إطلالة جُبيليّة» ورئيسها ومديرها المسؤول والمستشارين على هذه الأطروحة القيّمة والفريدة، وبالشكر لها على اهتمامها بذكر إطلالات الإمام السيّد موسى الصدر على بلاد جبيل وكسروان وشمال لبنان. وشموله بزياراته لجميع الطوائف والهيئات اللبنانيّة دون استثناء أحد وسعيه الدائم للسلم الأهليّ ولدعم وتأييد الجيش والمقاومة. وتأييد حقوق الشعب الفلسطينيّ في وطنه الأم والعودة إليها، وتحرير القدس(1).

الهوامش:

(1) إنّ إهتمام الإمام السيّد موسى الصدر في الأقليات الإسلاميّة الشيعيّة في محافظات جبل لبنان، وكسروان وجبيل، وشمال لبنان، وعكار خلال عشرين عاماً بحاجة إلى تصنيف كتاب خاص بذلك. ومن هؤلاء الأصدقاء الّذين عرفوا الإمام الصدر عن قرب: سماحة العلاّمة الشيخ حسن عوّاد رئيس المحكمة الشرعيّة الجعفريّة العيّا السابق، الدكتور ماهر خليل حسين النائب الثاني لرئيس المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى، القاضي الرئيس حسن رضا الحاج، والنائبان السابقان الحاج محمود عوّاد والحاج عبّاس هاشم والنائب الأستاذ السيّد مصطفى الحسينيّ، الأستاذ حسن نجل المفتي الجعفريّ الشيخ علي منصور وفضيلة الشيخ جعفر الخليل، الدكتور عبد الحافظ شمص، الحاج اسعد أحمد شمص، الحاج الأستاذ عبد علي نسيب حمود شمص، الدكتور وفيق جميل علاّم، الأستاذ فادي عبدالله ناصر، الأستاذ حكمت حيدر الحاج، الحاج ديب كامل كنعان، المختار أحمد برّو، الحاج علي كنعان (أبو حسن)، الأستاذ خضر كنعان، الحاج سامي الحاج عباس عمرو، الحاج المحامي محمد علي حيدر أحمد، الدكتور عصام العيتاوي، النقيب الحاج حسين برّو، المحامي الحاج حسن مرعي برّو، الحاج محمد محمود المقداد، الحاج طعان حسن المقداد، الحاج نزيه حسن عمرو، الدكتور عاطف حميد عوّاد، الشاعر الأستاذ علي حسين عوّاد، الشاعر اسماعيل خليل برق، الدكتور وفيق شهيد ابراهيم، المهندس محمد محمود المولى، الحاج رشيد بلوط، الحاج سمير شقير، الحاج حويشان شقير، الدكتور عبد الجليل عمرو، المحامي السيّد عصمت الحسينيّ، الدكتور رباح ابي حيدر، الحاج نايف برق، مختار الحصون السابق الحاج محمد علي أبي حيدر، الأستاذ أديب نصر الدين، الأستاذ حميد محمد علي ابراهيم، الأستاذ همدر همدر، المحامي محمد خليل هاشم، المختار عفيف الغداف، الدكتور علي دعيبس، المحامي علي حماده، المختار عدنان حيدر أحمد، الأستاذ سمير رميحي حيدر أحمد، الدكتور سمير نايف حيدر أحمد، الشاعر حسن حماده، الشاعر داود حماده، حمود قبلان الحلاّني، سليم عبد الكريم ناصيف وغيرهم.