الصديق الدائم

18/5/2017
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم الحاج عبد الوهاب شقير

إذا استعرضنا حياتنا اليوميّة بما يتعلق بالدّين أو السياسة أو التجارة، وأمور كثيرة التعدد أو الوصف. وهذه الأمور كلها لا نستطيع معرفتها إلا بواسطة التكنولوجيا المتطورة القديمة والحديثة منها «التلفاز» و «الآيباد» و «الموبايل» و «الآنترنت»، حيث توفر علينا الكثير من المعاناة، إذ كان الآباء والأجداد q يعانون الصِعاب في المواصلات والنقل والمخابرات، وهذا ما تحقق في أيامنا بواسطة العلم والإكتشافات التي وصلت الإنسان بغزو الفضاء والكواكب، ولكن ربما كانت هذه التسهيلات تنعكس علينا، من بعض الشباب المستهترين بسوء استعمالها لعادات سيئة، وتسبب لنا مشاكل خطيرة.

لمَ لا نرجع ونتعظ بأقوال الحكماء، ومنهم الأنبياء العظام، وهذا لا يتمُّ إلاّ بواسطة قراءة الإنجيل والقرآن الكريم وقصص الأنبياء i، أليس هذا يزيدنا اطلاعاً وعلماً؟ أليس من قرأ التاريخ كأنّه عاشه؟ أنا لا أظنُّ سوءاً بتطور التكنولوجيا أبداً، ولكن يجب أن نأخذ نبذة عن حياة آبائنا وأجدادنا، فهم كانوا قبائل وعشائر، فذلك الزمان غير أيامنا هذه، رئيس ومرؤوس ووزير ومحام وتسميات كثيرة الوصف، بل كانوا يتوافقون على شخص منهم ويثقون به من حيث أمانته وقدرته على أن يحكم بالعدل، ويعطي لكل صاحب حقٍّ حقه، دون واسطة أو رشوة للموظف حتى يحصل على حقِّه، مع العلم أنّ هذا الموظف يتقاضى راتبه من المراجع بصورة غير مباشرة، والفساد بشتى أنواعه وأشكاله، وأساؤوا بكل واجباته تجاه المراجع. أو ربما من ترجو بدفع الأذى عنك فيأتيك الأذى من قبله.

الله وصفنا أُمةً وسطاً لنكون شُهداء على النّاس، وأوفياء في ما بيننا، أنا ما رأيت طوال عمري في هذه الدنيا يوجد كاهن دين ويدّعي بأنّه حاصل على وكالة من الله عزّ شأنّه. وفي هذه الوكالة له الحقُّ أن يستعمل العنف مع النّاس، ويذبح الرجال والأطفال ويأسر النساء ويتخذهن بما يسمى جهاد النكاح. ويدعي أن كل ما يصنعه من خراب وتدمير بإسم الجهاد هو في سبيل الله.

أريد أن أوجه كلمة لهؤلاء، أنَّ وجودهم في هذه الدنيا ما هم إلاّ ضيوف، وهم حتماً ويقيناً بعد هذا العمر راحلون. ولا نتهم الدين بهذه الأعمال الشنيعة، أليس يكون لنا أفضل دُنيا وآخرة، إنّ الله لا يَغيُر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

ويجب أن يحفظوا مصالح النّاس، حتى يدعوا لهم بالتوفيق.

أليس نعم الصديق الدائم هو الكتاب!!.