رسالة تقدير من جمهورية مصر العربيّة

20/1/2017
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

يمكن لنا أن نعتبر هذا العدد من الأعداد الخاصة أو الممتازة كما يقول أهل الصحافة، فالعدد يحتوي على مواد متنوعة متميزة فيها فائدة ثقافية وفكرية عميمة للقارئ العادي وللباحث المتخصص.

تبدأ المجلة بقصيدة يبدو منها صدق التجربة الشعرية والروحانيّة الرائقة وأعني بذلك قصيدة (حياك الله يا زينب) للشاعر الدكتور عباس فتوني، فقد شعرنا بكلماتها وتأثرنا بها وهذا أكبر دليل على مصداقية تجربتها.

وتأتي افتتاحية العدد التي كتبها الدكتور أحمد قيس وكان موضوعها (إعادة قراءة التاريخ مدخل إلى الوحدة الإسلامية)، ولعل الدكتور أحمد اتفق في مداخلته مع العديد من الأطروحات التي تبناها العبد لله في أكثر من دراسة منشورة له حول الكتابة الصحيحة للتاريخ، والتي حملت عنواناً دائماً وهو (حتى لا نزيِّف التاريخ )، وكذلك ما طرحه أستاذنا الدكتور يوسف عمرو في أكثر من كتاب له، تحية للدكتور أحمد على هذه المداخلة الجادّة المتميزة والتي جاءت في وقتها تماماً.

ونأتي إلى الموضوع أو التحقيق الميداني الذي قام به الدكتور أحمد قيس ونقصد به (مصر والسيدة زينب الكبرى)، وقد جاء الأسلوب رائقاً شائقاً، موثقاً توثيقاً علمياً منهجياً، مدعّماً بالعديد من الصور والأشكال التوضيحية، وهذا الموضوع قابله العديد من الأصدقاء والمؤرخين والباحثين بقبول حسن، فجزاه الله خيراً عن هذا الجهد العلمي المتميّز.

ومرة ثالثة نأتي إلى الدكتور أحمد قيس، الذي انضم إلينا نحن أهل الثقافة والفكر في ضرورة الاهتمام بمشهد السادة الطباطبائيين في مصر، وقد بُحَّ صوتنا، وكتبنا الكثير والكثير، وأرسلنا الشكاوى والالتماسات للعديد من المسؤولين، وقد أتاح لنا الدكتور أحمد الفرصة مرة أخرى، حيث أرسلنا بحثه الميداني عن (السادة الطباطبائيين في مصر) إلى وزارتي الأوقاف والآثار والعديد من المسؤولين، آملين الاهتمام بهذا الأثر الوحيد الباقي من الدولة الإخشيدية، أكرر شكري دكتور أحمد على مقالتك الرائعة، وعلى غيرتك النابعة من حب حقيقي لتاريخنا وتراثنا.

وتعدّ لنا هيئة التحرير صفحة معبرّة مفيدة عن تواتر أحاديث المهدي الموعود في صحاح السنّة للأستاذ عبد الرحمن البكري، ونقرأ مقالة الدكتور عصام العيتاوي والتي عنوانها: (هل يمكن الحديث عن الروح)، وهي مقالة ثمينة لها تقديرها، ويأخذنا الدكتور عاطف عواد إلى عالم الأمثال الشعبية، ليؤكد لنا أنه باحث أنثروبولوجي متخصص في مجاله، ويكتب الدكتور بديع أبو جوده مقالة ضافية في الذكرى السادسة لغياب العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله.

ويكتب الأستاذ الدكتور العلامة يوسف عمرو مقالة عن آية الله الشيخ مفيد الفقيه أو أيوب العلماء في لبنان، كما يسميه سماحته، والذي رحل عن عالمنا الفاني في شهر أبريل 2016، وهو من أعلام الفقه والاجتهاد فعليهq، وعن علماء من كرك نوح ـ البقاع من كتاب الوقف النوحي، يعد لنا الأستاذ السيد الموسوي مقالة معبّرة أهم ما فيها بالنسبة للباحث هوامشها الثرية، ويكتب الأستاذ يوسف حيدر أحمد حصاد للزارعين مهداة إلى الأستاذ زياد الحواط، وهي سطور اجتماعية حميمية.

وتعدّ هيئة التحرير ملفاً عن العلامة الدكتور حسن عباس نصر الله وتاريخ كسروان، وكم أعجبتني طريقة تسجيل مؤلفاته ونتاجه العلمي والتي راعت المنهجية الببلوجرافية بشكل يدل على التمكن والوعي، وتعود هيئة التحرير مرة أخرى لتحدثنا عن أمين الريحاني الأديب اللبناني الكبير، والرحالة المتميز، تحدثنا عنه وعن علاقته ببعض قرى الشيعة في بلاد جبيل وكسروان، وفي زاوية آمال وأمان جبيلية، يكتب الأستاذ يوسف حيدر أحمد كلمات جميلة عنوانها (كلنا أخوة فلماذا التمييز؟)، وإلى عالم الشعر وقصيدة رائقة عنوانها (المعيصرة) يبدع لنا الدكتور عبد الحافظ شمص.

وفي زاوية التربية والتعليم نلتقي مع مقالات محترمة مفيدة للجميع: منها مقالة المربية نمرة حيدر أحمد (أم مصطفى)، والمربية خديجة سمير عمرو، والأستاذة سلوى أحمد عمرو، لهن منا كل التحية والتقدير.

وفي مكتبة المجلة نقرأ عرضاً لكتاب (سنوات جميلة ، سنوات مجنونة) للعميد محمد شيّا، أعدّه الدكتور عصام علي العيتاوي، وقد أوجز فيه فأوعى، ويكتب الدكتور شمص مرة أخرى عن الأديب والمؤلف محمد سعد الله شمص مقالة مفيدة، كما يكتب الأستاذ الدكتور يوسف عمرو عن كتاب (الروض الجميل): صفحات من سيرة أدبية مطولة للدكتور جودت القزويني، وقد استفدت شخصياً من قراءة أستاذنا الجليل لهذا الكتاب.

وبعد ذلك تأتي أبواب المجلة التي تسعدنا دائماً مثل الكتب التي وصلت إليها، والبراعم، ووداع الأحبة الّذين لا يمكن لنا أن ننساهم، وكذلك الأنشطة المختلفة التي تعبر عن وجود حركة ثقافية وأدبية وعلمية نشطة في لبنان الحبيب وفي جبيل بوجه خاص، وختاماً لا يمكن أن أخفي إعجابي الشديد بالقصيدة الجميلة التي كتبها البروفسور فيكتور الكك بعنوان: (نشيد العتبة الرضوية).

كل الشكر والتقدير لأسرة التحرير وكتّاب المجلة الأفاضل وللقراء الأعزاء وإلى اللقاء في قراءة جديدة لعدد جديد إن أحيانا المولى جلَّ علاه.

د . يسري عبد الغني عبد الله