نصائح غذائية: الكرفس Céleri أو (Célery) هذا النبات السحريّ الأخضر

15/11/2018
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم الدكتور قيس غوش

الكرَفس نبتة شبيهة بالبقدونس. هذا النبات الذي نجده على موائد الطعام، عرفه الإنسان منذ الأزمان الغابرة.

فقد كان الأغارقة يسمّونه «خضار القمر». وكانوا يعْتقدون بفائدته في تهدئة الجهاز العصبيّ... وعن إصابتهم بأوجاع الأسنان، كانوا يضعون ورقة جافّة من الكرفس على موضع الألم. كما كانوا يضعون ورقة من الكرفس بين طيّات شعر رأس المرأة الحامل، دون أن تشْعر، وحينما كانت تتفوّه بإسم إنسانٍ ذكر، كانوا يعتقدون بأنّها ستلِدُ ذكراً، والعكسُ بالعكس.

إنّ تناول الكرفس قد يساعد على التفكير الصائب. والخبراء والباحثون يشجعون على الإستزادة من تناوله. وقد جاء في كتب التاريخ، أنّ «مدام دي بومبادير» الذائعة الصيت بالدهاء وصواب الرأي وذات الحظوة والنفوذ عند ملك فرنسا، لويس الخامس عشر. كانت من المدمنات على أكل الكرفس.

إنّ الخاصّة الطبيّة والغذائيّة التي يمتاز بها الكرفس، هي مسألة حقيقيّة، ومنه يستخرج «ملح الكرفس» له جميع خواصّ أوراقه، ويوصي الدكتور «كلورد هاوز» في مؤلفاته بإستعمال هذا الملح بدلاً من ملح الطعام الإعتيادي. وكان العطّارون في الأزمان السالفة، يجمعون بذور هذا النبات ويوصون بغليّهِ وشرْبه لمعالجة إنسداد المثانة.

إنّ للكرفس الطبيعيّ طعماً مُرّاً، يقتضي لإزالته وضعه في الماء، وبعد تجفيفه يُخلط مع اللبن، ليكسبهُ طعماً لذيذاً.

يُفيد الكرفس كثيراً لعلاج المصابين بالزكام الشديد وعَسر التنفس والأوبئة الناتجة من الإصابة بالبرد...

وأكلهُ بصورة «سَلَطة» بإضافة البصل الأخضر إليه، وعصير الليمون يُعدّ دواءً ناجعاً لمثل هذهِ الأمراض... كما أنّ الإصابة بالبحّة الصوتيّة وضيق التنّفس والسعال، واصفرار لون البشرة والشحوب، يُفيد معها الكرفس كثيراً.

إنّ الغرغرة بماء الكرفس، والليمون الحامض هو علاج سحريّ لأوجاع الحنجرة أو التهاب اللوزتين.

ولآلام الكلية يؤخذ حوالى ثلاثة كلغ من الكرفس ـ وبعد تنظيفها جيّداً، يضاف إليها خمسة أو ستة ليترات من الماء وقليل من البصل والثوم... ويُغلى الخليط حتّى درجة النضج، ثُمّ يُصفّى الخليط، وبعدئذٍ... يُقدّم على شكل «شوربة»... يؤخذ منه كلّ ساعتين، فنجان تُضاف إليه بضع قطراتٍ من زيت الزيتون، وعصير الليمون الحامض.

وفي ما يخصّ الكرفس وإلتهابات المفاصل، فإنّه يغلب أن يكون سبب التهاب المفاصل وجود حامض البوريك في الدم...والذي يتراكم في مواضع معيّنة من الجسم: الركبتان، العنق، العضلات، الكتفان... وتوضع ضمّادات من الكرفس المخلوط بالأرز المسحوق على مواضع الألم. تخفّ وطأته حتْماً، وممّا يزيد من تأثير الضّمادات... هو تناول شوربة الكرفس لبضعة أيّام.

وفي ما يتعلّق بداء الملوك أو «النقرس» فإنَّ الإبتلاء به هو نتيجة كثرة تناول الزلاليّات. ولمعالجته ينبغي أن تمْتنع عن تناول الأطعمة الدسمة، واللحوم والإكثار من تناول «شوربة»الكرفس، وسلطة الكرفس، ووضع ضمّادات من الكرفس الخام، مع عصير الليمون الحامض، على إبهام الرِجْلِ الذي يُعتبرُ البؤرة التي يبْدأ منها «النقرس». والإستحمام بماءٍ حارٍّ بداخله أوراق الكرفس، نافعة كثيراً.

يتطلّب النقرس المزمن أو الحادّ علاجاً طويلاً... ولكن نبات الكرفس هذا النبات السحريّ العجيب... بمقدوره أن يُعطي نتائج طبيّة إذا إستمرّ العلاج.